رأي

عز الكلام

من يريد طعننا في الضهر؟؟
أم وضاح

أتفق تماماً مع تصريحات الفريق “توفيق الملثم” مدير الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية أمس، في البرلمان عقب اجتماع لجنة التعديلات الدستورية، حيث قال إن جميع الأجهزة الأمنية في العالم تعمل على تطوير وسائلها وآلياتها لمجابهة التحديات والمهددات الأمنية، وطالب بضرورة أن يتمتع جهاز الأمن بقوانين وتشريعات تعمل على تقويته في سبيل أداء مهامه الوطنية لمجابهة التحديات والمهددات وهو بالضرورة ما يجعل لجهاز الأمن (قوة وأسناناً).
وخلوني أقول إن حديث الفريق “الملثم” هو حديث المنطق والنظرة الوطنية البعيدة لواقع يعيشه السودان متمثلاً في تحديات ومخاوف تحاصره من كل الاتجاهات، وما عادت المهددات داخلية فقط، وما عاد الصراع هو صراع حكومة ومعارضة في الداخل، لكننا للأسف نواجه حرباً ضروساً من الخارج، ما يجعلنا دائماً في منطقة الخطر وعلى مرمى من الإصابة القاتلة، لذلك لا أدري ياتو منطق هذا الذي يحصر دور جهاز الأمن في جمع المعلومات والتحليل (ليتقصقص) بذلك ريشه ويصبح صقراً بلا أجنحة ولا مخالب، وبالمناسبة تقوية هذا الجهاز إطلاقاً لا تعني ترسيخ الديكتاتورية أو القمع أو سياسة العصا لمن عصا، بقدر ما أنها تعني وكما يحدث في كل بلاد العالم تقوية وتمتين للنسيج الداخلي في وجه من تحدثه نفسه على اختراق صفنا الواحد وما أكثرهم من العملاء والخونة والجواسيس وتجار المخدرات الذين عندهم (حبة الخرشة) أفضل وأنجح من ألف تفجير إرهابي، لأن تغييب وعي الشباب وجعلهم مجرد (طير في الباقير) هو ما يضرب الشعوب في مقتل، فيقضي على حاضرها ويدمر مستقبلها، وفي ذلك يمارسون من الأساليب والخدع ما يجعل المطالبة بتقوية شوكة جهاز الأمن وكل الأجهزة الأمنية التي تعمل بنفس واحد، من ضروريات المرحلة وأبجديات الحذر والحيطة ودرء المفاسد والمهددات التي تترصدنا من كل جانب، لذلك أعتقد أن حصر دور هذا الجهاز المهم في جمع المعلومات (وتقديمها)، وتقديمها دي ذاتا تحتاج لكثير من التوضيح لجهات الاختصاص، وهو تعبير مبهم قُصد منه بلا شك أن تجلس هذه المؤسسة بكل أهميتها القصوى مجرد (همبول) لا يهش ولا ينش، في الوقت الذي تتسارع فيه دول المنطقة من حولنا إلى تقوية أجهزتها الأمنية، لأنها واعية لحجم وكبر مساحات العداء التي تترصدها، لذلك فإن اللعب مسموح في أي مكان إلا حتة الأمن دي، والناس ما صبرت كل هذه السنوات على شظف العيش وضيق الحال إلا للحفاظ على نعمة الأمن والأمان التي يريد البعض أن يضيعها بغفلة وسوء تقدير وعبث بمقدرات الأمة!
{ كلمة عزيزة
والله الواحد عندما يسمع أخباراً من شاكلة أن مواطناً سودانياً لقي حتفه داخل حمام بلدي يقرب يدخل في أضافره، لأنه من المسيء أن نكون في الألفية الثالثة ولا زلنا نقضي حاجتنا بشكل متخلف لا علاقة له بالصرف الصحي، ونجد من يتحدث عن الشكل الحضاري والتطور وكيف أن دواليبنا أتملت هدوم أو تعلمنا أكل البيتزا وطبعاً يكاد الكسوف يخسف بنا سابع واطة ولا زالت القطارات عندنا تصطدم بالسيارات والمركبات العامة بشكل يفضح التخلف الذي تعانيه وسائل المواصلات داخل العاصمة التي هي الوجه الحضاري الأنيق لأي دولة، وأمس فقدنا ثلاثة من الأبرياء رماهم الحظ العاثر في طريق قطار منفلت في موعد غريب جمع بين الشامي والمغربي كما نقول، وفي عواصم أفريقية وعربية أصبح المترو والأنفاق هي الوسيلة الأضمن لحركة السير، إلى جانب الجسور المعلقة والشوارع ذات المسارات المتعددة المضيئة ليلاً كأنها في نص النهار.
فحتى متى يستمر الحال على ما هو عليه، وحتى متى نستمر ندفع هذه الفاتورة الباهظة من الدماء والأرواح.
{ كلمة أعز
كنت أتوقع أن يطل برنامج (حوار على الهواء) على فضائية النيل الأزرق، كما أحسنت الظن به، برنامجاً لـ(التوك شو) يهز ويرز بكامل الدهشة الصحفية من تقارير وإفادات ولمس نبض الشارع، إلى جانب الهواتف الساخنة، والبرنامج للأسف جاء بارداً ومعسماً مجرد لقاء كما اللقاءات مع وزير النقل جلس فيه الرجل مرتاحاً بلا زرزرة ولا أسئلة ساخنة، في الوقت الذي كان يدهس فيه قطار حافلة للركاب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية