تقارير

(المجهر) ترصد أفراح طلاب وطالبات "الخرطوم" بعد إعلان نتيجة امتحانات الأساس

* “أحمد إبراهيم عباس” يتصدر قائمة الـ(22) طالباً المشتركين في المركز الأول
*”رفيدة إدريس” كانت تتوقع اسمها ضمن المرتبة الأولى لمتفوقي السودان
الخرطوم ـــ محمد قندول ــ مهند بكري ــ إلهام عشيري
منذ صباح أمس، حبست الأسر السودانية أنفاسها في انتظار فك الحصار النفسي لأبنائها فيما يخص الانتظار الذي طال لنتائج شهادة الأساس لولاية الخرطوم، التي ضرب لها أكثر من موعد خلال الفترة الماضية لتحسم وزارة التربية والتعليم الولائية وتقضي بأن يكون يوم أمس (الأحد)، الفصل الختامي، ليبدأ الفرح عقب إذاعة النتيجة التي نقلت على الهواء مباشرة بكل الوسائل الإعلامية. وتنطلق الزغاريد والأفراح بالمنازل والمدارس ابتهاجاً بهذه الفرحة التي تصنف بـ(الأغلى) في قواميس من يعرفون طعم الأفراح المختلفة.
(1)
وفور إعلان نتيجة شهادة الأساس انطلق فريق (المجهر) ليوثق أفراح الأسر بأبنائها وبناتها، وكانت أولى محطاتنا محلية كرري بأم درمان، وتحديداً مدرسة الرياض التي نالت شرف أن يكون منها أول الشهادة بحسب تقويم الحروف الأبجدية، وهو الطالب “أحمد إبراهيم” والذي أحرز درجة (279)، ولكن لظروف الترتيبات وبهجة الأسر لم نجده بالمدرسة لنسارع للالتقاء به بمنزله الكائن بشارع الأبراج بأم درمان، وكانت لنا وقفة معه ومع أسرته، والعوامل التي قادته لتحقيق هذه النتيجة التي لم تكن متوقعة لديه على حد تعبيره.
قال أول الشهادة السودانية لمرحلة الأساس “أحمد إبراهيم عباس”، والذي حل اسمه في مقدمة قائمة الـ(22) طالباً المشتركين بمجموع (279) درجة، في حديثه لـ(المجهر) إنه لم يكن يتوقع إحراز المركز الأول في الشهادة، وفيما يتعلق بأحلامه وطموحاته قال أحمد: منذ صغري أطمح إلى أن أدخل مجال الطب، وظل ذلك هو الحلم الذي يداعب خيالي، وأنا أذاكر لأحققه، ولم ينسَ “أحمد” التطرق إلى الشأن الوطني العام وقال: اهتم بتفاصيل التاريخ، مشيراً إلى أن حلمه مرتبط بشأن وطني بحد تعبيره، وهو يقول: أحب أن أكون طبيباً عشان أعالج أولاد بلدي، وأهم شيء الوحدة الوطنية عشان نقدر نرفع وطننا ونعلي من شأنه.
ويروي الأول روشتة نجاحه التي قادته إلى هذه الفرحة الجنونية على حسب وصفه، وقال: طبعاً الأسرة جزء أساسي بدعمهم لي، أمي وأبي وأخواني، وكمان ناس المدرسة كانوا طوالي بدعمونا وبشجعونا وجوها أسري خالص، وعن علاقته بكرة القدم التي يهواها يقول: لن أقول إني حريف لكن بلعب في الوسط وبحب برشلونة والمريخ، وبحب المذاكرة دائماً بمادة اللغة الإنجليزية.
