رأي

فوق رأي

  أسأل مُضيع ولا تسأل حبيب
هناء إبراهيم

حين تأتي لتناول الشاي مع اللغات التي تعلمتها خلال تاريخك الدراسي المشرف أو غير المشرف، وتبحث في كل سجلات دماغك ولا تعثر على أية لغة إضافية.. لا كيلو فرنسي لا رطل إنجليزي (ولا إنجليزي سنة خامسة) فإن هذا الضياع محصول طبيعي.
طبيعي أن لا تجد أي أثر لتحويشة عمرك من اللغات الأجنبية لأنك يا عزيزي ضيعت الإنجليزي.
الأدوية والسلع الحساسة المحترمة حين يكتب عليها “تحفظ في درجة حرارة كذا” ، هذا يعني أن أي درجة حفظ فوق أو دون هذه الـ(كذا) سوف تؤدي إلى فسادها وإزالة خصائصها وموتها المبكر.
لم يكتب على بعض العلوم واللغات تحفظ في درجة مراجعة قريبة، لكن هذا هو الإجراء الصحي الصحيح.
أن نتناولها من وقت لآخر، كما الفاكهة عند الغالبية.
اللغات الإضافية كلما حفظتها في درجة مراجعة بعيدة ضاعت وأضاعت مجهوداتك السابقة.
وكما يقول المثل (أسأل مُضيع ولا تسأل حبيب)
فالإهمال حرامي كبير.
حين نهمل الورود لن نجدها وروداً فيما بعد..
والطبخة التي نهملها على النار تحترق.
الطاقات الهائلة التي أهدرها الإهمال لن تعود إلى الوجود بمشروبات الطاقة ولا بماء النيل.
لا يوجد بني آدم ترك موهبته وهاجر ثم عاد ليجدها نشأت وترعرعت وآتت أُكلها.
تنشأ كيف؟!
والذي يهمل الحب أو يهتم به أكثر مما يجب، فتسوء حالته الصحية ويموت، علينا أن نقدم له واجب العزاء في هذا الفقد الجلل.
وأن نشاطره الأحزان بكل تأكيد..
حبوبة جيرانا حين تهمل القهوة، تصاب بصداع ثلاثي الأبعاد، تماماً كالذي يهمل مواعيد الأدوية ذات الأهمية.
طبعاً هناك أدوية أي كلام..
أقول قولي هذا من باب أن هناك أشياء تحفظ بعيداً عن متناول الإهمال..
الإهمال على مر الزمان نفذ العديد من جرائم القتل المأساوية.. قتل الشعور مثلاً..
علاقات ودول وقارات راحت ضحايا إهمال ابن ستين مصيبة.
و….
نسأل الله السلامة
لدواعٍ في بالي

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية