عز الكلام
يا جواهر فات الأوان
أم وضاح
طوال وجودها في القاهرة لفترة قاربت كم وعشرين عاماً، لم أسمع أن “جواهر” قد ذكرت في مناسبة أو برنامج أو احتفال أنها سودانية مائة بالمائة، ولم تستغل أي واحد من المنابر التي أطلت من خلالها للتعريف بهوية الفن السوداني، أو إلقاء الضوء عليه، والاعتزاز بأن المكوِّن الرئيس لتجربتها وبداياتها هي فرص أتيحت لها من خلال مدن سودانية، إن كانت بورتسودان أو مدني، ولم أسمعها تردد أغنية سودانية خالصة، بعيدة عن اللون (المصمصي) الذي عرفت به، حتى أنني سمعتها في واحد من اللقاءات التلفزيونية تتحدث عن نشأتها بمدينة أسوان، وللمرة الأولى، ظننتها بورتسودان، لكنها كررتها لأكثر من مرة مع سبق الإصرار والترصد، والمسافة بعيدة ما بين بورتسودان وأسوان، وهو لعمري فهم غريب وتفكير (جبان) أن ينكر أحد جنسيته، ويتبرأ من أصوله من أجل شهرة مؤقتة أو إتاحة فرصة لم تدم، وهو ما لم يفعله كبار الفنانين العرب الذين ظلوا في القاهرة لسنوات يقدمون أجمل الأغنيات وأعظم الألحان، بل وشكَّلوا الوجدان العربي بأجمعه، منذ زمن الراحلة “صباح” التي لم تتنكر لأصلها اللبناني، ولا “وردة الجزائرية” التي ظلت تحمل الاسم والهوية، وحتى زمان لطيفة” التونسية وأصالة نصري” السورية ، و”صابر الرباعي” التونسي، وجميعهم في كل اللقاءات والبرامج انتهزوا الفرص لرفع رايات بلادهم الإبداعية، لكن رغم ذلك ذابت “جواهر” في محلول اللا انتماء واللا هوية، ولم تضع بصمة حقيقية على المشهد الفني المصري، إلا ما مثلته كظاهرة غريبة على شكل التناول الغنائي هناك، ومثل هذه الظواهر لا يكتب لها الخلود ، ولا الاستمرارية، لأنها ولدت مشوَّهة، فلا هي سودانية راسخة، ولا هي مصرية راقصة. هذه الأيام أتابع تصريحات لـ”جواهر” التي أفل نجمها على (قدر الكان)، وتمنياتها أن تغني أغنيات سودانية خالصة ، فيما أسمته خطتها الفنية (القادمة)، رغم أنني (ما عارفه) خطتها الفنية (الماضية) ، كانت شنو، لكن الآن “جواهر” هي ليست نجمة هناك، ولن تكون نجمة هنا، بحسابات الصوت والإمكانيات، ولن تستطيع كان (طقشت) السماء ، أن تنافس “ندى القلعة” أو “إنصاف مدني” أو “ميادة قمر الدين” أو “هدى عربي”، ولن تستطيع أن ترسخ وتبصم في الوجدان السوداني كما فعلت “حنان بلوبلو”، التي مهَّدت الطريق لكل الفنانات السودانيات وقبضت على الجمر الحي، يوم أن كان الغناء لا يعرض صاحبته إلا للمضايقة، لكن “حنان” غيَّرت الصورة ورسخت بأداء استعراضي مهول.
(الدايرة أقوله) إن “جواهر” التي فاتها (ميري) الوسط الفني، تبحث الآن عن فرصة في تراب الأغنيات السودانية، وهو (شعر ما عندها ليه رقبة)، لأنه شعر أصلي لا (اكستنشن) ولا تقليد.
{ كلمة عزيزة
حسناً فعلت شرطة النظام العام وهي تلقي القبض على أحد الأجانب والذي كان يدير محلاً للكوافير النسائية، وهو ما لا تتقبله ثقافتنا ، ولا ديننا ولا عاداتنا وتقاليدنا، لكن كمان، وللعدالة ينبغي أن تقوم ذات الجهة بقفل أماكن أخرى يعمل بها رجال عيني عينك، لأن الفعل موجود ومعروف، وحتى لا يكون إلقاء القبض على السوري، فيه خيار وفقوس، طالما أن المبدأ هو حماية المجتمع، أتمنى أن تتواصل هذه الحملات وحتشوفوا العجب.
{ كلمة أعز
أطلت (الأربعاء) الماضي على “مساء جديد” النجمة “تسابيح خاطر”. و”تسابيح” تستحق وصف النجمة، ولأنها تمتلك كل المقومات لذلك، من طلة جميلة وكاريزما وحضور وثقافة، إضافة إلى أن “تسابيح” لم تظل حبيسة إطار واحد، إذ أنها جرَّبت أن تكون مراسلة ومعدة تقارير وقارئة للأخبار، إضافة إلى التقديم البرامجي، فمرحباً بـ”تسابيح” وعودة الألق لشاشة الأزرق.