فوق رأي
السبب الأول والثاني
هناء إبراهيم
عبارات (التشنيف) التي تستخدمها الزوجة لتبخيس الأشياء التي يحضرها زوجها من السوق، هي الابن الشرعي للصمت الذي يمارسه حضرته أثناء تناول ما أعدته سعادتها من مأكولات.
بلغة القوانين الرياضية (حين يحتجب مقال الثناء، الإطراء والإشادة وكسير التلج عن صفحات الصينية تزداد تقارير “التشنيف” في جرائد الوارد من السوق).
المسألة حينئذ تخليص حسابات يا سيدي.
أشرب ساي..
والله جد..
ولأن الرجل بعد أن يحمد الله على النعمة التي تناولها، ينسى أن يرتدي ابتسامة رضا وشكر ويقول لزوجته الواقفة منذ الصباح بين البصل والنار (تسلم إيدك، أبدعتِ، أكلك طيب، وإنت وأكلك أحلى من بعض و…….)، هي بدورها تنتظر عودته من السوق بالكثير من (بروفات الشر) وفور قدومه تعطي الأكياس نظرة افتراء من بعيد لبعيد ثم بعد مضى ربع الساعة الأولى من زمن مباراة النظر بقعر العين، تبدأ تفحص البضاعة الواحدة تلو الأخرى، وتطلّع في كل حاجة نص (دا قديم، دا مسوس، دا مدود، دا ما نافع، دا حيلو قش، ودا شنو ما بعرف)، أما إذا وجدت البضاعة لا عيب فيها، فلن تسكت إلا بعد أن تقول له: أدوك ليها غاااااالية..
غشووووك يا يابا أو كما تقول حبوبة جيرانا لزوجها.
لذا أفضل ليك، اتقِ شر (التشنيف) بحلو الكلام، وكان الله يحب المحسنين..
الكلمة السمحة، سمحة.
إن لم تقلها كـذوق منك، قلها على سبيل (تكبير الدماغ) واتقِ شر من طبخت لك ولم تقل لها تسلم إيدك.
أقول قولي هذا من باب التحريض على الشكر
و…….
طبخة هوانا حرقت