نقاط في سطور
خارج عادت قضية التلفزيون القومي مجدداً لواجهة الأحداث من خلال مسرحين مختلفين لقضية واحدة في مبنى التلفزيون، عاود العاملون الوقفات الاحتجاجية، مطالبين الإدارة بسداد متأخرات تراكمت منذ سنوات.. وفشلت إدارة التلفزيون الحالية والسابقة في سدادها.. لأن التلفزيون مؤسسة حكومية تذهب عائداتها لوزارة المالية ولا تضع المالية التلفزيون من الأولويات القصوى.. لذلك يجد “الزبير عثمان أحمد” المدير الحالي، نفسه أمام مشكلات لا يد له فيها، ولكنه مسؤولاً عنها.. وفي الجهة الثانية يعيد القضاء مرة أخرى للمحكمة قضية المدير السابق “محمد حاتم سليمان” الذي اتهم بتبديد المال العام.. وحصل على براءة ابتدائية وسط فرحة عارمة واحتفالية كبيرة من المسؤولين بتلك البراءة، باعتبار الرجل يتولى أهم منصب حزبي في أكبر ولاية البلاد نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم.. ولكن مسارات التقاضي وتدرجه أعادت القضية مرة أخرى لواجهة الحدث.. ووجد المؤتمر الوطني نفسه هو المتهم، وهو الذي تتم محاكمته ممثلاً في رمزية “محمد حاتم سليمان” الذي يدفع ثمن السلطة المطلقة التي كانت بين يديه، ومهما كانت ثقة القيادة في حاتم سليمان” ونزاهته، لكن مسار التقاضي يضع المؤتمر الوطني في مكان لا يليق به كحزب حاكم تنشر الصحف صورة نائب رئيسه في صفحات الجرائم والمحاكم كل يوم. فهل يتقدم “سليمان باستقالته من المنصب الحزبي والتنفيذي مؤقتاً ريثما تنتهي حلقات التقاضي حتى لا يدفع حزبه ثمن أخطاء أفراد.. وصراعات تيارات متنفذة في الحكم.
إذا سألت عن برنامج إصلاح الدولة الذي تم إقراره من رئيس الجمهورية، فإن هذا الإصلاح لا وجود له على أرض الواقع من جهة تحسين الخدمات التي تقدمها الأجهزة الحكومية للمواطنين ولا مراجعات حقيقية للأداء، حينما تجتمع اللجنة العليا برئاسة الفريق “بكري حسن صالح”، وحتى لا نظلم اللجنة العليا نضرب مثالاً واحداً لفشل إصلاح أداء الدولة بما يحدث في (الهيئة القومية للكهرباء)، سابقاً التي بقدرة قادر تم تقسيمها إلى أربع شركات لكل شركة مدير كبير بامتيازات خاصة رهط من السيارات ورحلات أسفار للمؤتمرات خارجياً وكل مدير من تحته نائب مدير. ومدير مكتب ورهط من الموظفين العاكفين على خدمته هو لا خدمة المواطنين، في السابق كانت شركة النور.. ثم أصبحت الإدارة المركزية للكهرباء والمياه.. ثم تمددت وتحوَّرت وتشرنقت وأصبحت شركة لنقل الكهرباء.. وشركة لتوزيع الكهرباء.. وشركة للبيع.. وشركة أخرى لا أذكر اسمها.. وربما خاصة باسم الشركة القابضة.. وحينما نتجاهل ذكر اسم تلك الشركة لعدم جدواها برنامج إصلاح الدولة نظر وقدر في إهدار المال العام من قبل هذه الشركات المتعددة.. وفي السابق كانت شركة واحدة.. وبكفاءة أفضل مما هي عليه شركات اليوم.
قبل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة.. تجتمع شلة “أنس” في مقهى بمدينة كسلا ليلاً جميع المجتمعين من المسؤولين السابقين يحتسون القهوة.. وشاي اللبن.. وينظرون لبعضهم من كان معتمداً أصبح عاطلاً، ومن كان وزيراً بات ينظر إليه الناس نظرة ازدراء.. الاجتماع اليومي يقرر فيه المسؤولين السابقين أن يجرِّب الجميع العودة لكراسة الحكم.. والطريق الأمثل إثارة الغبار في وجه الوالي الحاكم حتى يتم استبداله بوالٍ جديد.. ليس مهماً من أين يأتي، ولكن المهم أن يتأتى والياً جديداً يفتح فرص العودة للوزراء والمعتمدين القدامى.. وحتى تكتمل حلقة إزاحة الوالي يجب البحث عن أي شيء يدين الرجل النزيه.. واستغلال وسائل الإعلام الحديث في ضرب علاقته بالمركز وتسخير نواب ينتمون لأحزاب أخرى لتنفيذ خطة العودة إلى كسلا.