مسالة مستعجلة
ليس مجرد خبر!!
نجل الدين ادم
لفت نظري في الأخبار التي حملتها بعض الصحف أمس (الأحد)، خبر يبدو في ظاهره عادياً ولكنه عميق، حيث إن إحدى شركات القطاع الخاص نفذت أول عمليتي شراء عبر الموقع الإلكتروني للشركة، لدول الإمارات والسعودية والمغرب، أمس الأول.
الشراء والبيع معروف بقواعده التقليدية ولكن أن يتم الأمر عبر استخدام تقنية (النت)، فإن الدهشة تأتي من هنا، لأن هذه الخطوة فيها تلافي للعقبات أو التعقيدات الممكنة، وكسب للوقت الذي نهدره من أجل الوصول إلى الهدف، حيث إنك وبلمسة (زر) في (الكيبورد) يمكن أن تتجاوز العديد من الخطوات.
أهمية ما قامت به شركة (آي كير) السودانية، باستخدامها هذه النقلة الكبيرة في استخدام التقنيات الحديثة، أنها تجيء في أعقاب القرار الأمريكي برفع الحظر الاقتصادي على السودان، وهذا من شأنه أن يسهل عمليات التحاويل لأغراض التجارة المختلفة أو الاستثمار والتبادل التجاري، وهذا ما سيشجع المستثمرين في الدول المتقدمة على الانخراط في الاستثمار في السودان بعد أن تلاشت مشكلة الحظر، وأيضاً يؤسس لمقاومات يبحث عنها المستثمر.
في الكثير من البلدان نجد أن الحكومة ليست وحدها التي تعمل على الدفع بالخدمات إلى الأمام من خلال ما تقوم به من أدوار وطنية، بل تجد منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، والأخير يمثل حجر الزاوية لذلك، لكننا في السودان تجدنا متأخرين في هذا الأمر، ربما يكون السبب خشية القطاع الخاص والشركات على وجه الخصوص، من المغامرات، وأنا أعتقد أن ما أقدمت عليه هذه الشركة هو بالفعل مغامرة ولكن النتيجة كانت المكسب الكبير في نجاح أول عملية شراء إلكتروني عالمي، وهذا ما يحسب لها، وأفضل ما انتهجته في سبيل الوصول إلى هذه الخدمة هو خلقها شراكة إستراتجية مع بنك السودان المركزي في التعاملات المصرفية المتعلقة بها، وهذا هو الضامن الكبير الذي ينبغي أن يفتح الباب أمام القطاع الخاص للدخول إلى عوالم مثل هذه، تتنزل خيراً وبركة على بلدنا.
مطلوب من القطاع الخاص وبما يملكه من خبرات في الكثير من المجالات، أن يكون سبّاقاً نحو مثل هذه البرامج التقنية، ومطلوب من الحكومة أيضاً أن تشجع مثل هذه البرامج.
أتوقع أن تجني هذه الشركة من هذا الاختراق الكبير الذي أحدثته في عالم التعاملات المالية الإلكترونية، المزيد من المكاسب والبلد مقبلة على انفتاح اقتصادي كبير بعد رفع الحظر الاقتصادي، وهذا يحتم أن تكون هناك بنية تحتية بالخصوص.
أتمنى أن يكون ما كسبته شركة (آي كير) من أرضية بعد إطلاقها هذه الخدمة، أتمنى أن يكون محفزاً للشركات الأخرى بُغية الانخراط في هذا التطور من أجل مصلحة البلاد والعباد.. والله المستعان.