عز الكلام
كوم المرارة ووجه المرارة!!
أم وضاح
أكثر ما يؤلم المواطن السوداني ويحرق (فشفاشه) أن السياسة السودانية في وادي وقضايا الناس ومصالحهم في وادي ثاني، وهؤلاء مشغولون حد التباكي بالحصول على (قرمة) من (كيكة السلطة) أو لحسة من (المرارة) كما أسماها “مبارك الفاضل” الذي وصف التشكيل الوزاري بأنه انقسم (زي) (المرارة) ليزداد طعم المرارة علقماً في حلوق الحالمين بتكوين حكومة حقيقية ترتفع لمستوى آمال وأحلام الشعب السوداني، لكن واضح أن الأحزاب المتصارعة لم تقف أمام المراية في لحظة مكاشفة وصرامة وتخت عينها في عين الحقيقة وتسأل نفسها عن جدوى المشاركة في الحكومة أو ما الهدف من وراء هذا اللهث المحموم لكراسي السلطة إن لم تكن شهوة شخصية ونهم لا يشبع حتى ولو على حساب أن يتعطل تشكيل الوزارة ما لم يأخذ على ضرب حصته من (القسمة) وقسمة الشعب السوداني أن هؤلاء يدعون (تمثيله) وأن الوصف الأدق والأنسب أنهم (يمثلون) عليه ويبطنون غير ما يظهرون، إذ أن ما يظهر على خشبة المسرح من أقوال وأفعال يبدو للمشاهدين وعلى أفواه، هؤلاء، (البارعين) أنهم يقفون موقف المعارض ويتخذون حالة الضد من المؤتمر الوطني والحكومة، لأن مصلحة الوطن والمواطن (عايزة كده)، لكن الحقيقة أنهم يجيدون لعبة المساومة والضغط والكر والفر حتى (يكبر كومهم) ويهبشوا من الحقائب الوزارية مثنى وثلاث ورباع.
وإلا بالله عليكم فسِّروا لي ماذا يعني حديث “مبارك الفاضل” في حوار صحفي أمس، (إن المؤتمر الشعبي يناقش وفقاً لفكرة المحاصصة، لذلك كان أكثر جهة ناهضت عملية معايير المشاركة، والآن هو أكثر جهة تضررت منها، فبعد المضي في التقسيم عملوها في رقبتهم وقسَّموا المسألة زي المرارة ولقى نصيبه صغيراً من الكيكة، والآن جدله في حصته)، تخيلوا أن هذا هو الفهم الذي ينطلق منه واحد من أكبر الأحزاب السياسية الذي (تمخضت) معارضته ومنافحته للحكومة إلى شره ووله بتكبير كومه من قسمة السلطة.
لكل ذلك نقول إن الأحزاب السودانية للأسف ظل أكثرها وطوال التاريخ يلعب أدواراً غير مسؤولة وتسببت هذه الأحزاب في انتكاسات حقيقية على مستوى الممارسة السودانية، ولم تتفق أبداً على قلب رجل واحد، لأن ما يجمعها الطمع وما يفرقها الطمع نفسه، لذلك الآن تمارس ذات الأسلوب في (الختف والغرف)، وليست معنية كثيراً أن تأخر تشكيل الحكومة أو تسارع، رغماً عن أنف تأخر وتعطل المصالح العليا للبلد، المهم أن تضمن مصلحتها في النهاية وما تطلع من مولد المحاصصة خالية الوفاض، ولك الله يا بلد.
{ كلمة عزيزة
المنتدى الشهري الذي تقدمه فضائية (سودانية 24) بشكل دوري يخرج من خانة التميز البرامجي إلى التميز الوطني، وهي نقلة برأيي مهمة أدخلت الاهتمام الاقتصادي إلى البيوت السودانية بنقاشات على الهواء الطلق فيما يشبه المحاضرات، خاصة لشباب المشاهدين الذين ابتعدوا عن الهم الوطني، وكل ما يطرح من قضايا وتحديات هي داخل دائرة هذا الهم، فالتحية للأخوة القائمين على أمر هذا المنتدى، المهم الذي آمل أن يتطرق إلى حلول حقيقية لمشاكل اقتصادية ليصبح منبراً للحلول والمبادرات وقبلة للعلماء والمستنيرين.
{ كلمة أعز
بعد أن رفعت العقوبات الأمريكية، كما جاء في الأخبار، عن الناقل الوطني سودانير (انتفت) تماماً الأسباب التي كانت تعلق كشماعة لكل الإخفاقات والتدهور الذي أصابها، الآن التحدي الحقيقي أن تعود سودانير نسراً يحلِّق في الأجواء، و(كدي النشوف أخرتكم).