القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي (الأصل) "حاتم السر" في أول حوار له بعد صمت طويل
* قلت للسيد الرئيس، إننا لن نعتقل أنفسنا في مربع المعارضة أو التأييد بلا سبب…
* ليس لي علم بمن سيكون من حزبنا المساعد الأول لرئيس الجمهورية
* من يراهن على خلافات الإتحاديين خاسر لا محالة..!
ظل صامتاً لفترة طويلة حتى ظن الناس أن “حاتم السر” ابتعد، لكنه عاد بقوة، وبتكليف مباشر من رئيس الحزب في اللحظات الحرجة، حيث أوكلت له مهمة التواصل مع الأحزاب السياسية، وهي المهمة الأكثر صعوبة، خاصة فيما تشهده الحركة السياسية من تنافر أقطاب وحالة استقطاب حادة بين المشاركين في الحوار الوطني والرافضين له، الموقعين على خارطة الطريق وحاملي السلاح، حيث ظل “حاتم السر”.. الرجل ذو الحظوة الميرغنية يظهر في المنعطفات، (المجهر السياسي).. حاورته بعد زمن طويل من الصوم عن الإعلام.
ومع ذلك فقد بدا حاتم السر متحفظاً، وهو يجيب على الاسئلة المتعلقة بالأزمة التي تتفاقم داخل الحزب الإتحادي الديموقراطي ،الأصل ، والتى لم تعتد تقتصر على خروج أفراد وجماعات، من الحزب ، أوظهور تكتلات، على هامشه ، مثل مجموعة أم دوم ، والتي تشترك في خلافها مع قيادة الحسن المرغني، وفي الموقف من المشاركة في الحكومة ، وإنما امتدت لداخل كابينة القيادة نفسها، أيضاً ، في شكل الخلاف الذي طرأ مؤخراً ، بين المرغني ونجله الحسن ، حول مرشحي الحزب للمشاركة في حكومة الوفاق المقبلة . فيمايلي نص الحوار:-
حوار- رشان أوشي
{ هناك خلافات داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) حول المشاركة في حكومة الوفاق الوطني.. تجددت مؤخراً؟
_ لا أظن بصحة عبارة أن هناك خلافاً داخل الحزب حول المشاركة، وأن هذا الخلاف تجدد. الصحيح أن هناك مشاركة جارية، وثمة مشاورات حزبية جارية أيضاً حول تقييم المشاركة القديمة، وصولاً إلى إحداث التغييرات المطلوبة وفقاً لمتطلبات المرحلة ومعايير الأداء، وتفاصيل تنظيمية، تجري بسلاسة أحياناً وبتعقيد أحياناً. والحديث حول التقييم والتغيير بالطبع سيتضمن آراء مختلفة، مثل أي شيء في الدنيا لا يجمع عليه الناس، لأنه يخضع لمقاييس ومعايير وتدخل فيه كل ما تدخل فيه النفوس من آراء، فإذا قلت لي إن هناك نقاشاً حول المشاركة، سأقول لك هذا صحيح، لكن لا أسميها خلافات، الخلافات وصف تضخيم للوقائع.
{ السيد “الحسن” يصارع عده تيارات داخل الحزب؟
_ السيد “الحسن الميرغني”، سياسي ناضج، علاوة على مقامه الديني والأسري المعروف، ولا نملك حق الحديث باسمه، ولا التعبير عن رؤاه التي نتفق مع بعضها ونحاول فهم بعضها الآخر، ونحن نلتزم في الحزب الاتحادي الديمقراطي فهم الأشياء في سياقها، والحديث عن تيارات يصارعها “فلان” أو “علان” هذا غير دقيق. يجب أن لا نضيق ذرعاً بالأمور، وأكرر إننا نكن للسيد “الحسن” كل التقدير والاحترام، ونقول لمن يظنون أن هناك صراعات، إن حزبنا يعمل بنظرية اختلاف الرأي، إن جرى، بأنه لا يفسد للود قضية.
{ حزبكم تقدم بقائمتين بأسماء المرشحين لحكومة الوفاق الوطني الجديدة واحدة بتوقيع رئيس الحزب قدمها الوزير “أحمد سعد” لرئيس الجمهورية وأخرى قدمها “الحسن” لرئيس الوزراء.. أيهما ستعتمد ولماذا هذه الازدواجية؟
_ هذا أمر غير دقيق، ولم يصل لعلمي ما يفيد بهذا الأمر، وعلى أيّ حال، تسلسلنا الهرمي والتزامنا المؤسسي في الحزب الاتحادي الديمقراطي واضح، وهناك إجراءات معتادة لاختيار الأسماء ولترشيح القيادات، يمكنني أن أؤكد أنه في حال حسم أمر الحزب بالمشاركة في الحكومة، وبعد فراغ السيد رئيس الحزب من مشاوراته، وأنا أعلم أنه قد قام بها تماماً، وعليه فإن قائمة الترشيح للمناصب ستكون معتمدة وموقعة باسم مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” بصفته رئيساً للحزب، ولا يوجد شك بأن السيد “محمد الحسن الميرغني”، سيكون ضمن من يشاورهم السيد رئيس الحزب وكذلك سيشاور مؤسسات الحزب الأخرى. أما تصريحات بعض الكوادر التي تريد أن تلغي مؤسسات الحزب وتتنكر لها، فليس من عادتنا أن نقع في فخاخها، وبداهة طالما أنّ للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل رئيساً واحداً، فستكون له قائمة واحدة، وهذا لا يحتاج لـ(درس عصر)، وللعلم فهذا الرئيس ليس أي شخص، وإنما هو صاحب السيادة مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني”، حفظه الله.
{ الآن هنالك ثلاث مجموعات نشطة ومتصارعة داخل الحزب الاتحادي التيار الرئيس بقيادة مولانا “الميرغني”.. مجموعة “الحسن”.. مجموعة “علي السيد” وآخرون؟
_ هذا التصنيف الخاطئ لو تم عرضه على السيد “الحسن” سيرفضه بكل تأكيد، ولو تم عرضه على الدكتور “علي السيد” سيرفضه أيضاً، للحزب رئيس واحد، كما أخبرت أعلاه والجميع مجمع عليه، وللحزب مرتكزات ومبادئ الكل مؤمن بها، وللحزب برامج وسياسات كلنا نسعى لتحقيقها على أرض الواقع ولا أحد يخرج عن هذا الإطار العام. علينا أن نعرف هذا إن كنا نرغب في تناول شؤون الحزب بالنقد حتى نستطيع فهم الحزب وتاريخه الممتد منذ عقود.. ولعلمك هذا ليس دفاعاً عن مولانا وقيمته، “أبو هاشم” خط أحمر، ليس لنا فحسب، بل للجماهير الكبيرة التي تعرف قدره وقيمته، وتعرف أنه يمثل ميراثهم الشرعي في الحرية والديمقراطية، والحركة الوطنية التي منحت بلادنا الاستقلال.
{ بماذا خرجت من لقائك الأخير مع السيد رئيس الجمهورية؟
_ خرجت بعد اللقاء مع الرئيس بانطباع قوي من خلال ما أكده لي بأن السودان موعود بولوج مرحلة جديدة أبرز عناوينها وقف الحرب والمصالحة والوفاق واعتماد منهج التوجه القومي الشامل بديلاً عن الحزبي الضيق، كما خرجت بإيحاء إيجابي بأن التوجه في العلاقات الخارجية فيه نسبة مشتركات كبيرة، واتضح لي أن الحكومة بدأت تدرك أثر السياسة الخارجية المباشر على السياسة الوطنية، وقلت للسيد الرئيس، إننا لن نعتقل أنفسنا في مربع المعارضة بلا سبب أو التأييد بلا سبب، نحن لدينا مبادئ وثوابت وتوجهات متى ما وجدنا سبيلاً لخدمتها لن نتوانى، والكل جربنا خلال السنوات الماضية، تحركنا القناعات ولا نخضع للإملاءات.. وهنا أشيد مجدداً بما تقوم به الرئاسة ومبعوثوها في ترميم علاقات بلادنا مع مصر ودول الخليج والمجتمع الدولي، ونأمل أن يعاون حزبنا في إنجاز هذه الملفات أيضاً، وأنا أتفق مع الرئيس تماماً في منطلقات فهمه لهذه الملفات ومع رؤيته الجديدة لها في المجالين الداخلي والخارجي.. خرجت من المقابلة بفهم أن الحكومة آخذة في التجاوب مع دعوات الحوار والمصالحة مع أحزاب المعارضة والحركات المسلحة، لا زال لدينا أمل أن يكون التغيير الجديد في نمط القيادة بوابة لتحقيق ما نؤمن به من حرية وديمقراطية وسلام وعدالة لكل أطراف البلاد. باختصار خرجت متفائلاً وأود أن أشكر هنا الأخ “طه الحسين” وجنوداً مجهولين عملوا لتغيير الصورة المغلوطة التي يحب أن يرسمها الآخرون عن حزبنا، وأود أن أقول إن أغلب الخلافات تزول حينما يستقيم فهم الآخر بتواضع، مع إيماننا أن المبادئ يجب أن تعلو وأن نحملها ونمثلها وندعو الجميع لها. فالأمل بالمستقبل الحر والديمقراطي واسع وعريض، ونأمل أن نبدأ صفحة جديدة.
{ لحزبكم علاقات تاريخية مع مصر حكومات وشعباً.. ما دوركم في ترميم العلاقة معها في ظل ما نشهده من فتور وحملات تصعيدية؟
_ أنا اتحادي أؤمن بأن مصر هي العمق الإستراتيجي للسودان، ونحن في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، نطلق نداء لرئيس الوزراء السوداني الجديد “بكري حسن صالح” الذي تولي منصبه مؤخراً أن يبدأ أول رحلة عمل خارجية له بزيارة مصر. وأن يصطحب معه أضخم وفد سوداني لإتاحة الفرصة لبناء علاقات مشتركة حقيقية نطوي بها مرحلة التوتر الحالية، خاصة وأن التوتر دخل إلى منحنى يؤسفنا أن يلعب فيه الإعلام دوراً سيئاً يؤجج الأزمة، وقد تكلمنا مع أصدقائنا وأشقائنا بمصر، وأخبرناهم أن علاقات مصر والسودان تقوم على التكافؤ وأي حديث إعلامي مسيء أو يحاول تجاوز خطوط الاحترام، سيفسد أي عمل سياسي. ولكن هذا لا يعني أن لا تحصل المبادرة، خاصة وأن بلادنا الآن محور للمصالحات العربية، ولا نريد أن نخسر أحداً في هذه المرحلة، التي تتطلب وحدة الجهود على المستويات الإقليمية لمواجهة التحديات.
وللحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة مولانا السيد “الميرغني” رؤية متكاملة لتحويل نقاط الخلاف بين مصر والسودان إلى نقاط اتفاق وتكامل عملاً بتطوير منهج تاريخي بدأه الزعيم السيد “علي الميرغني” وأول رئيس سوداني “إسماعيل الأزهري “مع الرئيس “جمال عبد الناصر”. حزبنا لديه اقتراحات كثيرة في هذا المجال وسنعمل في هذا الملف لدرء الفتن، ولتمتين مثلث وادي النيل والخليج وأفريقيا. ودعيني أؤكد لك أن الخلافات بين السودان ومصر مهما تصاعدت فلن تتجاوز حدود المواجهات الإعلامية وتظل تحت السيطرة ومقدور على احتوائها، ولن تصل إطلاقاً مرحلة قطع العلاقات بين القاهرة والخرطوم لأنه ليس من مصلحة البلدين أن تتحول العلاقة إلى عداوة.
{ قيل إنك تحظى بصلاحيات واسعة من مولانا “الميرغني” للتفاوض باسم الحزب؟
_ أنا جندي من جنود الحزب الاتحادي، وأعمل ضمن فريق عمل كبير يقوده ويشرف عليه مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني”، ومعروف عن مولانا أنه يحترم رجاله ويقدر جنوده، ونحن لا نخرج من القيادة ولا نتمرد ولا نتآمر عليها ونتعامل معها بالصدق والإخلاص.. نسأل الله الثبات.
{ من هو المساعد الأول لرئيس الجمهورية القادم من حزبكم؟ وهل بالضرورة أن يكون من بيت “الميرغني”؟
_ هو من ترشحه المؤسسات الحزبية ويمنحه رئيس الحزب مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” الثقة، وإلى اليوم فإن الاتحاديين جميعهم يعملون بمبدأ أن المناصب تكليف وليست تشريفاً.. دعيني أقول لك إن المناصب العامة بالنسبة للسادة المراغنة عبء إضافي يتحملونه بشجاعة، ويقومون بواجبه بتجرد وإخلاص، ولم تكن يوماً إضافة لمقامهم الرفيع. ورمزية وجودهم المهمة في الشأن العام أحياناً يتطلبها الموقع نفسه، لأن وجود آل “المهدي” وآل “الميرغني” في الرئاسة يعكس نوعاً من التوازن المجتمعي لمن يقرأ الصورة من الخارج، وهذا ما حكاه لي أحد النافذين. وعلى أي حال لا أود أن أستبق الأحداث، ولا يوجد شيء ثابت، وصدقيني أنا لا أعرف إجابة هذا السؤال، ولكني حاولت أن أقدم لك ما يصنع عناصر للإجابة، وهي عناصر يعرفها أي متابع للسياسة.
{ إلى متى أنتم.. “حاتم السر”.. “علي السيد”.. “طه علي البشير” حيران ولستم زعماء؟
_ يا أستاذة: “طه علي البشير” اسم كبير، وزعيم حقيقي وتاج عز في هامة الحزب، ونفس الشيء ينطبق على الدكتور “علي السيد”، ولعلمك يا أستاذة أنا أرى أن كلمة (حوار) هذه كلمة جميلة جداً، ومقام صوفي رفيع لا يمنح فخرياً وكلفة الحصول عليه بالغة وربك يقدرنا عليها، ونحن نؤمن بأن قيمتها أسمى من أي منصب سياسي.. (هو نحن لاقين نبقى حيران)، ألم يقل “الفيتوري” يوماً “لكني سلطان العشاق”.
{ يا أستاذ أنا أعني لماذا لم تستفيدوا من تاريخ “الأزهري” و”مبارك زروق” و”المحجوب” الذين كانوا زعماء ووقفوا في وجهي السيدين “علي الميرغني” و”عبد الرحمن المهدي” وتفوقوا على السيدين في الانتخابات في الخمسينيات من القرن الماضي؟
_ (نحن إلا نستفيد بي فهمكم إنتو يعني!).. عموماً دعيني أطمئنك، استفدنا وكملنا الاستفادة والحمد لله ولخصناها في جملة واحدة وهي ليس من مصلحة أحد أن تكون قيادة الحزب في حالة صراع. ودون الدخول في مغالطات تاريخية أؤكد لك إيماننا التام بأن المراحل التاريخية الحرجة تحتاج إلى قيادة متكاتفة وليس متناحرة، تحتاج إلى قيادة منسجمة وليس منقسمة، تحتاج إلى قيادة متناغمة وليس متناقضة، ونحن فهمنا الدرس تماماً، ونعمل من أجل القيم والمبادئ التي تؤهل بلادنا للديمقراطية والحرية والعدالة، ولن نغرق في حظوظ النفس وأوهامها.
{ خرجت من الحزب مجموعة سمّت نفسها (تيار أم دوم) أبعدت “الميرغني” عن رئاسة الحزب واختارت قيادة بديلة له وعقدت عدة اجتماعات وتسعى لاسترداد الحزب عبر الشرعية؟
_ خبرتي الطويلة في هذا الحزب المليء بالتيارات، تجعلني أقول لك مطمئناً إن هذه الأشياء كلها تصنعها الظروف ولكنها تذوب في أول اجتماع ولقاء بين الأشقاء، وسيكون قريباً، ودعيني أعيد وأكرر قناعتي الراسخة بأن من يراهن على خلافات الاتحاديين فهو خاسر لا محالة. لأن اختلافاتنا مصيرها إلى زوال ووحدتنا سر قوتنا. وخلافات الاتحاديين تذكرني دوماً برائعة “نزار قباني” المشهورة (قصة خلافاتنا) التي غناها “كاظم الساهر” وتقول كلماتها: (.. برغم اختلاف مناخاتنا.. برغم خلافاتنا.. برغم جميع قراراتنا.. بأن لا نعود.. برغم العداء.. برغم الجفاء.. برغم البرود.. برغم انطفاء ابتساماتنا.. برغم انقطاع خطاباتنا.. فثمة سر خفي.. يوحد ما بين أقدارنا.. ويدني مواطئ أقدامنا).. فالاتحاديون على موعد مع القدر لطي صفحة الماضي ووضع حد للخلافات ريثما تصفو السماء.
{ يتردد بأن عدداً كبيراً من عضوية قطاعات الشباب والطلاب غادرت حزبكم؟
_ هذا الكلام ظللت أسمعه منذ العام ١٩٨٣ وإلى اليوم، والإجابة واحدة أن هذه الكلمات تكرار لأسطوانة مشروخة. ولكني سأنتهز الفرصة لأقول لك، إن روابط الطلاب الاتحاديين يحمد لهم أنهم هم الذين قادوا تاريخ النضال الوطني في هذا الحزب عبر المراحل المختلفة، وسمعت من مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” قبل أسابيع عندما التقى برابطة الطلاب الاتحاديين بالجامعات المصرية أنه قال إن رابطة الطلاب الاتحاديين التي عملت في التسعينيات والعشرية الأولى ستكون أول فئة يريد الاجتماع بها ليشكرها على ما قامت به خلال السنوات الماضية، صحيح أنها تحمل روح الشباب المتمرد، لكن حينما يأتي الوقت فالحزب يعتمد عليها ولا على سواها، وبتجربتي الخاصة أستطيع أن أقول لك إنني في ٢٠١٠ في انتخابات الرئاسة لم أجد فئة حزبية أود أن أظل أشكرها للأبد بقدر هذه الفئة من الشباب والطلاب الذين راهنت عليهم، وكانوا في الموعد، تحملوا المسؤولية الوطنية دون كلل أو ملل ورفعوا شعار (مافي تخاذل تب) كانوا خير معين وأفضل واجهة، وأشرف قيادة وتاجاً يزين جبين الحزب، وهذا الغزل المفتوح في حق الشباب والطلاب الاتحاديين اليوم، هو بمثابة شكر مستحق.
{ قام المراقب العام لحزبكم “بابكر عبد الرحمن” بتشكيل لجان محاسبة لقيادات.. بعضهم وزراء وآخرون تشريعيون وقضى بتجميد نشاطهم.. هل حزبكم مقبل على المزيد من الانقسامات؟
_ بكل أسف هناك فهم مغلوط لعملية المحاسبة والمساءلة فهي ليست انتقاصاً من وضعية الفرد داخل الحزب، بل هي طريق الحزب للبحث عن الحقيقة. وهي من أهم الدعامات الأساسية لعملية الممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب، وحزب بلا ضوابط وقواعد محاسبة هو أشبه بحوش المك (يدخله من يدخل ويخرج منه من يخرج). والمراقب العام من حقه حسب نصوص الدستور الحزبي أن يكوّن لجان محاسبة لكل من يقوم بعمل أو تصرف أو قول متعلق بمخالفة للشأن الحزبي، وهو رجل قانوني ضليع ويدرك أنه من الخطأ ترك مواد المحاسبة والمساءلة حبيسة في نصوص الدساتير واللوائح بدون تطبيق للمخالفين. ونحن مع المراقب العام للحزب في أنه لا حصانة لأي كادر حزبي مهما كان وضعه وزيراً أم خفيراً، فالكل سواسية أمام القانون. والمساءلة والمحاسبة هي الطريقة الوحيدة للحيلولة دون الاستبداد وصنع الطغاة ومنع التفلتات.