بكل الوضوح

الأخطاء العلاجية  تنافس شوارع الموت !!
عامر باشاب 

{ التوجيه الذي أصدره مدير المؤسسات العلاجية الخاصة الدكتور .”محمد عباس فوراوي” لجميع المستشفيات الخاصة في ولاية الخرطوم، وطالب فيه بضرورة إنشاء صندوق مقترحات وشكاوى للإطلاع على شكاوى متلقي الخدمة الصحية، وذلك بهدف تطوير وتجويد الخدمة المقدمة هذا التوجيه أو هذه المطالبة رغم تأخرها ولكنها تأتي في الاتجاه الصحيح، وفي الوقت الذي زادت في الأخطاء العلاجية ووصلت إلى مرحلة مزعجة جداً لدرجة جعلت                  (الشعب السوداني الفضل) يفقد الثقة في الطب السوداني (أطباء .. تمريض.. مستشفيات). 
{ ومن منا لم يفقد عزيز بسبب خطأ طبي أثناء خضوعه للعلاج  السريري والرعاية الصحية في واحد من المستشفيات العامة أو الخاصة التي ارتبطت أسماء معظمها مع الموت و(نكير) بسبب الفوضى والعشوائية والإهمال والأخطاء في التشخيص أو لجهل  مقدمي العلاج،  وأمور التمريض أو تقصير في المتابعة وغير ذلك  من الأخطاء الظاهرة والمخفية التي يتم التكتم عليها ودائماً ما تدفن مع ضحاياها الذين امتلأت بهم المقابر ونافسوا ضحايا شوارع الموت في كثرة تعدادهم في الآونة الأخيرة.
{ ما أكثر القصص والحكاوى التي ظللنا نسمع عنها وبعضها يتبادلها ذوو المرضى الذين ظلوا عرضة للأخطاء العلاجية وجميعها تكشف الوضع الصحي المتردي الذي وصلت إليه مستشفياتنا ودرجة اللامبالاة التي ظل يتعامل بها الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في الحقل الطبي. 
وما يؤكد انتشار الأخطاء الطبية أو العلاجية ظهور العديد من القضايا الموجهة ضد الأطباء أو ضد المؤسسات العلاجية وهذا أيضاً يؤكد ارتفاع مستوى الوعي بين المواطنين. 
{ يا ليت الأمر يتطور من المطالبة في إنشاء صندوق لتلقي الشكاوى إلى الاتجاه إلى تأسيس جهاز للمراقبة العلاجية.
{ في كل المؤسسات العلاجية دول العالم المتقدمة وغير المتقدمة توجد إدارات للمراقبة العلاجية وتتبع ممارسة المهن الطبية كما توجد آليات لرصد الأخطاء التي تقع نتيجة لخلل علاجي .
 { وضوح أخير:
{ بعض الأبحاث التي أجرتها سلطة البحث والجودة في مجال الصحة بالولايات المتحدة أكدت أن المرضى الذين يظهرون تدخلاً أكبر في العلاج المقدم لهم يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل من العلاج الذي يعطي لهم دون إطلاعهم عليه . ومن هنا ننصح كل من أصيب بمرض أن يتدخل أو يشارك في طريقة علاجه حتى يسد المجال أمام الأخطاء العلاجية.