الحاسة السادسة
تابوهات قهر النساء!!
رشان أوشي
خذلتني ظروفي من الكتابة عن يوم المرأة العالمي في الثامن من مارس المنصرم، ولكن تظل قضايا المرأة في مجتمعاتنا حاضرة وصالحة لكل زمان ومكان، فما زالت النسوة يكابدن النظم الاجتماعية الخانقة، وتابوهات الأعراف التي أذلتهن وخصمت كثيراً من حيواتهن وتجاربهن، فما زالت المرأة السودانية تقضي الشهور في باحات المحاكم طلباً للنفقة وتحصل على دراهم معدودة بعد جهد وإذلال، لأن قانون الأحوال الشخصية السوداني ينصف الرجال ويساندهم.
وما زالت الآلاف من النسوة الفقيرات صاحبات المهن الهامشية من بائعات شاي وأطعمة يتعرضن للقهر والتعسف من شرطة حراس النوايا ، يمضين الأيام والليالي يتوسلن حراس النوايا لإعادة أواني العمل، وكرامتهن المارقة مع بقايا الطعام والشراب.
ما زالت النسوة يتعرضن للتعسف والتحقير من زملاء المهنة شركاء المنافسة على الترقي الوظيفي، يحرمن من فرص التدريب والتأهيل الخارجي بحجة أنهن نسوة ولا يسمح النظام الاجتماعي بسفرهن دون محرم.
ما زالت النساء أسيرات العقليات الذكورية التي تصفها بالعانس إن تأخر زواجها، أو العاقر إن تأخر إنجابها.
ما زلنا في بداية الطريق لنصل إلى مصاف الأمم التي تهتم بالخبرات العملية والعلمية بدون تمييز نوعي وجندري.