مسالة مستعجلة
تدابير ضرورية مع ارتفاع درجات الحرارة
نجل الدين ادم
يوم أمس ارتفعت درجات الحرارة بولاية الخرطوم لأعلى مستوى لها منذ بداية العام، حيث وصلت إلى (45) درجة، وأتوقع أن يتوالى الارتفاع، وهذا يعني وقوع أضرار كبيرة قد تصل إلى التسبب في وفاة المواطنين. لم تسبق درجات الحرارة التي بدأت في الارتفاع الجنوني قبل (3) أيام أي تنبيهات أو تحذيرات من قبل الهيئة العامة للأرصاد ولا وزارة الصحة، على عكس ما يجري في كثير من البلدان، وهذا إن دل إنما يدل على اللامبالاة التي يكون مصيرها المزيد من الخسائر.
ارتفاع درجات الحرارة للحد الأعلى يلزمه المزيد من التدابير الاحترازية، منها منع الزحام وضمان انسياب حركة المرور بصورة جيدة، وتزويد المصانع والشركات الكبيرة بإجراءات الطوارئ اللازمة تحسباً لوقوع حرائق، منع بعض المركبات من السير على الشوارع منتصف النهار.
السلطات الولائية والمحلية هي المسؤولة عن حياة الناس لذلك ينبغي أن تكون وصية على أي مواطن، تحظر الباعة المتجولين من العمل في ساعات الظهيرة، وتمنع المتسولين والشماسة من التحرك نهاراً لعدم إلمامهم بمصلحتهم والتي تكون على عاتق الدولة.
كل السلطات تحتاج لغرفة عمليات لكي تضع كل لوازم التحوط، حيث تكون إدارة الأرصاد والكهرباء ووزارة الصحة والشرطة ووزارة التعليم العالي والعام والإعلام مشرفين على غرفة طوارئ الصيف، سيما وأن حالات السحائي دائماً ما تظهر في هذا التوقيت. وزارة الصحة عليها القسط الأكبر في التدابير الاحترازية ونشر ثقافة التعامل مع هذا الطقس والاستفادة من قنوات الإعلام المختلفة من فضائيات أو محطات إذاعة أو صحف.
مجالس الوزراء في الحكومة الاتحادية وفي الولايات ينبغي أن تتولى زمام المبادرة في توجيه الجهات ذات الصلة لمقابلة هذا الموسم الساخن، سيما وأن التوقعات تنذر بدرجات حرارة أعلى في بعض المناطق، وأن تكون الإرشادات مباشرة وقرارات الطوارئ حاضة حتى لو استدعى بقاء المواطنين في منازلهم .
في مقابل ذلك فإن المشكلة الأكبر التي تواجه كثيراً من الأحياء الخرطومية هذه الأيام هو انقطاع المياه، والمياه هي الشريان فبانقطاعها تنقطع الحياة وتتهدد حياة الناس فهم يحتاجونها كثيراً في مثل هذه الأيام للشرب ولسقاية الزرع والحيوان، لذلك ينبغي لهيئة المياه أن تستشعر هذا الخطر وتعمل معالجة هذه المشكلة قبل أن تستعر درجات الحرارة أكثر مما هي عليه الآن والله المستعان.