رأي

عابر سبيل

التطبيع مع أمريكا بدأه “عبد المعين”!!
ابراهيم دقش
يروي الراحل الموسيقار “إسماعيل عبد المعين” في مقابلة تلفزيونية مع صديقنا “حسن عبد الوهاب” عن المارش العسكري السوداني الذي استلهمه من عبارات جنود عابرين (الصقور فوق الرمم) أمام داره بحي الدناقلة ببحري، وكيف أنه أسمع ذلك المارش العجيب لـ:أحمد مرجان”.. وبعدها أركبه الأمريكان طائرة حربية هبطت به في سفينة وسط البحر، ووجد الفرقة الموسيقية مصطفة في انتظاره لتعزف معه ذلك “المارش” الذي أصبح بعد ذلك شعار فرقة البحرية الأمريكية (المارينز).
تذكرت هذا بمناسبة رفع أمريكا العقوبات الاقتصادية عن السودان تماماً (وليس جزئياً) كما ذكرت قناة الجزيرة.. وإفادتي تلقيتها مباشرة من الأخ وزير الخارجية بروفيسور “إبراهيم غندور” على هامش القمة الأفريقية الأخيرة في أديس أبابا.. وهذه مناسبة لنضيف إلى المسارات الخمسة (تعاوناً) قديماً وغير مسبوق طرفاه أمريكا ذات نفسها وفناننا العملاق “إسماعيل عبد المعين” لكن أمريكا لم تضعه في حسابها وهي تكبلنا بالحصار في 1994، ونأمل أن تحفظه لنا في مسار تعاملها الجديد معنا بعد ذوبان تلال الثلوج في العلاقات بينها وبيننا.. وحقيقة لا أدري أن كانت قد نفحت ابن “عبد المعين” بحفنة دولارات في ذلك الزمان البعيد.. لكني أذكر أحفاد العم سام بالملكية الفكرية التي ابتدعوها وطبقوها، وإن كانت لا تشمل ذلك المارش الجميل بأثر رجعي.
ويبدو أن السودان قد التزم تماماً بالمسارات الخمسة، بدليل أنه لأول مرة يعرض التلفزيون القومي (ضبطية) قوات التدخل السريع لأربعة وستين شخصاً، من جنسيات مختلفة يمنيين واريتريين وإثيوبيين، يتم تهريبهم عبر ليبيا (تجارة بشر يعني).. وبدليل أن محكمة جنايات الخرطوم وسط قضت بخمس سنوات سجناً، وملياري جنيه، غرامة على متهم بغسل الأموال وتمويل الإرهاب بعد أن ثبت للسلطات الأمنية أن حركة حسابه في إحدى البنوك لا تتناسب مع نشاطه التجاري، حيث رصدت حوالي (63) مليار جنيه، دخلت في حسابه من داخل وخارج السودان بعملات مختلفة وبمبالغ ضخمة.
وفي الحالتين المذكورتين ما يطمئن بأن بلدنا (محروسة) رغم أني لم أفهم اعتراف رجل أعمال مصري في تلفزيون “ITC” بأنهم يصدِّرون أسماكاً وفواكه من بينها الفراولة للسودان في حدود ملياري دولار في العام بالقنوات غير الرسمية، وكيف أن المستوردين (من عندنا) يغشون بتغيير شهادة المنشأ في الطريق بين مصر والسودان.
يا جماعة هل نحتاج نحن في السودان لاستيراد سمك من أي بلد آخر فيما عندنا ذلك العدد من الأنهار والبحر الأحمر؟ والفراولة زرعناها في منطقة (أم دوم) ونجحت تجربتها أيام كان الراحل “وديع حبشي” وزيراً للزراعة والأغذية والموارد الطبيعية في مطلع السبعينيات.

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية