رأي

بعد ومسافة

أطباء السودان السياسيون..
مصطفى أبو العزائم

والعنوان أعلاه مستلهم من عنوان سِفْر عظيم موسوم بـ(أطباء السودان الحفاة.. قصة نجاح بهرت العالم) للعالِم السوداني البروفيسور “حسن بلة محمد الأمين” أعتز كثيراً بأن لديَّ منه نسخة حصلت عليها قبل عام، ونسخة أخرى أهدانيها مؤلفه البروفيسور “حسن بلة الأمين” قبل أيام، وأهل مهنته يكرمونه داخل قاعة (لبدة) بفندق (كورنثيا) في الخرطوم، وقد احتفى به صديقنا الأستاذ “بحر إدريس أبو قردة” وزير الصحة احتفاءً يستحقه واعداً بأن يكون تكريم الدولة قريباً، لرجل أرّخ لتجربة سودانية صحية رائدة، وحلل دوافعها ونتائجها الباهرة التي جعلت من بلادنا هي أول بلدٍ في الدنيا يبتدع مطلع عشرينيات القرن الماضي، نظام الرعاية الصحية الأولية، وذلك من خلال افتتاح مدرستي تدريب القابلات، والمساعدين الطبيين، ثم تلا ذلك الافتتاح إنشاء مدرسة كتشنر الطبية لتدريب الأطباء، لينتظم بذلك كما قال البروفيسور “أحمد محمد الحسن” مؤسس معهد الأمراض المتوطنة في جامعة الخرطوم، ووزير التعليم العالي الأسبق، عندما كتب مقدمة (أطباء السودان الحفاة) عام 2011م، وأشار فيها إلى أن الرعاية الصحية الأولية ليست اكتشافاً جديداً، لكنها إعادة اكتشاف موسيقى قديمة بتوزيع جديد، كان ذلك البروفيسور “حسن بلة محمد الأمين” وكتابه القيم (أطباء السودان الحفاة.. قصة نجاح بهرت العالم) أما أطباء السودان السياسيون، فهم كثُر،  وقد نجحوا بنسب عالية في عالم السياسة، والأمثلة والنماذج كثيرة، قد تعدُّ ولا تحصى إلا لباحث مختص، لكننا نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الدكتور “عبد الحليم محمد، والدكتور “الجزولي دفع الله” والبروفيسور “حسين سليمان أبو صالح” والدكتور “غازي صلاح الدين” والدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” والبروفيسور “إبراهيم غندور” والدكتور “مجذوب الخليفة” – رحمه الله – والدكتور “الصادق الهادي المهدي” والدكتور “أحمد بلال عثمان” والدكتور “خليل إبراهيم” – رحمه الله – والدكتور “عبد الحليم إسماعيل المتعافي”، وغيرهم مثل الدكتور “مأمون حميدة” والدكتور”مطرف صديق نميري” غير الذين عملوا في عهود سابقة مثل الراحلين الدكتور “موريس سدرة” والدكتور “طه بعشر” وربما آخر اسم لمع في دنيا الأطباء من خلال أضواء السياسة، كان هو الدكتور”علي الحاج محمد” الذي حل محل الشيخ الراحل الدكتور “حسن عبد الله الترابي” انتخاباً أميناً عاماً لحزب المؤتمر الشعبي.
مساء (السبت)، ومع موعد مباراة (هلال مريخ) على كأس الصندوق القومي لرعاية الطلاب بمناسبة احتفالاته بيوبيله الفضي، كنت على موعد اقتلعني اقتلاعاً من هذه المباراة، التي كنت من أوائل الذين حملوا كأسها شراكة مع زميلنا العزيز الأستاذ “الشفيع عبد العزيز” مدير قناة الهلال الفضائية، وقد حملنا الكأس يداً بيد، ممنين نفسينا أن تكون الكأس هلالية، وكان ذلك قبل المباراة بيوم، لكن ومع الدقيقة السابعة من عمر المباراة أجهض “بكري المدينة” قدراً عظيماً من آمالنا، بإحرازه الهدف الأول، وكنت وقتها في طريقي إلى مقر رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية بالرياض – شارع عبد الله الطيب – تلبية لدعوة كريمة من الأستاذين الجليلين “أحمد عبد الرحمن محمد” الأمين العام للرابطة، ونائبه الدينمو – كما وصفه شيخ “أحمد” نفسه – للمشاركة في حفل استقبال تنظمه الرابطة للدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” سفير السودان بسويسرا وإمارة (ليختنشتاين) وهي دولة غير ساحلية في جبال الإلب بأوروبا الوسطى مساحتها لا تتجاوز الـ(160) كيلو متراً مربعاً ولا يتجاوز عدد سكانها الـ(35) ألف نسمة، لكنها دولة على كل حال.
بلغت موقع الرابطة في الموعد وسعدت بأن التقيت عدداً من الأصدقاء طال عهد لقائي بهم، وكان الدبلوماسيون وأهل الخارجية كالعادة أول من التزم بالحضور في الموعد المحدد، وكان سعادة السفير “بشرى الشيخ دفع الله” على رأس مستقبلي الضيوف الذين جمعهم وجود (الوزير السفير) “مصطفى عثمان إسماعيل” الذي يتمتع بقبول عظيم منحه له المولى عز وجل حتى ليظن من يعرفه أنه الصديق الأوحد والأقرب له، وقد رحب به أهل الدار ورد بخطبة كانت عبارة عن خارطة طريق لعمله وتحقيق أهدافه الوطنية العظمى مع التحديات التي تواجهه.
تفاصيل الجلسة تمنيت لو أن إحدى الفضائيات كانت هناك لتسجلها، ثم تبثها لاحقاً، فقد كانت سهرة سياسية بالغة الإمتاع والمؤانسة رغم مرارة الهزيمة التي منينا بها كأهلّه حلموا بالكأس لكنها طارت، وسعد المحتفى به فهو مريخي أصيل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية