مؤتمر جماعة "الحسن الميرغني" الاستثنائي.. نكتة كارثية!!
بقلم – عادل عبده
جماعة “الحسن الميرغني” في الاتحادي الأصل يبحثون عن أنبوب أوكسجين بعد أن ضاقت عليهم فضاءات الحزب وتبخرت أحلامهم واختل الميزان في أيديهم بعد صدور قرارات مولانا “محمد عثمان الميرغني” التصحيحية الأخيرة، فما كان أمامهم سوى إطلاق زفرة عاتية بإعلان قيام المؤتمر الاستثنائي للاتحادي الأصل بحسب زعمهم في الخامس والعشرين من فبراير الجاري بجنينة السيد “علي” بالخرطوم.
إذا نظرنا إلى دواعي هذا المؤتمر الاستثنائي ومخرجاته نجد أن المضحكات تحيط به إحاطة السوار بالمعصم.. لكنه ضحك كالبكاء.. فقد جاء ميقاته على جناح السرعة كوقوع الصاعقة حتى أن معظم الذين يدورون في فلك “الحسن” لم يسمعوا به إلا من خلال المواقع الإسفيرية والصحف السياسية، فضلاً عن فرية استخدام موافقة “محمد عثمان الميرغني” على قيام مؤتمرهم بتلك الطريقة الساذجة. وبذات القدر يقول الكثيرون: لا توجد العقلية السياسية التي تدير ميكانيزم هذا المؤتمر، فهو في نظرهم خطوة ارتجالية، بلا تصورات ورؤى عصرية، إذا لم يكن إعلان قيامه مجرد مناورة، بل هنالك من يقول: من أين يأتي هؤلاء بالعضوية الكافية الملتزمة؟.
أخطر ما في إعلان قيام هذا المؤتمر الاستثنائي أنه لا يحمل قابلية التصديق من جميع العقول وكل من يسمع بهذا المؤتمر لا يستطيع تمرير هذه الخطوة الغريبة في دواخله وأحاسيسه.
يقولون إن عالم السخرية والنكات يعبِّر عن اتجاهين.. نكتة طبيعية تعبِّر عن الفكاهة تجعل المرء يضحك من قلبه في مقابل نكتة غير طبيعية تحمل علامات الوجع والسذاجة، تجعل المرء يتألم، وهي تسمى النكتة الكارثية، وفي تقديري أن هذا التوصيف ينطبق إلى حد كبير حول دعوة قيام هذا المؤتمر الاستثنائي.. كان العشم عندما دخل “الحسن” السلطة أن ينظم هياكل الحزب ويصحح مساره ويتبنى الأفكار الموحية التي تساعد انطلاقته إلى الأمام غير أن ذلك لم يحدث إطلاقاً، فقد كان الرجل مولعاً بالسفر إلى الخارج والغياب المستمر عن تولي مسؤولياته، بل “الحسن” ظل بالشواهد الدالة يستنكف على أنصاره الجلوس معه ومقابلته، وكان يتعامل معهم من على البعد ولا يحبذ اللقاءات المباشرة معهم، وفي مثل هذه المعطيات بأي منطق يمكن تأسيس مؤتمر استثنائي أو غير استثنائي.. فأين العنصر الذي استفاد من تلاقح الأفكار؟ وأين الاجتماعات المكثفة التي تعبِّر عن الركيزة الأساسية للأوراق والتحضيرات في المؤتمرات؟، وأين الانسجام، بل العضوية الذي يخلق السيناريو الذي يفتح الطريق لمخرجات المؤتمرات العصرية؟.
فالشاهد أن “الحسن” عندما جلس مع الدكتور “علي السيد” في أول لقاء مباشر معه، بعد القطيعة المعروفة، ذكر له بأنه لا يملك كوادر سياسية مدرَّبة وناضجة في ضفته! وإذا كان الأمر كذلك، فمن هم الذين سوف ينظمون هذا المؤتمر المرتقب الذي أعلن عنه الشقيق “هاشم عمر الكوارتي”؟.
مازال هذا المؤتمر يمثل لغزاً محيِّراً يسير على ألغام وخيال ودهشة وسخرية.. هل هو لعبة في سيرك؟ أم هو بالونة اختبار؟ أم هو محاولة لصرف الأنظار على قرارات رئاسية حاسمة متوقعة على باحة الحزب؟.. لا يمكن تفادي الإشكالية التي يعاني منها أنصار “الحسن” بفكرة قيام هذا المؤتمر الاستثنائي بمثل هذا التسرع الواضح، فالسياسي الذي يعاني من تراكم الأخطاء تختلط عليه الأمور، ويفكِّر دائماً في المشروع المباغت بلا أوتاد وتجذر، فالحكمة المأثورة تقول إن القدم لا تأخذ درساً إلا إذا وقعت في حفرة، والعقل لا يتعلم إلا بالعبرة، والقلب لا يصحو إلا بالألم.