 “إبراهيم أحمد عباس” والد “أحمد” أول الشهادة السودانية لمرحلة الأساس، التقت به (المجهر) أيضاً بمنزله الكائن بأم درمان وسط حشد من الحاضرين لمباركة النجاح الذي حققه ابنهم، ورغم ارتفاع أصوات (الزغاريد) واحتشاد الأيادي للمباركة ببساطتها السودانية، انفردت (المجهر)  في جلسة مع “إبراهيم” عبّر فيها عن سعادته لإحراز ابنه (البكر) بالعامية السودانية، مركزاًّ متقدماً في المجال الأكاديمي، متمنياً أن يأخذ ابنه الجانب الإيجابي منها في دفتر تجاربه العلمية، وأوضح أن الأسرة هيأت له الجو ووفرت معينات الدراسة، وأن الجهد الأكبر كان من الطالب، بجانب الدعم الذي ظلت والدته ترفده به، مشيراً إلى أن ابنهم مستقل في رغباته، وأن الأسرة لا تتدخل إلا بالمشورة الصائبة عند الحاجة، وأوضح الأب “إبراهيم” البالغ من العمر (53) سنة، وهو يعمل في مجال الأعمال الحرة، أنه يشجع فريق (المريخ) وأنه ترك الخيار لابنه حتى في قضية الميول الكروية لتقديراته التي وصفها بالقويمة والصائبة،  ولم يفرض عليه رأيه حتى في القضايا ذات الاهتمامات الأقل.
(المجهر) التقت أيضاً الطالبة “رفيدة إدريس أحمد علي” الأولى على مدرسة الرياض بنات بأم درمان، بإحرازها مجموع (279) كإحدى أوائل الشهادة الأساس بولاية الخرطوم، والبالغ عددهم (22) طالباً وطالبة.
وقالت “رفيدة إدريس” في حديثها للصحيفة، إنها في غاية السعادة والفرح وإنها كانت تتوقع إعلان اسمها ضمن المرتبة الأولى لمتفوقي السودان، وقالت إن الأسرة (المنزلية، والمدرسية) لعبتا دوراً كبيراً في تفوقها عن طريق التنسيق التام فيما بينهما، والدعم الأكاديمي والمعنوي المقدم لها، وبعثت “رفيدة إدريس” برسالة عبر (المجهر) لوالدها “إدريس أحمد علي” الموجود بالمملكة العربية السعودية، قالت فيها (يا بابا ألف مبروك ليك.. وكنت أتمنى أنك هسع تشوفني والنجاح دا إهداء ليك)، و(أشكر الله سبحانه وتعالى على اليوم دا،) وأوضحت “رفيدة” أن رغبتها هي أن تتحصل في الشهادة السودانية للمرحلة الثانوية لاحقاً على نسبة تمكنها من دخول كلية (الطب)، وأشارت إلى أنها من هواة الرسم، ولكن ذلك لا يمنعها من تحقيق رغبتها، وأزجت بشكرها للأهل وأسرة صحيفة (المجهر) على وقوفهم ودعمهم.
في وقت أبدت فيه والدتها “عائشة عثمان الفاضلابي” سعادتها الغامرة في إحراز ابنتها لمجموع (279)، وتقدمها كأولى للشهادة السودانية، قالت والدموع تكاد تفر من عينيها، إن ابنتها “رفيدة” لم تسبب للمدرسة ولا لأسرتها المتاعب، وزادت (نحمد الله رفيدة كانت تهتم بواجباتها أولاً بأول)، ووصفتها بأنها مطيعة، ولا تتذمر من أعباء الدراسة رغم أنها (آخر العنقود)، إلا أن رزانتها وحكمتها مكنتها من تحديد خيارات صحيحة، قادتها إلى منصة التتويج العلمية، وتابعت بالقول (مما أدخلناها براعم في أول سنة، خرجوها مع أطفال سنة أولى نسبة لنبوغها)، وتوقعت لها مستقبلاً زاهراً، وأهدت “عائشة” نجاح ابنتها إلى الأستاذ “النوراني الحاج الفاضلابي”، وكافة الأسرة بالفاضلاب، وأوصت الأمهات بضرورة بث الروح الدينية وسط الأطفال ودفعهم للالتزام بمؤشرات الإسلام والخلق القويم، مما يقود إلى طهارة العقل والجسد، وقالت (ما في نجاح بدون التزام)، وحذرت من الغزو التكنولوجي عبر الاستخدام غير السليم، بيد أنها أكدت أن الاستخدام الأمثل للوسائط من شأنه أن يساهم في العملية التعليمية، وتمنت لأبنائها مزيداً من التفوق والنجاح.
(2)
وقالت الحاصلة على الترتيب الثاني ضمن أوائل الشهادة بمجموع (277) من مدرسة المعالي بالخرطوم، “رونق إسماعيل إبراهيم” إن المذاكرة والمثابرة في العلم خلال العام الماضي، حل في مقدمة  اهتماماتها، وإن الدعم المقدم لها من قبل أسرتها وطاقم التدريس قادها لإحرازها مرتبة متقدمة، مشيرة إلى توقعها المسبق لمحصلتها الأكاديمية، ووجهت رسالة إلى كافة الطلاب بضرورة الاجتهاد والمثابرة لتقدمهم أكاديمياً دون انقطاع، وقالت إن جيلها يحمل بشريات للبلاد عن طريق طاقات عقلية أبنائه، وأوضحت أن هوايتها هي القراءة والاطلاع وأنها تحب قصص الخيال العلمي، وأشارت إلى أن رغبتها الأكاديمية ومخططها المستقبلي سيقودها إلى رواق قاعات (الطب)، مشيرة إلى أن التخصصات الطبية ستشهد منافسة جديدة بين متفوقي السودان مستقبلاً.
ووقفت (المجهر) مع والدة المتفوقة “إشراقة سعيد فرح” ربة منزل، والتي بانت سعادة الأمومة في ملامحها وتحركاتها الدؤوبة بين الفينة والأخرى لتلقي التهاني والتبريكات، وأشارت “إشراقة” في حديثها لـ(المجهر) إلى أن ابنتها تحتل الترتيب الثالث، ضمن أخوتها وهم جميعاً متفوقون، ووصفت ابنتها بأنها مثابرة و(مشاكسة، ولحوحة) وأن ذلك قادها إلى التفوق والنبوغ العقلي، وأن هذا اليوم بمثابة العيد لأسرتها، وقالت إن على الأسر دعم أبنائهم في المنحى الأكاديمي بتذليل العقبات لهم.
التقت (المجهر) بالطالبة النابغة  “صالحة قرشي عثمان” التي حصلت على مجموع (278)،  وهي الطالبة المثالية بمدرسة المعالي النموذجية بنات محلية الخرطوم، وأشارت إلى أنها توقعت إحراز هذه النتيجة والأفضل، وأوضحت أنها كانت قلقة بعض الشيء من مادة العالم المعاصر، أما عن باقي المواد فهي جيدة جداً وتحب المنافسة وتهوى اللغة العربية، وتشارك دائماً في منافسات تحدي القراءة وتعتبر التعلم وكسب المعرفة هواية وتسلية، وأنها ترغب في أن تصبح دكتورة، لا لأنها ترى في أحد ما قدوتها، وإنما لأنها ترغب في أن تصنع من نفسها قدوة ليقتدي بها الآخرون بحيث إنها أرادت رسم مستقبلها بحرفية عالية، بدأت منذ اليوم الأول في الدراسة، حيث كانت تعطي الدراسة معظم الوقت، بل تفرغ نفسها لنيل العلا. وقالت النابغة “صالحة”: والدتي هي أجمل قدوة، وهي تجلس الآن لامتحانات الماجستير، واليوم حرمت من سماع نتيجتي لأنها كانت تؤدي الامتحان وكثيراً ما التقينا أنا ووالدتي على طاولة واحدة لكي ندرس، وكل واحدة منا تستمد قوتها من الأخرى لنيل العلامة الكاملة، أنا في امتحانات الأساس وأمي في امتحان الماجستير، لذلك أشكرها حيث كرست حياتها هي ووالدي لتعليمنا وتوفير الجو المناسب للدراسة، حيث أكد “علي محمد عيسى” مدير مدرسة المعالي أساس بنات، أن التلميذة “صالحة” من التلميذات النابغات وأن لديها روح طيبة وتضفي جواً جميلاً على الجميع، وأضاف: لدينا (19) طالباً وطالبة في قائمة الشرف، الأول “خضر علي خضر محمد” حصل على (279) والمتحصلون من (270) وما  فوق (64) تلميذةو (41) تلميذاً والنجاح بنسبة (100%).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية