رأي

عن (المجهر) نحكي)

محمد أزهرى
كنت أقرأ الصحف السياسية، وأنا أتحسس موطئ قدم في بلاط صاحبة الجلالة بصحيفة (الدار) القراء، ليس لاهتمامي  بالشأن السياسي، أو التعمق فيه، بل كنت أبحر في بطونها بحثاً عن صفحات الجريمة ،للوقوف على أخبار الزملاء لمزيد من التجويد ،ومتابعة الأحداث، والاستفادة ممن سبقوني في هذا المجال.
مثلاً ..عندما تلاقي (شلة) من أصدقائك فجأة ،في أي مكان، عادة ما تبدأ بالسلام عليهم ،واحداً تلو الأخر وفي كثير من الأحيان ، تتعمد تخطي، أحدهم وعندما يسألك ترد عليه مبتسماً (داير أحلِّي بيك).
المثال أعلاه يجسد حالتي، آنذاك في تقليبي للصحف ،عندما يأتي دور (المجهر)، ووقتها.. لم يخطر على بالي أن يأتي يوم من الأيام ،والتحق بها ، وأزامل طاقمها المميز ، رغم حرصي الشديد على تطوير ذاتي.
كنت أحلِّي بـ(المجهر) ،كما يحلِّي الشخص بأحد أصدقائه المقربين، عند لقائه وسط مجموعة، لكثير من الإعتبارات، التي يأتي أولها حسب اهتمام طاقم إعداد صفحة الجريمة المميز ،”حافظ الخير” (سابقاً) ،و “منى ميرغني” و”الشفاء أبو القاسم” ، بجانب تميز بقية الأقسام بصورة لافتة، فضلاً عن الماكيت الجميل، الذي يخرجها كل صباح في حلة زاهية، أو يشعرك بأنها كأس ذهبية يتنافس عليها القراء، في واجهات  المكتبات وبين أيدي “السريحين”، في أستوبات وتقاطعات المرور.
هكذا كنت أميز (المجهر)، من بين جميع الصحف، ولو سئلت وأنا خارج هذه المؤسسة، لكانت إجابتي هكذا.
أما وصفتها التحريرية المسبكة على يد خبير صناعة الصحافة في السودان الأستاذ “الهندي عز الدين”،  فقد كانت سر التميز والنجاح، وقيادة الأب الروحي رئيس التحرير ، الأستاذ “صلاح حبيب”، ومدير التحرير المعلم الصبور المثقف الأستاذ  “نجل الدين آدم”، وجراب الرأي، الحكيم الظريف، الأستاذ “عبدالله رزق”،للمحررين بحكمة جعلت منها وجبة صحفية شهية، يتناولها القراء بشراهة ،رغم استمرارية التناول والإلتهام.
“شهادتي لله” ، بلا شك أنها تصنع الفارق في عمليتي التوزيع والإنتشار.
انتقلت إليها دون تردد ،قبل ثلاث سنوات، ووجدت بها مجتمعاً نظيفاً خالياً من الحقد والحسد، اللذين يضربان كثيراً من المؤسسات الإعلامية والصحفية على وجه الخصوص، وجدته مجتمعاً متماسكاً، الزملاء فيه يتنافسون على المهنية وتقديم الأفضل، دون صدامات ويحبون النجاح فيما بينهم، تشعر بارتياح كبير في نفوسهم عندما تتميز بمادة صحفية أو خبر، أضف إلى ذلك أنهم يتمتعون بروح جماعية، قمة في الذوق والأدب والاحترام، تحسها في موظف الاستقبال ،”فرانكو”، وحتى أعلى الهرم في (المجهر) الأستاذ “الهندي”.
وفي تقديري أن (المجهر) هي الصحيفة الأولى، لما تقدمه من خدمة صحفية مهنية نزيهة وشفافة.
ألف مبروك ،المركز الثالث، ومزيداً من الجهد إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية