الحاسة السادسة
حياتي في خطر!!
رشان أوشي
ألجمت لساني الدهشة وأنا أطالع التصريح المنشور على صدر الوطن الصحيفة ومنسوباً للقيادية بالاتحادي المسجل والوزيرة السابقة “إشراقة سيد محمود”، بحثت في طيات الخبر فلم أجد إشارة لجماعة إرهابية أو عصابة سطو مسلح، إنما هي خلافات في وجهات النظر بين أعضاء حزب سياسي، مرجعية الانضمام إليه هي التطوع، وليس قسراً.
بحكم علاقاتي بالملفات الاتحادية منذ نعومة أظافري الصحافية، أعلم جيداً حجم الهوة بين قيادات وقواعد تلك الفصائل، ولكن ظل الاتحاديون على مر التاريخ من أكثر الناس مرونة وميلاً للديمقراطية، فمن فرط مرونتهم ذابت المؤسسية واللوائح في تلك المرونة، حتى أصبحت أحزاباً مترهلة، للجميع رأي وحديث، ولكن أن تصل الأمور إلى حد التهديد بالقتل والتشاجر وإشهار الأسلحة وأنابيب الغاز، فهذا يخرج من جلباب العمل الحزبي الطوعي إلى خانة الصراعات الشخصية.
على مدى سنوات ماضية منذ اجتماع الهيئة المركزية في قاعة الصداقة عام 2009م، ظلت الصراعات حول قيادة الاتحادي المسجل تصم آذان الجميع، فبعد صراع “الدقير” و”صديق الهندي”، الذي حسم بمغادرة الأخير الحزب، انتقلنا إلى مرحلة صراع “أحمد بلال” و”إشراقة سيد محمود”، حيث استخدم الطرفان أساليب لإدارة الأزمة لا تشبه الاتحاديين ولا السودانيين في شيء.
إن استعصت قضية الإصلاح على “إشراقة سيد محمود”، ووصلت الأمور إلى حد تهديد حياتها، فلتغادر وتنضم إلى ركب فصائل الاتحاديين التي لا تحصى ولا تعد، وتترك “أحمد بلال” ورفاقه (يعوسوا عواستهم)، إلا إذا كانت دوافع الصراع أموراً أخرى لا علاقة لها بمطالب المؤسسية والديمقراطية وإصلاح حال الحزب.