نزيف عقول على (دق الطبول)
أمل أبو القاسم
جاء في الأخبار أن معتمد جبل أولياء كشف عن
أن هنالك حوالي العشرين ألف، أجنبي، ينتشرون في الوحدات الإدارية بالمحلية، (16) ألف، من دولة جنوب السودان، وأربعة آلاف، من مختلف الدول، أغلبهم إثيوبيين. كما جاء فيها أيضاً أن هناك هجرة عكسية لسودانيين بالمملكة العربية السعودية يستعدون لإعادة أسرهم عقب الخطة الاقتصادية التي أعلنتها الرياض حتى 2030م، والقاضية بفرض ضرائب على المرافقين لرب الأسرة والتي تتضاعف قيمتها خلال أربعة أعوام، بواقع (100) ريال، للطفل، وتتوالى حتى تصل (400) ريال، في العام الرابع. وعليه فقد قدرت أعداد الأسر الراغبة في العودة بحوالي (100) ألف شخص. هذا بخلاف ما أوردته صحف الخرطوم أمس الأول، بأن حوالي (330) ألف، لاجئ، من دولة جنوب السودان في طريقهم للسودان الشمالي. ( ودا كلو كوم)، وما ورد في صدر صحيفة (المجهر) عن أن مليون وخمسمائة، أجنبي، دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية كوم تاني.
وكانت شماعة الجهات والمؤسسات الخدمية التي يعلقون على (مشجبها) تردئ خدماتها هو زيادة الهجرة والنزوح نحو الخرطوم سواء من الولايات أو خارج السودان، أنه يفوق طاقتها الاستيعابية مما يؤدي للنقص في خدمة الكهرباء بالضغط العالي، فنجد إمدادها يتقطع بصورة لافتة ومزعجة سيما في فصل الصيف رغم الوعود، وذات الحال يقع على خدمة المياه التي ما زالت تعاني منها بعضاً من مناطق العاصمة، هذا بجانب تردئ البيئة بسبب أزمة النفايات والصرف الصحي. كل هذا وغيره أول وأهم أسبابه الضغط السكاني العالي. ثمة أسئلة تلح في السؤال كان هل أعدت العاصمة الخرطوم ومدنها العدة لتوطين هؤلاء النازحين والعائدين إلى ديارهم؟ وتوفير كافة الاحتياجات من تعليم وصحة وسكن وإعاشة بتوفير فرص عمل وظيفي أو حر؟ نعم قيل أن الرئيس “البشير” وعد بتوفير السكن (الاقتصادي) وفرص عمل ومقاعد دراسة للراغبين في العودة من السعودية، ولكن ماذا بشأن الأجانب من الجنسيات المختلفة الذين تدفقوا وفاضوا حتى غمروا كل أحياء الخرطوم وولايات السودان وجرفوا في طوفانهم. كثير الأمور والقضايا لا تتسع المساحة لكتابتها.
بينما يمضي الوقت وتتدفق جموع الوافدين من الأجانب والغرباء تنزف البلاد هجرة خيرة كوادرها من كافة التخصصات، وتفقد شبابها الذين ضاقت بهم صالة المغادرة بواقع خمسة آلاف، تأشيرة خروج تدمغها وزارة الخارجية ممثلة في الجوازات والهجرة. ومع خروج هؤلاء كأنما تتنفس الحكومة الصعداء وهي ترى أن حملاً ثقيلاً قد أزيح عن كاهل خدماتها ما سيخفف الضغط الاقتصادي بعيداً عن مآلات ذلك. وفي الوقت نفسه تفتح الباب على مصراعيه لاستقبال كل من هب ودب دون تمحيص أو تدقيق أو ضوابط إقامة لا يهم أن كان على حساب الصحة أو الأمن بشقيه مجتمعي شعبي ورسمي، وقريباً سنرى الفوضى التي بدأت فعلياً تضرب بأطنابها في صلب وبطن وقلب المجتمع السوداني. بربكم كفانا (شوفونية).
يمضي الوقت وتحضرني مقولة ظريف المدينة: (بقينا الجالية السودانية في الخرطوم).