المشهد السياسي
الدورة السابعة لجائزة “الطيّب صالح”
موسى يعقوب
قبل ست سنوات كانت (زين للاتصالات) قد أطلقت مبادرتها الخاصة بتكريم الروائي السوداني العالمي “الطيّب صالح” عليه الرحمة.. والشركة بطبعها وإستراتيجياتها معنية بدعم المجتمع اقتصادياً وخدمياً.. وأضافت لذلك مناشط أخرى إنسانية وثقافية كمشروع تكريم الأم المثالية، وجائزة “الطيّب صالح” للإنتاج الكتابي التي صار لها بعدها العالمي بعد تكوين مجلس أمناء الجائزة برئاسة الأستاذ “علي شمو” وعضوية نخبة من المثقفين والمفكرين والكتاب.. وبدعم كامل وبأريحية من شركة (زين) برئاسة الفريق (م) “الفاتح عروة”.
الأسبوع الماضي (15-16) فبراير، كانت الدورة السابعة لجائزة “الطيّب” العالمية للإبداع الكتابي، وقد نعمت الدورة بحضور خارجي أفريقي وعربي وعالمي كبير، ومنافسة على الجائزة في مجال القصة القصيرة والرواية وصلت إلى قرابة الستمائة متنافساً، فاز بالجائزة عدد قليل منهم وتم تكريمهم وتقدير جهودهم وإنتاجهم في الجلسة الختامية التي شهدها السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” الذي هنأ الفائزين وقدم لهم ما منحوا من آيات التكريم فرداً فرداً، وقد كان في رفقته في ذلك الدور السيد رئيس مجلس الأمناء وآخرون منهم بطبيعة الحال الفريق “الفاتح عروة” العضو المنتدب لشركة (زين للاتصالات).
ويجدر بالذكر أن تكريم شخصية العام الثقافية وهو ما درج عليه مجلس أمناء جائزة “الطيّب صالح” للإبداع الكتابي، قد فازت به الدكتورة “فدوى عبد الرحمن علي طه” الأكاديمية التي لها إبداعها ومنتجها في التاريخ والتوثيق والإنتاج الكتابي بشكل عام، وهي تستحق، إذ لها تقديرها واحترامها عند الكثيرين من أهل الثقافة والعلوم والأكاديميات ورواد دراسة التاريخ السوداني الذي غابت تفاصيله التي كانت في حوزة المستعمر.. هنيئاً للدكتورة “فدوى” فصاحب الجهد جهده لا يضيع.
وفوق ما ذكرنا كله نقول إن الدورة السابعة للإبداع الكتابي التي صار لها بعدها العالمي هذه المرة – كما ذكر الأستاذ علي شمو – هو تشريف الدكتور “محمد المنصف المرزوقي” رئيس الوزراء التونسي السابق للدورة بالحضور والمشاركة.
فـ”المرزوقي” الذي زار السودان وأعجب به وبشعبه ورموزه الحاكمة والمجتمعية والثقافية والفكرية والسياسية، كان من قبل شأن التونسيين، على صلة شخصية ومعرفية بالأديب الراحل “الطيّب صالح” وإنتاجه الأدبي والروائي لا ريب.
كما أبدى إعجابه بفكرة تخليد ذكرى “الطيّب صالح” وجعله رمزاً للحراك الثقافي والكتابي ليس في السودان وحده، وإنما في المحيط العربي والأفريقي والعالمي، ثم قال بثقة وتقدير إنه يشكر مجلس أمناء الجائزة برئاسة البروفيسور “شمو” لبذله الجهد ودأبه عليه في الجائزة العالمية.
الدكتور “المرزوقي” كانت له كلمته في تلك الليلة الختامية تمجيداً لرمز الجائزة “الطيّب صالح” وللفكرة.. إلا أنه في اليوم التالي (الجمعة) مساءً، كانت له جلسة حوارية مع النخبة السودانية من سياسيين وأدباء ومثقفين بترتيب من مجلس الأمناء، وكان ما ابتدر به الدكتور “المرزوقي” الحوار (العلاقة بين السياسة والثقافة) سلباً وإيجاباً، وكان لعدد كبير من الحضور في تلك الجلسة الحوارية رؤاهم وأطروحاتهم.. وذلك أمر يطول.
فالشكر لشركة (زين) ولمجلس أمناء الجائزة على ما تم في الدورة السابعة لجائزة “الطيّب صالح” العالمية للإبداع الكتابي.