برافو "أبو صالح" الأب والابن!!
استضافت قناة (سودانية 24) في أحد برامجها المميزة التي يجريها ملك الحوارات التلفزيونية الأستاذ/ “الطاهر حسن التوم” استضافت البروفسور “محمد حسين أبو صالح” نجل العالم الجليل والسياسي ووزير الخارجية والصحة في الحكومات المتعاقبة وأشهر جراحي المخ والأعصاب البروفسور “أبو صالح”، البروفسور “محمد” دخل الحكومة الولائية بالخرطوم وزيراً للتخطيط الإستراتيجي ورغم غزارة علمه ولكنه ظل بعيدا عن الإعلام سواء كان في وزارته أو قبل أن يلج الوزارة، لقد استمتعت بالحوار الذي تطرق إلى كلمة إستراتيجية وكيف التعامل مع هذه المفردة وهل نحن نخطط لمستقبلنا أو لمستقبل الدولة؟ وكيف نخرج بالبلاد من نفقها المظلم؟ البروف محمد يمتلك خبرة كبيرة في مجاله واختلط بشعوب كثيرة استفاد من تجاربها، وتحدث عن لقاءات كثيرة جمعته بأوربيين ويابانيين، وكيف نهضت تلك الأمم عن طريق التخطيط المدقن عكس الشعوب الأفريقية الغنية بمواردها ولكن خلافاتها حرمتها من استغلال تلك الموارد، تعجبت وأنا أستمع إلى خبرة البروف “محمد” وهو يحكي ويشرح العملية الإستراتيجية وكيف يمكن الاستفادة من كل عالم في مجاله، وضرب مثلاً في لقاء جمع عدداً من العلماء السودانيين، كل في مجاله مع الدكتور الراحل “تاج السر محجوب” عندما كان معنياً بمسألة الإستراتيجية قال كان العلماء يستمعون إلى الدكتور “محجوب” وهو يتحدث عن قضايا ليست من اختصاصات هؤلاء العلماء، وحاول أن يسمع رأيهم فيما يقول ولكن لا أحد تحدث إلا أن البروفسور “محمد أبو صالح” قال قلت للدكتور “محجوب” هؤلاء علماء ولن يستفيدوا مما تقول وإنما كل واحد في مجاله يمكن أن يتحدث، فقام واحد من أولئك العلماء وبدون ما يشعر قال له:( ينصر دينك) فضجّت القاعة بالضحك، نحن دولة لم تخطط للمستقبل بطريقة جيدة وتهزم أي محاولة للتخطيط ولذلك نرى أننا نسير بطريقة عشوائية في كل حياتنا إن كانت على مستوى الدولة أو الفرد، فهل تخطط الدولة في العام القادم كيف تقوم ببناء عشرين مدرسة وبعض المستشفيات ومحطات المياه وكم من الطرق؟ بالتأكيد لن تستطيع لأن المال الذي يمكن أن تخطط به للعام القادم تأتي مشكلة تجعل المسؤول يتعدى على هذا المال ليقوم بعمل آخر لم يكن قد وضع أصلاً. وحتى على مستوى الفرد: هل بإمكان أي شخص أن يخطط للعام القادم؟ إن كان مغتربا بتحديد فترة زمنية لبناء منزل ثم الزواج ثم البحث عن عمل آخر يدر له دخلاً، بالتأكيد لن يستطيع لأن السودانيين كما الأفارقة كما قال أحد اليابانيين للبروفسور “محمد أبو صالح” حينما التقاه في أحد المؤتمرات وتحدثا عن التخطيط وأن افريقيا غنية بمواردها ولكن لم تستفد من ذلك وبروف “محمد” قال له: ولكن نحن سودانيون، قال له الياباني: كلكم أفارقة لا تحسنوا التخطيط رغم مواردكم الكثيرة ونحن اليابانيين ليست لدينا موارد وخرجنا من الحرب ولكن خططنا لأنفسنا. فانظروا أين اليابان؟! وانظروا إلى أية دولة أفريقية مهما كانت مواردها أين هي الآن؟ تعجبت أين كان البروفسور “محمد أبو صالح” حينما أسندت الولاية الموقع لأشخاص لايجيدون الحديث ناهيك عن التخطيط، (الإنقاذ) جاملت أشخاصاً على حسابها ولذلك ضاعت سنين طويلة على السودان ولو لم تستخدم الولاء لاستفاد السودان من خبرات أبنائه ولعبرنا كما اليابان وكوريا وتركيا وغيرها من الدول التي تحدت المستحيل وأصبحت علامات مميزة في العالم، برافو “أبو صالح” الأب الذي أنجب لنا هذا الابن.