عز الكلام
المرأة فأس وبتشق الرأس!!
أم ضاح
في غير تنسيق ولا ترتيب ولا تعمد احتلت المرأة المشهد السوداني نهايات الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع، بأحداث متلاحقة لعبت فيها دور البطل والضحية في آن واحد، دور البطولة أدته بجدارة واحترام يستحق التصفيق، سيدات اللجنة التي شكلتها وزارة الزراعة للبت في أمر فسائل الشتول التي استوردتها شركة أمطار، وكل ما حدث من تفاصيل شد وجذب، أكد أن سيدات اللجنة دكتورة “فوزية” ودكتورة “مرمر” والشابة “شاهندا” التي سمعتها تتحدث في برنامج (حال البلد)، فاقشعر جلدي من جرأتها وتمكنها وحسن تملكها للتفاصيل والتي ذكرتها بمنطق قوي وحجة لا تقبل التشكيك، فحُسمت المعركة لصالح القرار السوداني والمؤسسات السودانية بإحراق الفسائل لتكون سابقة لمن تحدثه نفسه إن كان مستورداً يظننا غافلين، أو سمسماراً خائناً لا تهمه مصلحة البلد، بأن عيون الخلص والأوفياء صاحية لا تنام، أو بالأصح إن عيون المخلصات الوطنيات الغيورات صاحية لا تنام، ودور بطولي آخر جرت تفاصيله على مسرح الحزب الاتحادي الديمقراطي والقيادية به الأستاذة “إشراقة سيد محمود” تصدع وبالضربة القاضية خصومها، وتؤكد من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته أمس الأول، بأرض المعسكرات في سوبا، أنها تعلن بداية عهد جديد في حزبها انتصاراً للثورة التي فجرتها وتباهت، وهذا من حقها أنها جرت الرافضين لقيام المؤتمر جراً، ولم تنسَ “إشراقة” أن ترفع وتيرة التحدي وهي تقول “أحمد بلال” لو راجل ولو عندو رجالة وشهامة السودانيين يجي يواجه القيادات ويشرح لهم أسباب الطعن، لتنضم “إشراقة” إلى قائمة البطلات في معركة ذات الفسائل، وتسطر أحرف ناصعة في سفر عظمة المرأة السودانية.
أما دور الضحية فللأسف تحولت الخانة إليه من البطولة المطلقة بفعل فاعل ومع سبق الإصرار والترصد، والزميلة “شمائل النور” تتعرض للمدفعية الثقيلة من أحد الدعاة، على رأي لا يقابل إلا بالرأي وشجاعة في الهواء الطلق أراد لها بعضهم أن يحولها إلي طلقة جبانة في الظلام الدامس، والشابة تعرضت للهجوم الكاسح والترهيب والتخويف وكأنها قد ارتكبت جريمة نكراء في محاولة لإسكاتها بنقل المعركة من ساحتها الطبيعية وهي ساحة الفكر والرأي، إلى ساحة الأماكن المقدسة وخطب (الجمعة) بتعمد واضح، فيلبسها جلباباً أوسع وأعرض من حجمها الحقيقي، وتظل “شمائل” شامخة قابضة على جمرة الحق والحقيقة، ثم تظهر حواء السودان في ملعب آخر واثنان من الأئمة يجعلاها مؤكد عن (اتفاق)، موضوعاً لخطبة (الجمعة)، في مساجد متفرقة وكلاهما الشيخ “عبد الحي يوسف” والشيخ “عصام أحمد البشير” طعنا في التعديلات الدستورية المتعلقة بالحريات وحقوق الإنسان، خاصة النقاط التي تبيح للمرأة أن تزوج نفسها وهي بالتأكيد لا تحمل المعنى والمضمون الذي روج له الشيخ “عبد الحي” والشيخ “عصام” بأن المرأة يمكنها أن (تطلب) من تشاء من الرجال لتتزوجه في الشارع أو السوق، والمقصود على حد اطلاعي واقتناعي أن هذه التعديلات ترد اعتبار المرأة لأنها كائن إنساني قائم بذاته منحها الدين الحق المباشر على الحضور في عقد زواجها بعيداً عن الولاية المفروضة عليها من الرجال، وهو حق يحافظ على كينونة المرأة بحضور وليها والشهود لتزج بذلك المرأة في معركة التعديلات وهي ليست المقصودة بها مباشرة لكن لحساسيتها وضعت كمانشيت للاختلاف والخلاف.
وبهذا تكون حواء السودان هي الخاطفة للأنظار طوال الأسبوع الماضي ببأسها وقوتها وطرحها وحتى مواضيعها المهمة في التعديلات الدستورية، مؤكدة بذلك أنها فأس وبتشق ألف رأس، وأن الرجالة ليست فقط دقن أو شنب!!
}كلمة عزيزة
البعض استنكر وتحفظ على التداول الإعلامي لموضوع شتول شركة أمطار، لكن أكاد أجزم أن هذا الموضوع لو لم تكشف عنه الصحافة الغطاء وتميط لثامه وتجعله متاحاً للرأي العام، لما وجدت إدارة وقاية النباتات كل هذا الدفع والدعم والسند واتكأت في قراراتها عل حيل مشدود، ولو كان الموضوع في إطار السيرك والمكتبية لما انتهى على هذا النحو الذي انتصرت فيه الإرادة السودانية.
}كلمة أعز
أين كان السادة الذين يطرحون آراء رافضة ومشككة في التعديلات الدستورية، والتي تمت إجازتها ومراجعتها أكثر من مرة؟.. من له مصلحة في أن يؤخر كل خطوة نخطوها نحو تحقيق مخرجات الحوار الوطني لنقدم أنفسنا للمتشككين بأننا جادون في تحقيق أمن وسلام وعدل في هذا البلد!!