مجرد سؤال
يوم النيل
رقية أبو شوك
تحتفل دول مبادرة حوض النيل غداً (الأربعاء) بيوم النيل، حيث تستضيف دولة تنزانيا احتفال هذا العام، والذي يجئ تحت شعار (نيلنا المشترك مصدر الطاقة والغذاء والماء للجميع)، في الثاني والعشرين من فبراير، والذي حدد موعداً للاحتفال بيوم النيل، يوافق التاريخ الذي أطلقت خلاله مبادرة حوض النيل في العام 1999م، والتي تضم الدول المطلة على النيل، والتي تشمل (السودان ومصر وأوغندا وإثيوبيا والكنغو الديمقراطية وبورندي وتنزانيا ورواندا وكينيا واريتريا وجنوب السودان).
فالمبادرة تم التوقيع عليها في دولة تنزانيا نصت على أهمية الوصول إلى تنمية مستدامة بين دول الحوض، وذلك من خلال الاستغلال الأمثل والقسمة المتساوية للإمكانيات المشتركة بين دول المبادرة والتي يوفرها نهر النيل.. فاحتفال المبادرة غداً بيوم النيل هو الاحتفال رقم (18) منذ إنشاء المبادرة.
وقد نصت الاتفاقية الإطارية أيضاً بأن (المبادرة هي أساس التكامل والتنمية المستدامة والمتسقة وأساس للحوار حول موارد نهر النيل حماية لحقوق أجيال المستقبل)، مؤكدين كذلك على رغبتهم في (تأسيس منظمة تدير موارد نهر النيل وتحقق تنمية متوازنة لها)، آخذين في اعتبارهم المبادرة الدولية لتطوير التعاون والتنمية المستدامة للموارد المائية.
والسودان ظل يحتفل بيوم النيل في احتفال يقام على النهر بمشاركة كافة الفعاليات الرسمية والشعبية.
إذن الاحتفال بنهر النيل يأتي من الأهمية بمكان لأنه يجسد روح التعاون بين الدول المطلة على النيل، طالما أن الرابط الذي يربطها هو نهر يعتبر من أطول الأنهر عالمياً، فيجب أن نوظف الإمكانيات المائية من أجل إحداث التنمية وإنشاء مشاريع إنتاجية وإعاشة حتى تستفيد منها الشعوب في محاربة الفقر وإيجاد فرص للعمالة.. فالتعاون بين دول الحوض تأتي أهميته من هنا، فبدل من أن نتحارب من أجل المياه ونتصارع فلابد من جسم ننتمي إليه ونتشاور عبره، ومن ثم الخروج برؤية مشتركة من أجل إنسان المنطقة، فالرؤية لابد أن تكون مشتركة، وأن نحدد عبرها الأهداف التي تؤدي إلى التنمية والتعاون المشترك بين الدول التي يطل عبرها النيل.
فالنيل هو الحياة، فعندما نشاهده فكل شيء من شأنه أن يتبدد طالما أنه هو الحياة التي جعل الله منه كل شيء حي،ِّ (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ).
ولأننا في السودان نهتم جداً بالمياه والزراعة والري والكهرباء، فقد أنشأت وزارة (للموارد المائية والري والكهرباء).. فالري يتم من النيل، وكذا الكهرباء يتم توليدها من النيل من أجل هذا كانت الوزارة الفتية التي أنشأت عدداً من السدود وبالأمس احتفلت بإدخال التوربينة الأولى من مجمع أعالي عطبرة وستيت والتي دشن دخولها للشبكة القومية رئيس الجمهورية. ورئيس الجمهورية يؤكد اهتمام الدولة من أعلى مستوياتها بأهمية الكهرباء والمياه،
أيضاً يجب أن نضع في الاعتبار أن يكون النيل مرفأ للسياحة لكافة دول المبادرة.. فالسياحة من شأنها أن تؤدي إلى تنمية الاقتصاد، وبالتالي زيادة إيرادات الدولة.
وإليكم أجمل ما قيل عن نيل الحياة بالسودان وعن ملتقى النيلين في الخرطوم (يا سمرا)
اجري يا نيل الحياة
لولاك ما طابت حياة
اجري يا نيل الحياة
وأخرى:ــ
لا السامبا ولا الرمبا تساويها
لا التانغو ولا سوينغو يدانيها
ولا طبل لدى العربان يوم الثار
ولا رقص الهنود الحمر حول النار
ولا هذي ولا تلك
ولا الدنيا بما فيها
تساوي ملتقى النيلين
في الخرطوم يا سمرا