الرياضيات تبتسم في ختام مسك امتحان الشهادة السودانية
مادة (فراق الحبايب) تخيب التوقعات وغالبية الطلاب يجمعون على أنها جاءت سهلة!!
معلم يروي لـ(المجهر) قصة جلوس طالب للامتحان بعد ساعات من إجراء عملية جراحية
استطلاع – إلهام عشري – المهدي عبد البارئ
أمس (السبت) كان آخر يوم في امتحانات الشهادة السودانية، حيث مادة الرياضيات – فراق الحبايب كما يحلو للطلاب والطالبات تسميتها، باعتبار أنها الأصعب وخشيتهم منها، وقد اعتادت وزارة التربية على وضع المادة في آخر يوم على مدى السنوات ربما خشية أن تصدم الطلاب عندما يجلسون لها وتكون النتيجة غير مرضية. (المجهر) أجرت استطلاعاً وسط الطلاب في آخر أيام الامتحانات حول المادة المثيرة للجدل، فالتقت طلاباً ومعلمين فإلى مضابط الاستطلاع.
امتحان سهل ولكن …
“منى محمد دهب” مديرة مدرسة الحارة الثامنة الحكومية بنات الثانوية أمبدة السبيل، قالت إن الامتحانات بصورة عامة بما فيها الرياضيات كانت موضوعية ومتوازنة، وهي مقارنة بالعام الدراسي السابق كانت أفضل وأسهل، الامتحان التجريبي كان صعباً جداً ونسبة نجاحه ضعيفة .
وقال أستاذ الرياضيات بالمدرسة، إن الامتحان كان شاملاً وكاملاً لا توجد به أي أخطاء، والمساحات المتروكة للإجابة كافية .
ورأى أستاذ بمدرسة المصباح الثانوية بنين الحكومية أن الامتحان كان موضوعياً، وبالنسبة لمادة الرياضيات كانت مباشرة وكل الطلاب طلعوا من الامتحان مبسوطين .
طالبة بمدرسة الحارة الثامنة الثانوية بنات الحكومية بأمبدة، قالت (شعرنا في البداية بخوف من الرياضيات لكن على العموم جات كويسة والامتحان التجريبي كان أصعب منها). وقالت زميلتها “سناء عباس”، إن الرياضيات مادتها المفضلة وأن الامتحان كان جيداً باستثناء بعض الإشكالات. وقالت طالبة بمدرسة مرافئ الخاصة إن المشاكل التي واجهتهم في امتحان الرياضيات هي مسائل النهايات والدوال لكنها أسهل من التجريبي الخاص بولاية الخرطوم، أما زميلتها “فاطمة أبو زيد” فقد اكتفت بالقول: الامتحان كويس والرياضيات مادة فكرية ممتعة تحتاج للمزيد من التركيز والاجتهاد، وقاطعتها زميلتها “آمال عبد الله” قائلة: (الرياضيات مادة غير مقروءة عبارة عن فهم فقط، وغالباً ما تكون هي المادة التي تميز وتفرق بين الطلبة). وأشارت لها زميلتها “مي الغالي” بوجود مشاكل خصوصاً في مسائل التكامل (الجذور التربيعية).
الطالب “محمد الطيب” من مدرسة مآل الخاصة قال إن الامتحان الأخير وهو الرياضيات كان سهلاً والمشكلة في فهمنا للمادة، وقاطعه زميله “محمد آدم” قائلاً: إن امتحان الرياضيات كله صعب ما عدا مسائل التعريفات، “خنساء” اتفقت مع “محمد الطيب” في أن الامتحان جاء سهلاً والمساحات كانت كويسة.
وقال الطالب “عثمان أزهري”، إن الامتحان موضوعي وبه بعض المسائل الصعبة خصوصاً مسائل التكامل والتفاضل وكان في ضغط في الدراسة، أما زميله “محمد محفوظ” قال: (إن امتحان الرياضيات كان متوسطاً وتوجد به بعض الصعوبات وطريقة وضع المسائل غريبة جداً وضغطونا في التدريس ونحن كملوا لينا ثلاثة أبواب من مادة الرياضيات في أسبوع واحد).
إجراء عملية جراحية لم يحل من جلوس طالب للامتحان
وفي الكلاكلات التقينا بالأستاذ “عادل عبيد الله عبدين” مدير مدرسة الكلاگلة الثانوية النموذجية الحكومية بنين ومدير مركز الامتحانات رقم (١٣١) وكبير المراقبين، حيث قال (إن المركز به (٣٤١) طالباً (٢٣٠) علمياً (١١١) أدبياً و(١٢٤) اتحاد معلمين مسائي، الآن يجلسون للامتحان مع غياب (٨) منهم لم يستطيعوا الجلوس للامتحان من أول يوم نسبة لظروف خاصة بهم، وأحياناً لظروف العمل). وأكد أن الامتحانات طيلة الفترة الماضية كانت تسير بصورة طيبة ولم تكن هناك أية حالة غش تذكر، وقال في حديثه لـ(المجهر) (واجهتنا مشكلة واحدة أثناء الامتحانات وهي تبليغنا من أحد أولياء الأمور بأن أحد طلابنا يعاني من الآلام المبرحة التي نقل على إثرها إلى المستشفى ليجري عملية زائدة في حالة مستعجلة للغاية، وكان ذلك في يوم امتحان الكيمياء قبل وقت الامتحان بقليل وهو في حالة يرثى لها خاصة وأنه يرى كل طموح وأحلام ابنه تنهار أمام ناظريه وهو لا يعلم أن الوزارة عملت مسبقاً للترتيب لمثل هذه الحالات، فوراً قمنا بالاتصال بجهات الاختصاص وتمت المتابعة بتوفير المراقب وتوفير فرد الشرطة وتهيئة الطالب للامتحان داخل المستشفى ومكان الامتحان بإشراف المختصين. واليوم ذات الطالب يجلس لأداء امتحان الرياضيات بعد خروجه من المستشفى برغم إجراء عملية إلا أنه خضع للامتحان طواعية وبإصرار كبير منه حتى لا يفوته الامتحان وهو من أبنائنا النجباء الذين نعول عليهم وهو هادئ الطبع محبوب من معلميه ومن زملائه، وكان الجميع يتمنى له الشفاء).
(المجهر) التقت الطالب المجاهد الصبور الذي أصبح مثلاً يحتذى به من جميع أقرانه بالشهادة الثانوية حيث كان يجلس في غرفة منفردة لأداء الامتحان، مما أثار فضولي وجعل الأسئلة تتبادر إلى ذهني، لماذا يؤدي هذا الطالب الامتحان وهو يجلس بمفرده في وضع مختلف، علمنا بعد أن تجاذبنا الحديث مع إدارة المدرسة أنه الطالب المثالي الذي أبت نفسه إلا وأن يواصل امتحان الرياضيات.
وقال الطالب لـ(المجهر) (أطمئن الجميع امتحان الرياضيات كان جيداً بل ممتازاً وذلك يعود لاهتمام أستاذ المادة بالطلبة داخل المدرسة، وعمل مجموعة امتحانات ومراجعتها قبل خضوعنا للامتحان.
“عبد الله فضل السيد” والد الطالب الصبور المجتهد “محمد” سرد حكاية “محمد” والقلق الذي عاشته الأسرة واللحظات العصيبة إلى أن حلت المشكلة وجلس للامتحان.
وفي السياق قال الأستاذ “عماد الدين أحمد المصطفى” رئيس شعبة الانجليزي قمنا على إعداد جميع طلابنا منذ بداية العام الدراسي وفق خطة معدة من قبل إدارة المدرسة بالتنسيق مع كل الجهات المختصة، لذلك لم أتوجس خيفة على حالة الطالب “محمد” من أنه لن يؤدي الامتحان وبالفعل قمنا بمراجعة الامتحان مع الطالب “محمد” بعد انتهائه من امتحان الانجليزي، فوجدنا أن إجاباته كاملة والحمد لله كان قوياً صبوراً والحمد لله لم تحدث له أي مضاعفات.
وبالرجوع إلى كيفية أداء الطلبة لامتحان الرياضيات أكد “محمود السر الفاضل”، أن امتحان الرياضيات لهذا العام جاء يحمل بشريات للطلاب بأسئلته المباشرة والواضحة.
أما الطالب “تاج الدين محمد” من حي الصفا بالقبة قال إن الامتحان جاء سهلاً، وكان يجب أن لا يتغير عن السنين الماضية ليجتهد الطلاب أكثر ويكون هناك اجتهاد أكثر.