رأي

مسالة مستعجلة

 هل يصدق الأمريكان؟!
نجل الدين ادم
الكثيرون منا وجه سؤالاً لنفسه وهو يقرأ أول أمس تفاصيل القرار الجديد للرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” بإعادة الأمر التنفيذي بحظر دخول السودانيين إلى بلاده ضمن القائمة التي تشمل دولاً أخرى.. هل سترفع واشنطن العقوبات عن بلادنا بصورة نهائية بعد انقضاء مهلة الستة أشهر المحددة، ورئيسها أصدر قراره بإدراجنا في قائمة الدول المحظورة مجدداً؟ الإجابة التي تتبادر للأذهان ربما تقرأ من قرائن الأحوال، وقرائن الأحوال هنا لا تُنبئ بخير قادم، لكن من وجهة نظري، فإن واشنطن تعي جيداً بكل ما تقدم عليه من خطوات، ولن تعدو الخطوة التي قام بها “ترمب” كونها محاولة لمزيد من الضغط على الحكومة، مع الأخذ في الحسبان أن لا رجعة في القرار.
 كل الشواهد تشير إلى أن الأمريكان بدوا أكثر جدية في قرار رفع الحظر الاقتصادي، لكن حسناً فعلت وزارة الخارجية وهي تستدعي يوم أمس القائم بالأعمال الأمريكي لاستفساره عن القرار من واقع أنه أمر تعسفي ستكون آثاره سالبة أكثر من كونها إيجابية، لأن الاستدعاء رسالة ينبغي أن تعيد أمريكا قراءتها.
وما يؤكد عدم ارتباط القرار التنفيذي الجديد بالتقدم الحادث في العلاقات الثنائية، أن الولايات المتحدة بدأت رويداً رويداً في رفع التمثيل الدبلوماسي وقد بدأت بإرجاع ملحقها العسكري، وفي المقابل تسلمت أمريكا بالفعل أول شحنة قطن من السودان بعد أكثر من عشرين عاماً، بجانب أن هناك عدداً كبيراً من الشركات الأمريكية شرعت في استئناف نشاطها.
يجب علينا أن لا ننظر في تداعيات المواقف، بل نمضي إلى الأمام وإظهار الجدية في التحول والتعاطي مع الملاحظات المفروضة، والمضي في طريق تحقيق السلام باعتباره واحداً من الأبواب التي تقنع الولايات المتحدة الأمريكية بصدق الحكومة السودانية.
مسألة ثانية.. أمس اختلطت مشاعر الفرح والبكاء والنحيب والزغاريد وسجناء العفو الرئاسي من المحكوم عليهم بالإعدام يخرجون ما بين مصدق ومكذب من خلف القضبان، بعد سنوات وشهور داخل سجن “كوبر” القومي.. كل أسر المفرج عنهم حضروا باكراً إلى السجن لاستقبال أبنائهم.. امتزج الفرح بالحزن والسجناء يودعون زملاءهم وقيادات شرطة السجون الذين سهروا على خدمتهم، وإدارة السجن تهيئ للقائد “عبد العزيز نور عشر” الأخ غير الشقيق لمؤسس حركة العدل المساواة المناخ ويفلح في إعداد رسالة الدكتوراه من داخل السجن في أول سابقة من نوعها.
التحية لكل المفرج عنهم وهم يتنسمون اليوم هواء الحرية خارج أسوار السجن، ولذويهم.. وأتمنى أن يكون هذا الإفراج والفرج الرباني بادرة جيدة لإعادة القراءة في عملية تحقيق عملية السلام ووقف الحرب.. والله المستعان. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية