حوارات

النائب البرلمانى "برطم" يحدد درجة الغليان ويؤكد لـ(المجهر)

هذه (أم المشاكل) وأتحدى من يقول غير ذلك
رئيس البرلمان رجل طيب ولكنه يؤدي دوراً دكتاتورياً
والي الشمالية لم يفرق بين بناء إستاد أو غرفة إنعاش بمستشفى
المقدمة
رجل مثير للجدل جاء من التجارة والأعمال متحمساً من أجل المواطن بصيغة سياسية، صار ظاهرة برلمانية في أقل من عامين واستولى على اهتمامات الصحفيين البرلمانيين، وجدته في مكتبه يدير كل شيء من منطقة مناسبة بلا ضجر ولا ضوضاء، وأشار لي باستعداده الإجابة على كل الأسئلة وبالفعل كان صريحاً وواضحاً لدرجة ترتيبها بشكل مناسب لا يختل به المعنى والجوهر. لم يخفِ رأيه في والي الشمالية وزملائه البرلمانيين والحكومة والمؤتمر الوطني وإنسان السودان ومستقبل الوطن، فإلى الحوار بتفاصيله.
{ أنت رجل أعمال … ما الذي أتى بك لعالم ساس يسوس؟
–    كنت  رجل أعمال لا علاقة له بالسياسة  أو بأي حزب سياسي ومن بدري قمت بتقديم خدمات من مدارس وشفخانات فقدم لي أهلي عرضاً بترشيحي للانتخابات وبضغوط منهم دخلت هذا المجال العجيب.
{ وما هي أجندة رجل أعمال على أول عتبة في مجال السياسة؟
– رفع المعاناة من أهلي وكل الشعب السوداني، من البؤس واليأس وفهمت جيداً أن  هؤلاء الناس محتاجون(لمنقذ).
{ طبعاً تغيرت لديك كثير من المفاهيم القديمة؟
– نعم، المفاهيم والقناعات، ويفترض أن يكون لأي فرد دور في إصلاح المجتمع ولا يكتفي بالأسرة والقبيلة والأهل.
{ كيف صرت رجل أعمال …. ما هي طبيعة أعمالك؟
– تجارة عامة وبدأنا فيها من 1991 وكنت أقول دائماً لمن حولي إن شريحة المزارعين هي الأغنى في كل دول العالم إلا في السودان.
{ أنت من الريف؟
– طفولتي قضيتها في الخرطوم.
× بطبيعة الميلاد في نواحي دنقلا لابد أن تكون ختمية وأهلك اتحاديين؟
– أنا عندي رأي واضح في الطائفية.
{ لم تحلف بسيدي الحسن مطلقاً؟
– أبداً أبداً أبداً.
{ هؤلاء مشايخة أهلك على أقل تقدير؟
– هذا تقديس.
{ هناك عنصرية حميدة للأمكنة في كل أنحاء السودان؟
– أتمنى أن نكون عنصريين من ذلك المنطلق ولكن كثيراً ما نسمع الإيثار بالتنمية في الولاية الشمالية أكثر من غيرها وهذا غلط بالأرقام، فالحكومات لا تقدم شيئاً بل أبناء الولاية من حر مالهم وأتحدى من يقول بغير ذلك.
{ ما هي (أم المشاكل) عند أخينا “برطم”؟
– الثقافة السلبية في بث مزايا القبيلة والأمكنة والجهات على حساب المكنون القومي والوجدان العام.
{ مثل؟
– النكات وما فيها من تشاحن شايقية ودناقلة وجعليين وفور وحمر وزغاوة.
{ دي (أم المشاكل)؟
– بالضبط وتؤثر على الهوية السودانية وربما تنعكس على الترابط الاجتماعي.
{ الولاية الشمالية ليست مهمشة؟
– هي عكس تلك الحقيقة الشائعة فهناك تهميش سياسي واقتصادي.
{ ربما نفهم التهميش الاقتصادي ولكن ما هو التهميش السياسي؟
– لم يأتِ والٍ مقتدر غير “ميرغني صالح” و”فتحي خليل”.
{ خمسة كباري وبرضو مهمشون؟
– نعم لأنو دفعنا قروشها من سنة 70.
{ شاهدنا سبعة بيوت اجتهد فيها بمئات الأعمدة ويستحقون ولكن لا تقل شيئاً عن التهميش؟
– (دا خلل تاني) أسأل من الذي فرغ الولاية الشمالية من السكان وجعلها ولاية طاردة.
{ سد مروي؟
– (80%) من الولاية الشمالية مظلمة بينما  نيالا تنعم بها ويستاهلوا ولكن مروي مظلمة، فأين العدالة.
{ لديك نظرة مختلفة وربما تتهم بالعنصرية؟
– يجب أن يكون المتهم الأولى هذا النظام وهو يمارس العنصرية الضيقة حتى داخل الولاية، ويفتح مستشفى عشر نجوم وتعداد مروي لا يستحق وصار تندراً بكونه مستشفى بدون مرضى.
{ أنت نائب دائرة قومية؟
– الدائرة 2 دنقلا.
{ أشيع في الأيام الفائتة أنك ضد بناء إستاد دنقلا وتم تصنيفك رجل ضد الرياضة؟
– أنا مع المدرسة والشفخانة وليس من المعقول أن تكون أولويات الوالي بناء إستاد رياضي بدلاً من تجهيز غرفة إنعاش في مستشفى دنقلا.
{ ما هي وعودك لأهل الدائرة 2 دنقلا؟
– خطابي أن الحكومة تأخذ ضرائب وعوائد وهي من يقدم الخدمات وليس شخصاً آخر (توفير الخدمات مسؤولية الدولة).
{ فوزك كان حكاية اجتماعية؟
– العمل السياسي هناك مرتبط جداً بالأحوال الاجتماعية وفزت لأنو كان أي زول في مواجهة المؤتمر الوطني سيفوز، فالناس وصلت لقناعة أن المجرب لا يجرب.
{ الفوز كان نضيييف؟
– ضبطنا مخالفتهم وهي ما زالت بحوزتنا وللأمانة الشرطة وجهاز الأمن كانوا في حالة حياد تام، ونعتبر مفوضية الانتخابية جزءاً من الدولة وليست محايدة.
{ هل قدمت لكم تسوية بالانسحاب مثلاً؟
– قدمت لي تسوية ورفضت.
{ التاجر يخاف من السياسيين خاصة حينما يكون هناك حزب حاكم؟
– الأرزاق بيد الله والسيد الرئيس فهمه متطور في هذه الناحية.
{ كيف تفهم أنك نائب دائرة دخلت البرلمان بأصوات شعبية تطلب منك دوراً محدداً؟
– أنا عبد لذلك المواطن وخادم أنصاع له ومن أجله لن تكون لدي أي سقوفات للتعبير عن مراده ومطالبه.
{ لو أهل الدائرة طلبوا علاقة مع إسرائيل؟
– قلت الكلام دا (لا مانع لدي) ويمكن أن تلغي الشريعة لو كانت مطلباً جماهيرياً وخرجت المظاهرات ضدي، وفي النهاية فهم الناس أن البعض متلقي حجج ويحمل حطباً على الدوام يشعل الفتن.
{ لن تبقى كاثوليكياً أكثر من البابا؟
– بالضبط
{ والقضية الفلسطينية؟
– ليست قضية دينية ونحن مع المصلحة والاحترام المتبادل.
{ رؤية تاجر؟
– والسياسي لا يحب الحروب.
{ كيف وجدت المجتمع السياسي من خلال عملك نائباً بالبرلمان؟
-عكس ما تخيلت، كنت أظنه مجتمعاً واعياً وشفافاً يتعامل مع الأمور بإدراك وعقلانية.
{ وجدتهم عكس؟
– بالحزبية الضيقة والآراء الفطيرة مسلوبي الإرادة وحتى قدراتهم في التفكير عادية.
{ طرحت أسئلة صعبة بدون إجابات؟
– استدعيت عدداً من الوزراء في قضايا معينة ولم أجد إجابة مقنعة.
{ كتلة المستقلين لم تنتج إلا مواقف محدودة؟
– نحن (18) نائباً مستقلاً وستظل كتلة غير مؤثرة ولكن لها صوتها وتقول كلمة مسموعة.
{ هل داخل قبة البرلمان فساد؟
– الفساد خشم بيوت.
{ طلبتم سيارات بينما الشعب يعاني في مستشفيات بلا أوكسجين للتنفس؟
– الإعلام عكس صورة غير حقيقية لهذه المسألة فالقصة مجرد نواب طلبوا سيارات بالتقسيط وممكن من شركتي دي الكلام دا يحصل وليست هناك أشياء مجانية أو على حساب الشعب.
{ مصدر الحساسية هي محاباة الجهاز التنفيذي وصفركم الكبير لتسجيل أي هدف وطني؟
– بل مصدر الحساسية هو بيع تلك التصاديق لتجار.
{ باعوها؟
– (إن شاء الله يولع فيها نار ما دام هي ملكه).
{ حتى الآن لم تحرز هدفك؟
– سجلته في مسألة كومون.
{ سمعنا تكبيراً وتهليلاً  من داخل البرلمان، أثناء قرار زيادة سعر الغاز للمواطن السوداني؟
– أنا أعتبر أي مواطن هلل وكبر لقرار زيادة أسعار الغاز أنه نائب غير جدير بالاحترام.
{ كم يبلغ المسكوت عنه ولا تستطيع التحدث عنه؟
– الخلل كبير.
{ الدكتور “إبراهيم أحمد عمر” له خبرة في إدارة البرلمان ولكنكم تستعجلون؟
– هو رجل طيب ولكنه يؤدي دوراً دكتاتورياً.
{ أنت من المعارضين الذين يدعمون الإنقاذ بتوفير منبر لها لتقول إن هناك رأي آخر؟
– كتار قالوا كدا وأنا قلت لهم نفس الكلام، أعطينا المجلس الوطني شرعية وأيضاً الانتخابات أعطيناها طعماً.
{ بمناسبة الانتخابات هل هنأك “بلال عثمان بلال”؟
– لا لم يهنئني وحتى الآن لم ينسَ المؤتمر الوطني بالولاية الشمالية (مرارة الهزيمة)، والوالي ما زال يرفض تقديم خدماتي.
{ لن نصدق والٍ يمنع تقديم خدمات لأهل ولايته؟
– جهزت 34 ألف مذكرة لكل طلبة الدائرة 2 دنقلا ومعهم 20 معلماً لإجراء كورسات تقوية قبل الامتحانات، وفوجئت برفض دخول المعلمين للولاية اضطرينا نوزعها في الشارع العام.
{ ما معقول؟
– وتم رفض (14) مركزاً صحياً وسمعت من معتمد دنقلا يقول بالحرف، لن نسمح لبرطم ببناء فصل واحد بدون إذن.
{ ليه؟
– معركة ثأرية ضد المواطن الذي انتخب برطم بحرية لم يعهدها الحزب الحاكم في أي مكان، وهذا ما زادهم تمسكاً بي.
{ كثيراً ما نسمع بنزعة الانضمام لمصر؟
– هذا حديث معزول ولأفراد معزولين.
{ وعلاقاتنا الأخرى؟
– عمقنا ليس العرب بل أفريقيا.
{ هذا هو كلام النوبيين؟
– أعتز بذلك.
{ بالقومية النوبية؟
– نعم.
{ والحضارة النوبية؟
– حقيقة واقع وتاريخ  وليست عنقاء من الخيال.
{ تعصب زائد؟
– بسبب الاستهداف وإضعاف التراث النوبي بقصد وترتيب.
{ هل العداء للعربية من صفاتك؟
– أنا سعيد لعودة اللغة النوبية وأسبابي معروفة واللغة العربية لم تتعامل معنا بتسامح منعوا الكلام بالرطانة النوبية في المدارس.
{ حقوا نتجاوز من أجل الوطن؟
– (دا الحصل بالضبط).
{ بناء منزلك على طراز البيت الأبيض وراءه كلام وكلام؟
– أولاً البيت ليس على طراز البيت الأبيض بل هو مبني في كولون بألمانيا أنشئ قبل 1450 سنة على طراز الكنائس والمحاكم ومعهم البيت الأبيض.
{ هل استعنت بالمهندسين من هناك؟
– الطريف أن الموضوع بسيط مبنى عجبني وصورته بموبيلي دا، 35 غرفة و32 حماماً بتكاليف عادية وممكن أي عنقالي في السوق العربي يشيد أربعة طوابق.
{ هل زارتك السفارة الأمريكية؟
– نعم.
{ علاقتك مع الحكومة متشاكسة؟
– علاقتي بها طيبة جداً وخاصة مع السيد الرئيس وأنا أصلاً من كوبر وتقابلت معه وقلت له الكثير جداً فيما يخص البلاد والعباد.
{ حسب وجودك وسط كتلة المؤتمر الوطني، هل التحول الديمقراطي ممكن ومنتظر؟
– ممكن ومنتظر وهناك اتجاه جاد من الأخ “بكري حسن صالح” في إصلاح الدولة ومحاربة الفساد.
{ تكاد تكون حزيناً على حال الولاية الشمالية؟
– عشان عندي قصص حزينة مشيت لمنطقة لبب ووجدت فقط 6 طلاب، 3 طالبات ومثلهم طلاب  جلسوا للامتحان من قرية العقال  تبعد 30 كيلو من لبب، وعرفت السبب أن الدراسة مختلطة والبنات في سن البلوغ والأولاد رجال خافوا أهلهم من الفضائح وتركوا بناتهم في البيوت والأولاد نحو الأشغال الشاقة.
{ بكيت معهم ولم تتبرع؟
– تبرعت ووعدتهم وأنا على وعدي بتبني أي طالب متفوق منهم حتى إكمال مرحلة الجامعة.
{ برنامجك المستمر؟
– لازم نهدم سياسة التمكين لننهي موظف يحكم وزير.
{ هللتم لزيادة أسعار الغاز؟
– والله خجلونا الجماعة ديل.
{ “المطيع” على الخط؟
– قابلته وقلت له (ما عندي معاك أي مشكلة شخصية).
{ من الذي كان يحمي كومون؟
– الدولة العميقة.
{ سياسي أنموذج؟
– “محي الدين عثمان أحمد” القطب الاتحادي لأنه دعا لفصل الطائفة عن الحزب وهو (خالي).
{ تبحث عن نجومية؟
– أنا بقول الرأي الصاح بدون مجاملة أو خوف، وكل الصحفيين يهرولون نحوي لنفس السبب.
{ بعد التأثير الواضح من كتلة المستقلين على قلتها هل عاد المؤتمر الوطني وجلس معكم؟
– حصل ولكننا رفضنا وقلنا لهم لستم أعداءنا بل نحن مع مصلحة المواطن.
{ كيف كان ردهم؟
– (قالوا لينا نحن ذاتنا مصلحة المواطن بتهمنا).
{ هل حصلت على كل رغباتك في استدعاء الوزراء ومحاسبتهم؟
– كنت أتمنى أن يستقيل وزير من الحكومة أو إقالته بسبب تحقيق فساد.
{ والحصل؟
– الحصل أن الجهاز التنفيذي لا يحترم الجهاز التشريعي.
{كلمة للدائرة 2 دنقلا؟
– هؤلاء على اتصال دائم بهم ولكن كلمتي لوالي الولاية الشمالية، كيف لا تفرق بين أولوية بناء إستاد وبين تشييد غرفة إنعاش بمستشفى دنقلا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية