حوارات

"إشراقة سيد محمود"، القيادية بالإتحادي المسجل ، تكشف لـ(المجهر) خلفيات أحداث حزبها الأخيرة

*  نعم ..كانت هناك محاولة لاغتيالي مع 70 من عضوية الحزب .
* طعناُ ضد شرعية “أحمد بلال” في ترشيح  حزبيين لشاغل المناصب الدستورية .
* جلال الدقير يحيط أحمد بلال بشُلة يحركها لتتسبب في فشله !
-قدمنا قائمتنا للمشاركة في حكومة الوفاق الوطني ولن نعلنها الآن.
حوار: محمد جمال قندول
شهد الحزب الإتحادي الديموقراطي المسجل ، في الآونة الأخيرة ، انفجار أزمات داخله ، عقب مغادرة  أمينه العام ، د. جلال الدقير ، موقعه الرسمي والحزبي ،  ومن ثم مغادرة  البلاد إلى بريطانيا ، في رحلة وصفت بأنها علاجية . وقد انفجر الصراع على خلافته، حيث واجه ، الدكتور أحمد بلال ، معارضة شرسة من القيادية، اشراقة سيد محمود، مما وضع  الحزب على شفا انقسام غير معلن الى حزبين . وقد اتخذ الصراع الذي تطاول ، بين الطرفين ، أشكالا متعددة ، بلغت ذروتها الأسبوع الماضي ، عندما حملت الصحف أنباء عن أتهامات متبادلة بين الطرفين ،باللجوء إلى العنف ، والتهديد باستخدامه، من قبل  كل منهما ضد الآخر . وقد نسب إلى اشراقة القول بأن حياتها أصبحت مهددة . “المجهر” التقت بالقيادية ، الوزيرة السابقة ، للوقوف ، من وجهة نظرها ، على طبيعة الأحداث الجارية ، في الحزب ، وأسبابها ومآلاتها، عبر الحوار التالي :

*لماذا قررتم المواجهة مع “أحمد بلال” كما حدث مؤخراً ؟.
ــ نحن لم  نقرر المواجهة ـ ما حدث له أكثر من عامين، رسمياً منذ (24) يناير من العام 2016م،  حينما ذهب (1000) من عضوية الحزب لمجلس الأحزاب للمطالبة بعقد المؤتمر العام.
*التصعيد الأخير، أفرز الكثير من الإنتقادات لشخصك ، وشخص “أحمد بلال”؟.
ـــ اعتقد أنه وضع طبيعي، في حالة الخلاف السياسي، قد تجد آراء تقف معك وآراء تكون مخالفة لك، ونحن لا نقاتل رفاهية ، وإنما من أجل قضية نؤمن بها ،والموضوع ليس تقدير زمن ورفاهية بقدر ما هو قضية جوهرية ،وأساسية تتعلق بمصلحة الحزب العليا.
*ما هي مطالبك ، وإلى أي حد استطعتم تحقيقها؟.
ــ نحن مطالبنا ، والحمد لله تحقق منها جزء كبير جداً . بدأت بثلاثة مطالب رئيسة تضمنت  انعقاد المؤتمر العام، ومراجعة مال الحزب،و تكوين مجلس رئاسي يحل محل سلطة الرئيس الشاغرة، والحمد لله استطعنا بالثورة الإصلاحية تحقيق ، اثنين من هذه المطالب.
*مثل ماذا؟.
 أولاً، حققنا المطلب الخاص بالمؤتمر العام، وقطعنا فيه ما يقارب الـ (90 %)،  واللجنة المركزية للحزب اجتمعت لأول مرة بعد ثلاثة عشر عاماً، نتيجة لمطالب الإصلاحيين، ولأول مرة يُحدد تاريخ للمؤتمر العام للحزب الإتحادي الديمقراطي المسجل،  بقرار رسمي من مجلس الأحزاب.  بالنسبة للطلب الثاني ، توصلنا إلى أن التقرير المالي الذي جاء من مجلس الأحزاب بأنه كان ناقصاً وغير مقبول ، ومخالفاً للإجراءات المالية المحاسبية، ذلك الذي قدمه “الدقير” و”أحمد بلال”،  وقاما بإحالتنا للجهات العدلية المختلفة.
*أين وصلت هذه القضية؟.
 الآن هذه القضية أمام المحكمة.
*حدثينا عن تفاصيل ما جرى مؤخراً من محاولة اغتيال لشخصك ، جعلتك تقولين إن حياتي في خطر؟.
ـــ هي ليست محاولة  لاغتيالي لوحدي، وإنما كانت لاغتيال ما يزيد عن (70) من عضوية الحزب ، كانوا موجودين بالطابق الثاني،  بالأمانة العامة لإجتماع.
*ماذا حدث تحديداً ؟.
 تهجم عليهم ثلاثة أشخاص.
*هل كانوا مسلحين ، وما هي المهام التي يشغلونها بالحزب؟.
ـــ أحدهم، ابن أخ “أحمد بلال”، مدير مكتبه بالوزارة، والآخر حرس “أحمد بلال” ، وثالث لا أعرفه، وجاءوا بالعربة الرسمية لوزارة الإعلام ،ودخلوا خفية عبر المدخل الخلفي للأمانة،  وقاموا بإحضار أسطوانتي غاز ،ووضعوهما أسفل السلم ، وحاولوا إشعالهما.
*ثم ماذا؟.
 في هذه اللحظات تم كشف مخططهم بعد أن شاهدهم أحد الحضور ،وقاموا بمقاومتهما، وحدث اشتباك حيث قام حرسي الشخصي، بإطلاق النار في الهواء لفض الاشتباك ،وإخلاء المبنى قبل أن يحدث حريق .وتم إخراج هؤلاء الأشخاص من المبنى ، حتى أن واحداً من الثلاثة التابعين لـ”أحمد بلال”  تعرَّض للإعياء بسبب الصدمة، (ومشوا معاهو شبابنا) وتم علاجه. وأخذ يبكي للشباب ، وقال: (جيت لأقتلكم، وإذا بكم تعالجوني بالمستشفى).
*الاجتماع كان بخصوص؟.
ـــ الإعداد للمؤتمر العام، وكان بمثابة اجتماع تنشيطي للولايات ومحضور  من شيوخ الولايات، وقيادات الإدارات الأهلية.
*هل ما زالت حياتك مهددة ؟.
ـــ لا أبداً، اعتقد ما تم كان عملاً عشوائياً وصبيانياً من صبية يتبعون لـ”أحمد بلال” ، وتم فتح بلاغات ضدهم،  وضد “أحمد بلال”.
*ما هي حقيقة القوائم التي تقدمتم بها للتشكيل الحكومي؟.
ـــ صحيح، أنا قدمت قائمة للمشاركة في حكومة الوفاق الوطني.
*لمن سلمتيها؟.
ـــ سلمناها لرئاسة الآلية التنسيقية  العليا للحوار الوطني.
*ولكن القوائم تسلم لرئيس الوزراء فريق أول “بكري حسن صالح” ؟.
ـــ نحن سلمناها لرئيس الآلية ،والذي بدوره سيقوم  بتسليمها لرئيس الوزراء.
*كم  اسماً ضمتها القائمة التي قدمتوها ؟.
ــ لن نعلنها إلا بعد ظهور نتيجتها،  باعتبار أنها لجنة أقسمت على السرية.
*بأي صفة قدمتم قائمتكم ، خاصة أن “أحمد بلال” قدم  قائمة ، ايضاً ؟.
ــ قدمنا طعناُ قانونياً ضد شرعية “أحمد بلال” في تسمية شاغلي المناصب الدستورية بالحزب، ووضعنا كافة القوانين ودستور الحزب وقرارات مجلس الأحزاب ، التي توضح تماماً انعدام شرعية مجلس “أحمد”.
*هل تلقيتم وعوداً بقبول قائمتكم  ؟.
ــ لم نفد حتى الآن.
*كل المؤشرات تشير إلى اعتماد “أحمد بلال” ممثلاً للحزب الاتحادي المسجل ؟.
ـــ عملنا ما يلينا، ومن واجبنا بالحزب أن نمنع التغوُّل على حقوق الحزب في التشكيل الحكومي.
*ألا ترين بأن ما تم داخل الحزب ،هو خروج على القانون باعتبارك دستورية مخضرمة ،وكنت قبل ذلك وزيرة ؟.
ـــ أنا لم أخرج على القانون، وإنما أنا التي تمت مهاجمتي، واعتقد أننا كنا في موقف الدفاع من أشخاص تسرَّبوا إلى المبنى للقيام بعمل إجرامي.
*هنالك استياء عام مما يجري بينكم وبين “أحمد بلال” ،وخصوصاً حدة “إشراقة” في التعاطي مع هذا الموقف وقولها: (لو راجل أطلع)؟.
ـــ أنا لم أقل هذه الجملة إطلاقاً، وهذه العبارة لا تشبهني ، ولم أقلها في يوم من الأيام، وقلت في اجتماع بسوبا (إن كان “أحمد بلال” رجلاً شجاعاً يتحلى بالأخلاق السودانية عليه مواجهة الأعضاء الذين فصلهم)، وحتى أنني لم أقل مواجهتي أنا، فهذه العبارة تم تحريفها.
*هل تتهمين جهات بعينها قامت بهذا التحريف؟.
ـــ لا أبداً، ولكن العبارة فقط أخرجت عن سياقها.
•    ما هي مشروعاتك في الفترة المقبلة؟. 
ــ سأستمر في معركة الحزب إلى أن نقيم مؤتمراً عادلاً وشفافاً للحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل، وهذه هي قضيتي، بجانب المواصلة في مسيرة إصلاح الحزب.
*فيما يخص قضايا المالية “أحمد بلال” هددك بإخراج ملفات تدينك مادياً ؟.
ـــ  (دا كلو حديث فارغ)، نحن لدينا قضية أمام المحكمة ،وفي مرحلة الاستئنافات، وكل من لديه قول فليذهب إلى القانون، ولن نخالف القانون وسنعمل أكثر مما نتحدث.
*هل تلقيت وساطات من شخصيات نافذة من الحكومة لإنهاء الصراع بينك وبين بلال؟.
ـــ كثير جداً، وأنا أقول عبارة لم أقلها في أي حديث بأن “أحمد بلال” هو الذي يرفض الوصول إلى تسوية.
 *لماذا برأيك؟.
 السبب أن “جلال الدقير” يحيطه بعدد من الشلة ،التي تتبع له ويحرِّكها “الدقير” لتتسبب في فشل “أحمد بلال” نفسه.
*هل من ضمن الشخصيات التي توسطت بينكم أشخاص مثل الرئيس؟.
ـــ شخصيات من قوى سياسية مختلفة والأصدقاء تدخلوا كذلك.
*لو عرض عليك المصالحة مع “أحمد بلال” هل تقبلين؟.
ـــ معركة الحزب ليست قضية شخصية ولو توفر الجو الملائم لعقد المؤتمر العام لا مانع من لقاء الأشخاص في إطار القانون. 
*هل تتوقعين عودة “الدقير” مساعداً للرئيس؟.
ـــ “جلال” تقدم باستقالة من الحزب ويريد من “أحمد بلال”، أن يصارع له، وحتى إذا اطمأن على الأوضاع بعدها يعود، وهو يستخدم “أحمد” استخداماً كاملاً، والذي بات تحت رهن إشارة و إرادة “جلال الدقير” ، الذي يلعب هذا الدور عبر شقيقه “محمد الدقير” والذي يدير الحزب حقيقة.
*هنالك ما يثار حول وجود خلاف خفي  بين “الدقير” و”بلال” ؟.
ــ هناك خلافات مصالح ، وحتى مجموعة “بلال” منشقة على قِلتها، تعاني من انشقاقات ،والذي يخطط لهذا هو “جلال” نفسه ، ونتمنى أن يستفيق “أحمد” من غيبوبته ويخرج من أسر “جلال الدقير”.
*لماذا أصبحت مشاكل الحزب على الهواء مباشرة،  وبصورة شبهها البعض بطريقة الحركات المسلحة .هل انسد الأفق السياسي عندكم؟.
ـــ لا أبداً ما حدث بالأمانة، نحن كنا في موقف الدفاع ، وهم الذين هجموا علينا، والحزب الاتحادي،  يتميز  بالتسامح والقيم النبيلة ، والذي يحدث لا يعبِّر عن الاتحاديين تماماً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية