رأي

عز الكلام

إذا بليتم فاستتروا!!
أم وضاح
 
حتى كتابة هذه السطور لم أستطع أن أجد الوصف الأمثل والأنسب لحديث والي النيل الأبيض “عبد الحميد كاشا” الذي أجراه معه الزميل “يوسف عبد المنان”، فهل هو حديث منفلت أم أنه حديث صحيح، أم أن فيه قدر كبير من عدم الإدراك للمعاني والإشارات التي جاءت فيه، أم أنه به رائحة أقرب (للبجاحة) التي يناسبها إذا (بليتم فاستتروا)، والرجل في كل ثنايا هذا الحوار أكد أنه يحكم النيل الأبيض بقبضة الرجل الواحد، الحاكم بأمره وليس هناك مجلس تشريعي، ولا جهة دستورية أو شعبية تردعه أو تمنعه عن المشي في درب الدكتاتورية، والحاكم يأمره، وحتى لا يظن أحد أنني أظلم الرجل أو أتجنى عليه، خلوني أذكر مقتطفات من إجاباته للزميل “يوسف” حين سأله عن قروش الدورة المدرسية من الحكومة الاتحادية أو التي تم استقطاعها من الولايات ومقدارها (52) مليار جنيه، حتة واحدة، وكان رد السيد الوالي أن هذه الأموال صرفت في تشييد (13) كلم) داخل مدينة كوستي وأن الردمية الواحدة لا تقل عن (3) مليارات، واعتقد أن هذا الحديث لا يحتاج لبلاغ إلى المراجع العام لمراجعته، والحكومة صدقت هذه المبالغ من أجل فعالية قومية، أفهم أن يتم صرف الأموال من أجل قيام مسرح أو داخليات أو حتى ملاعب للمناشط، لكن قروش الدورة المدرسية علاقتها شنو بالبنية التحتية للولاية، والمفترض أن تدفع من موارد الولاية، أم أن الولاية دي ما عندها موارد وتشحد في فيض الكريم، ثم واصل (معابثاً) الزميل “يوسف” وقال ليه أنت دايرني أضيِّع القروش في الأكل والشراب والدورة المدرسية بالنسبة لي تنمية، يعني السيد الوالي عمل الدورة المدرسية (شرك) لاستقطاب الدعم ونام في منزله قرير العين (هانيها)، وأولاد الناس وبناتهم ضيوف الولاية (بايتين القوى) عشان سيادته يكب القروش في الردميات. ثم سأله المحرر من ديون المقاولين المعلقة في رقبة حكومة الولاية، فقال بالحرف الواحد: أي شخص ما يصبر على ديون الحكومة ما يتقدم لعطاءات الحكومة، (شفتو جنس ده). ثم قال: أتحدى أي شخص يثبت أن شركة ما، تقدمت بشكوى ضد ولاية النيل الأبيض، وأنا اطمئن الأخ الوالي أنه لن يتقدم أحد من هؤلاء المقاولين بشكوى، لأنه عارف عواقب فعلته ومدى التصنيف الذي سيجده، لذلك سيظل هؤلاء مغبونون وصابرون، وأبصم بالعشرة أنهم لن يتجهوا للقضاء، لكن مؤكد يديهم الاثنين مرفوعة للسماء تشكو الظلم والاستبداد.
وفي جزئية أخرى قال الوالي “كاشا”: إن الولايات التي تساهم في الصرف على أنديتها غلطانة، وقال: إن الأولويات عنده هي المريض والمستشفيات والمدارس، والغريبة أنه لم يقل الردميات التي وضح أنها أول أولوياته بمنطوق لسانه، ومستشفى الدويم ومدارس الولاية أكبر علامة استفهام وأوضح علامة تعجب في هذا الحديث. وحديث “كاشا” عن الرياضة في رأيي هو أكيد تناقض عن أحاديثه التي قالها قبل قيام الدورة المدرسية وأثناء قيامها بولايته، وهي الدورة القائمة على الرياضة والفنون والإبداع.
على كل حال ما قاله “كاشا” لا يقع في دائرة زلة اللسان بقدر ما هو حديث مع سبق الإصرار والترصد، يفضح العقليات التي تحكم المساكين والغبش في الولايات، وتفضح القبضة الحديدية والاستبداد الذي يديرون به ثرواتها ويكيفون عليه مواردها، وكل ما قاله عن الردميات حتى لو كانت مردومة ذهب وماس لا يبرر المعاناة التي وجدتها البعثات المشاركة في الدورة المدرسية بالنيل الأبيض، والتي تنصل فيها الوالي عن أهم واجباته، وهي إكرام ضيوف ولايته، وإن كان من ثمة جملة صحيحة واحدة في حديث “كاشا” هو أنهم في الوقت الراهن مطالبين بتقديم استقالتهم للرئيس، وبعدها الرئيس وحده من يقرر. فيا سيدي الرئيس الناس تعبانة وفكرتها عن الحكومة أنها تأكل مال النبي والدليل ما قاله “كاشا”.
{ كلمة عزيزة
كيف لا يسرح الولاة ويحكموا شعبنا بطريقة “هولاكو” وبرلمان الهناء مشغول بخلافات إدارية تفوح منها الروائح التي تزكم الأنوف وتفقدهم حاسة الشم، في الخارج أمس تحدثت مصادر لبعض الصحف عن تجاوزات للأمين العام الذي صدق لمديرين تمت ترقيتهما بسيارات موديل 2016م. والمديران (ذاتم) خلعا (لوحات الحكومة) وركبا (لوحات ملاكي) شفتو الحلاوة؟ عشان البرستيج وكده!وترتفع وتيرة الفوضى بتصديقات لمتعاونين مع البرلمان وترقيات لأقرباء غير مستوفين للشروط، وده البرلمان الذي يفترض أن يقف حارساً مدافعاً عن حقوق الشعب السوداني، ودقي يا مزيكا.
{ كلمة أعز
السيد مدير فضائية الخرطوم قال عبر برنامج “مساء جديد” في النيل الأزرق أن برنامج بنك الثواب الذي يقدمه الأستاذ “عبد الله محمد الحسن” يدخل صندوقه في كل حلقة ما لا يقل عن مليار ونصف جنيه، يعني أن الحلقتين ممكن تبنيان مستشفى مش يعالجوا كم مريض، خاصة وأن البرنامج يعرض منذ سنوات عبر قناة “قوون”، وهو الآن يواصل العرض على شاشة “الخرطوم”، طيب السؤال هل القناة تضع يدها على هذه الأموال وتصرف بواسطة مراجع، أم أن الأستاذ “عبد الله” يتصرف فيها بشكل منفرد وودي؟، في العموم المبلغ خرافي والموضوع يستحق العودة لذا سأعود.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية