فوق رأي
كُنا (مُجرمين)
هناء إبراهيم
تقول حبوبة جيرانا السفر والمواقف (مُونة) الذكريات. كلما سافرت أكثر.. وكلما أحدثت وشاركت في مواقف كثيرة.. كلما شيدت ذكريات عشرة نجوم تنفعك في هذه الحياة الدنيا.
والله جد..
نحن الذين أرتكبنا المشاغبات في طفولتنا.. ورثنا من ذلك الماضي ذكريات مسلية. ورثنا مُتعة مُطعمة من إنتاج ماضينا.. صنعناها تلقائياً بطباعنا وقتئذ.
المصائب التي نفذناها ببراءة مستترة.. جرائمنا الصغيرة في البيت والمدرسة وما بينهما.. كل هذا الأرشيف يضحكنا الآن.. كما تضحكنا مسرحية مدرسة المشاغبين.
إن الشقاوات والشلاقات التي أرتكبناها في الماضي التليد تتفاعل مع الزمن والحياة فتكتسب الكثير من السكر الحلو وتأتيك على هيئة ترفيه ذاتي..
عملية صناعة المتعة من بلاوي الماضي..
أهلك الذين كانوا يقولون (عذبتنا وسليت روحنا وكرهتنا العيشة دي)، يقولون الآن (يا حليلك) على ذات المواقف.
فـ ردود الأفعال تختلف من زمن لآخر.
ثمة مصيبة إن اعترفت بها اليوم سوف تُعاقب عقاباً عسيراً، وإن اعترفت بها بعد حين سوف يضحك الكل ضحكاً كثيراً..
سقطت العقوبة بعامل الزمن..
دون قصد كنا نبني برج ذكريات وحكايات تسندنا في بؤس هذه الأيام العجاف.
كنا ندخر تاريخاً إجرامياً من فئة الجرائم الطفولية المسلية.
لذا حبوبة جيرانا وأنا ضد أن يكون التلميذ الهادئ هو التلميذ المثالي.. ثم لو أن هذه المثالية وذاك الهدوء ضاع مع الزمن، يبقى المسكين لا لمَّ في هذا، لا في ذكريات ترد الروح..
الزول والله يعيش حياتو
أقول قولي هذا من باب للأشياء جانب إيجابي يظهر ولو بعد حين.
و…..
الحنين بغني لايف
والله جد..
لدواعٍ في بالي