قصاصات
“الهندي” والغنم القاصية!!
د. عبد الرحمن محمد علي المحامي
عندما أصدر الشهيد “محمد طه محمد أحمد” صحيفة (الوفاق) كنت ضد إصدارها، لأن “محمد طه” عليه رحمة الله، كان يقول رأيه بطريقته السافرة المعلومة.. وكان من تلاميذه الأبناء الأعزاء “الهندي عز الدين” و”ضياء الدين بلال” وغيرهما.
كتبت مقالاً في صحيفة (الأسبوع) في إصدارتها الثانية، وقلت فيها للأخ “محمد طه” أن يا أخي (دخِّل غنمك ديل بي جوه)، لأن شعار صحيفة (الوفاق) إلى الآن (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)، وغنيِّت لـ”محمد طه” في ذلك المقال أغنية فنان الطنبور الشايقي المعلومة (ماشي وين يا فاقد سبيلك!!).
استشاط أبنائي “الهندي” و”ضياء الدين بلال” وغيرهما غضباً، وفتحوا (فيني) بلاغاً تحت المادة (141) إجراءات، واستدعاني المتحري إلى القسم الشمالي القديم – مكان مجلس الوزراء الحالي، وقال لي: إن هؤلاء الشباب قالوا إنك أسأت إليهم وشتمتهم وقلت إنهم غنم.
قلت للمتحري: (أنا ما قلت، وكلام “محمد طه” ذاته كاتب الغنم شعار لجريدته)، وكان “محمد طه” أخي وصديقي إلى درجة رهيبة، فهو موسوعة تمشي على قدمين.. وقلَّ أن يجود الزمان بمثله، وكنا معاً نحاور الجمهوريين في جامعة الخرطوم مع الأخ “عبد السميع حيدر” ويبدو أن الشهيد هدد الأبناء بأن (يرفدهم) من (الوفاق) إذا لم يسحبوا البلاغ.. فسحبوه والله أعلم.
ها هي (الوفاق) حيَّة ترزق إلى الآن، وها هي (المجهر السياسي) الصحيفة الثانية من حيث التوزيع الآن، وأيضاً الابن “ضياء الدين بلال” صحفي يشار إليه بالبنان.. الدنيا تتغيَّر وتتبدَّل الأرض غير الأرض ويرث الأبناء الآباء، ويكون المال دُولة بين الناس.. ولكن تبقى الحقيقة الأزلية أن الحكاية كلها آخرها كوم تراب.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.