المشهد السياسي
موسى يعقوب
ماذا بقي لـ”عرمان” والحال كذلك..؟
المصائب تترى على “ياسر عرمان” رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي (قطاع الشمال).. وكلها تعد خصماً عليه وهي كثيرة فـ”عرمان: كان يراهن على المحكمة الجنائية الدولية التي وجهت اتهاماتها للسيد رئيس الجمهورية وعلى نشاط الحركات المتمردة في دارفور والنيل الأزرق، وذلك مجتمعاً صار في (خبر كان) كما يقولون.
المحكمة الجنائية الدولية ماتت أو هي في موت سريري وماتت معها دعواتها واتهاماتها، وزادت الوقائع على ذلك أن الرئيس “البشير” قد نعم بدعم أفريقي كبير وصار زعيم أفريقيا.. ومنح مؤخراً، عربياً من دولة الإمارات العربية المتحدة، وسام الشيخ “زايد” من الدرجة الأولى.. ونعم التصنيع الحربي السوداني في معرض (ايديكس) بالإمارات بأن صناعته متقدمة ومتميزة، وأكثر من ذلك كان القرار الأمريكي الأخير بالرفع الجزئي للعقوبات على السودان والذي تبعته بشارات خير منها الانفتاح الغربي على جمهورية السودان دبلوماسياً وسياسياً واستثمارياً.. وما أزعج “عرمان” حقاً في هذا الشأن وصول وفد رجال أعمال أمريكي زار البلاد والتقى بالسيد الرئيس ووقف على الأحوال مباشرة ودون اللجوء إلى قيادات المعارضة (المفبركة) حول دارفور والمنطقتين والسودان إجمالاً.
دارفور صارت الآن آمنة ومستقرة إلى حد كبير وتجري فيها التنمية والخدمات على قدم وساق بعد انضمام الكثيرين من قيادات التمرد وجماعاته إلى الحوار الوطني الذي يدعو الجميع إلى الانضمام له والانخراط فيه، لأنه الوسيلة الراشدة للسلام وإنهاء الحرب ورفع السلاح.
إن هذا وغيره من الموجبات هو ما يجعل “عرمان” وحركته وجيشه الشعبي في (ربكة) وشعور بالهزيمة، ولكن على الجانب الآخر أو في الحزمة الـ(عرمانية)، هناك الكثير مما يجدر ذكره ويعد خصماً على “عرمان” لا إضافة.
ولعل من أشهر ذلك:
حادث الحجيرات بجنوب كردفان (كادقلي) الأخير، والذي كان (نقمة) لا (نعمة) على قطاع الشمال ورئيسه “عرمان”.
فقد لقى بتفاصيله المعروفة رفضاً وإدانة من الداخل والخارج بما في ذلك دول الترويكا (أمريكا وبريطانيا والنرويج) والسيد “الصادق المهدي” وحزبه (الأمة القومي)..! وعلى وجه الجملة صار هناك الآن عدم رضا غربي وأمريكي وأفريقي كبير على نهج “عرمان” السياسي والتفاوضي غير المقبول.. فالضغط عليها لأن في هذه الجزئية وفي جزئية النهب والسلب والقتل كثير وكبير وبخاصة حادث الحجيرات الأخير.
تطور آخر غير ما أصاب (نداء السودان) من خلافات واختلافات هو أن الأمر قد وصل إلى الجيش الشعبي (قطاع الشمال) بقيادة “عرمان”.
ففي الأخبار بالأمس، أن الحركة قد لجأت مؤخراً إلى اعتقال ثمانية عشر ضابطاً، من مختلف الرتب في جيش الحركة بغرض محاكمتهم لرفضهم تنفيذ التعليمات ولجوئهم إلى الإقامة بمنازلهم – مما يعد تمرداً أو عدم رضا عما يجري.. وهذا أخطر من غيره، إذ أنه يعني أن الجيش الشعبي (قطاع الشمال) يواجه انقساماً وعدم رضا عما يجري.
“عرمان” والحال كذلك لم يبق له شيء يعوِّل عليه إلا القيام بعملية جرد كاملة يصل فيها إلى نهاية مقبولة له ولحلفائه وذلك كله بما كسبت أيدي الناس.