مجرد سؤال
(كنانة).. ستظل المثال الناجح للاستثمار
رقية أبو شوك
سأظل أردد دائماً وأبداً أن شركة سكر كنانة ستظل المثال الناجح للاستثمار بالسودان، لأن منذ مسيرتها الإنتاجية ظلت تقدم الأنموذج الممتاز للاستثمار وشكله، الأمر الذي جعلها قبلة لكل من يريد أن يخطط لمصانع للسكر، فقد كانت تجربتها تصدر خارج البلاد، وقد استفادت منها الكثير من الدول.
كما أنها كانت عبارة عن بوتقة عربية اختارت السودان مقر لها لكون السودان يمتاز بميزة نسبية كبيرة في الزراعة وفي صناعة السكر .
ولأنني فخورة بهذا المصنع العملاق فقد تحسرت جداً على الخلافات التي حدثت بها منذ العام 2013م، والتي كادت أن تعصف بالمسيرة الناجحة، إلا أنها رغم ذلك باتت تكافح من أجل أن تظل شامخة شموخ القصب الذي لا تهزه الرياح، وكان لسان حالنا يقول: إن يوم وعهد جديد لا محالة سيأتي وستكون حينها نبراساً يضئ دروب كل من يريد أن يستنير بالتجارب الناجحة طالما أن القوة والإرادة والعزيمة موجودة.
(الخميس) الماضي كان يوم تاريخي في تاريخ كنانة فقد اختار مجلس إدارة شركة سكر كنانة في اجتماعه رقم (174) برئاسة وزير الصناعة د. “محمد يوسف علي” وبحضور ممثلي المساهمين قراراً بتعيين (عبد الرؤوف ميرغني عبد الرحمن أحمد)، عضواً منتدباً للشركة، حيث ظل هذا المنصب شاغراً منذ العام 2013م، بسبب الخلافات حول مرشح العضو المنتدب والذي كان يشغله “محمد المرضى التيجاني”، وتم بعد ذلك تكليف المدير المالي للشركة “عبد السيد طه” بمهام العضو المنتدب للشركة والذي ظل على هذا التكليف حتى قرار تعيين “عبد الرؤوف ميرغني” الخميس الماضي،
“فعبد الرؤوف ميرغني” يعتبر ابن الشركة الذي عمل بها منذ العام 2003م، وحتى تاريخ اختياره عضواً منتدباً وهو بالتالي سيكون الخيار الأمثل لكونه من أولاد البيت… فأولاد البيت هم أكثر الناس دراية ومعرفة لكل صغيرة وكبيرة، لذا فإننا نتوقع أن يكون النجاح هو الحليف لهذه الشركة العملاقة، كما أن تعيين العضو المنتدب للشركة سينعكس من الآن على المسيرة الإنتاجية والتي نحسب أنها لم تتوقف والتي قادها أيضاً رجال أكفاء ولكن الفراغ الإداري في منصب العضو المنتدب يؤكد أن هنالك عدم رضا من قبل المساهمين، ولكن الآن الحمدلله قد انقشعت السحابة المظلمة، وعاد المساهمون الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير للاجتماع واختيار العضو المنتدب بعد أن قدم لهذا المنصب عدد كبير… منهم من داخل الشركة وآخرين من خارجها ليتم اختيار واحد من أبنائها والذي حاز على نسبة كبيرة في الامتحانات التي أجريت لهم،
فالبرنامج الخماسي الذي وضعته الدولة هدف في المقام الأول على الاهتمام بزيادة الإنتاج خاصة في السلع الإستراتيجية المهمة والتي على رأسها سلعة السكر وذلك حتى نقلل من استيراد هذه السلعة التي يحبها كل أهل السودان …وحتى نقلل من فاتورة الاستهلاك، فالآمل معقود على كنانة بمقدراتها أو طاقتها التصميمية المعروفة، فالآمل معقود عليها بالمزيد من الإنتاج والوصول للطاقة القصوى التصميمية التي وضعت للمصنع.
أيضاً نريد من كنانة ومن العضو المنتدب أن ينفذوا ما وضعوه من خطط وأن تسعى للاستفادة من تصدير الخبرة للكثير من الدول حتى تستفيد البلاد من التصدير في مجال صناعة السكر، وبالتالي نعود بالكثير من العملات التي نحن في حاجة إليها.. فالموسم الإنتاجي القادم على الأبواب نريده موسماً فوق كل المواسم نصدِّر إنتاجنا سكراً وإيثانولاً وبترولاً أخضراً.
فالقرار الأخير رقم (174) سينعكس إيجاباً على الإنتاج … فالذي تم اختياره عضواً منتدباً نعتبره خبيراً في هذا المجال فسيرته الذاتية حكت ذلك.. وقد قرأت سيرته حرفاً حرفاً وسطراً سطراً.
وختاماً نتمنى لشركة كنانة كل الجميل، لأنها كنانة (الأعلاف والعسل والدواجن) وكنانة (تشغيل العمالة الدائمة والموسمية) وكنانة (الحراك الاقتصادي ومياه الشرب بالولايات المجاورة والمسؤولية الاجتماعية وتغيير وجه القرى والمدن) وكنانة (البلور) الذي جاء من رحمها وأشرف على إدارته أبنائها لينتج إنتاجاً يغيِّر وجه المدينة ويتم تحويل اسمها من (العطشانة) إلى (الرويانة).