رأي

مسالة مستعجلة

 لماذا يصمت نواب الشعب؟!
نجل الدين ادم
خبر خطير أورده الزميل “مهند بكري” في عدد الصحيفة ليوم أمس ذكر فيه معلومات مزعجة جداً، تحت عنوان (اكتشاف مواد مدفونة تتسبب في نفوق الحيوانات بجنوب كردفان)، على لسان عضو تشريعي الولاية النشط “وقيع الله حمودة شطة”، حيث أشار في الخبر إلى أن المادة هي (السيمول) والتي استجلبت لأغراض الزراعة منذ عشرات السنين بواسطة مؤسسة جبال النوبة الزراعية من دولتي فرنسا وألمانيا، وقد دفنت في براميل منذ ذلك الوقت ما يعني أن هنالك تسرباً حدث بفعل الزمن، وكانت النتيجة آثاراً سالبة وهي نفوق الحيوانات في أوقات الخريف نسبة لاختلاطها مع مياه الشرب. الغريب في الأمر أن العضو رغم أنه دفع بسؤال بالخصوص اكتفت اللجنة المختصة بالمجلس التشريعي بأضعف الإيمان وهو استدعاء إدارة وقاية النباتات ومعرفة بعض المعلومات وإغلاق الملف على ذلك، تأسفت جداً أن يكون دور المجلس التشريعي ضعيفاً في مثل هذه الموضوعات الخطيرة والتي تؤثر بطريقة غير مباشرة على حياة المواطنين، لماذا يصمت نواب تشريعي جنوب كردفان على هذا الأمر ويفضلون عدم تجاوز محطة إحاطتهم بمعلومات، لا والله فإن الموضوع أكبر من ذلك بكثير، الموضوع ليس مجرد مواد مسرطنة أو غير تم دفنها تحت الأرض الموضوع يتعلق بحياة بشر، والموضوع على كبره ينبغي أن لا يكون مجلس تشريعي الولاية نهاية المطاف، لماذا لم يقصد النواب مجلس الولايات عبر ممثليهم هناك وماذا يفعل ممثلو الولاية في مجلس الولايات الذي يعني بحقوق الولايات.
الموضوع يحتاج أن يثار كذلك عبر المجلس الوطني لأن القضية هنا ليست بشأن ولائي وجميعنا يذكر قضية تلك المواد التي تم دفنها في سد مروي، وكيف أن نواب البرلمان أثاروها إلى أن وصلت قبة المجلس فتم استدعاء الجهات ذات الصلة وجرت في ذلك تحقيقات وتحقيقات.
مطلوب أعضاء الهيئة التشريعية أن يتولوا زمام المبادرة حيث أن إخوتهم في المجلس التشريعي بالولاية قاموا بما عليهم وأكثر وهم يكتشفون القضية ويثيرونها داخل المجلس حتى لو لم تكن النهايات سعيدة تؤدي إلى معالجات حقيقية.
أتمنى أن نسمع خلال الأيام المقبلة أنباء سارة عن تجاوز هذه المشكلة وحلها وإلا فإن الآثار سوف تزداد والخسائر ستتسع دائرتها، وحتى لا يحدث ذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق نواب الشعب في المركز أكثر من غيرهم لأن همها خرج من الإطار الولائي وباتت قضية قومية، آمل أن يُستدعى الوزراء المختصون في المركز ليقولوا كلمتهم ويصلوا بنا إلى  بر الأمان والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية