بكل الوضوح
(بركات) عطبرة الحلوة.!
عامر باشاب
{ في رحلة عمل ممزوجة بمناسبة اجتماعية قضيت يوم وليلة في بلد حنان أهلها (عطبرة) الحلوة عاصمة الحديد والنار واستمتعت غاية الاستمتاع بنسائمها الحلوة المصاحبة لـ(كتاحة) الفواصل الصيفية والخريفية الهائجة في هذه الأيام.
{ سبق وأن زرت مدينة عطبرة أكثر من مرة (على الماشي)، ولكن في هذه المرة شعرت، وكأنني أزورها للمرة الأولى.
{ الجمعة الماضية وعبر جولة طلبتها بإصرار من صاحب العربة الأجرة (الاتس) بين المغرب والعصرية حول عطبرة القديمة لحظتها سعدت جداً وأنا أرى مدينة عطبرة التي ظللنا نسمع عنها وعن حكاويها وغناويها، ونحن أطفال صغار، وساهمت في تشكيل وجداننا سعدت أنها مازالت تحتفظ بملامحها القديمة وأحسست بذلك في السكة الحديد التي مازالت (تهز وترز) بما تبقى لها من عافية، واكتشفت أن الشوارع والبيوت والورش و(القراشات) وأعمدة (السنفور) والقطارات الأثرية وكبري الحرية و(كبري الادبراوي) العتيق وغيرها من المعالم المعمارية التاريخية التي ينبعث من بين جدرانها دعاش العراقة والأصالة والعزة والشموخ الذي يرد الروح مع صوت (رترتة) القطار وأنغام صافرته الحنينة.
{ أثناء ذلك التجوال انتبهت إلى شيء مهم جداً وهو أن هذه المدينة (عطبرة) الصمود حتى الآن لم تأخذ حظها في الاحتفاء والتوثيق لها ولشخوصها من المناضلين الوطنيين زعامات الحركة الوطنية وأبطال الاستقلال وقادة الحراك التنموي عبر (قضيب السكة الحديد) عمال ومهندسين وموظفين وغيرهم من الأفندية، بالإضافة للمبدعين في كافة المجالات الإبداعية الذين كان لهم سهم كبير في )سكة النضال( و)حديد النهضة( و)قطار التنمية والعمران) .
{ وأنا في تلك الأجواء دخلت في نوبة من الحزن بسبب تذكري لـ(السكة الحديد الجزيرة ود الشافعي) والدمار الشامل الذي لحق بها وأعدم قطاراتها وعرباتها وقلع سكتها الحديد التي كانت تشق حواشات وغيطان مشروع الجزيرة وورشها وقراشاتها وجبلوناتها ومباني إدارتها التي كانت مجتمعة تشكل صورة مصغرة للسكة الحديد عطبرة ..
{ حقاً الله يجازي اللكان السبب .!!
{ وضوح أخير :
{ سعدت جداً بضيافة الأستاذ “عبد الباقي عجيب” هذا الرجل العجيب مدير إدارة السياحة والآثار بولاية نهر النيل، وكمان سعدت بحفاوة وبركات السادة في إدارة فندق (بركات) المطل على شارع كسلا الذي يربط ميناء عطبرة البري بسوقها وفي رحاب البركات نزلت على أجنحة الهدوء والراحة والسكينة والطمأنينة.