تقارير

(الوطني).. جرد حساب البرنامج الانتخابي عبر المؤتمرات التنشيطية.!

الخرطوم – محمد جمال قندول
بدأ العد التنازلي لموعد انعقاد المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني المحدد له نهاية شهر مارس المقبل، وقد سبق الحزب هذا الموعد بعقد مؤتمرات تنشيطية كلها تصب في هدف جرد حساب البرنامج الانتخابي، ملتقى الإعلام كان واحد منها. فقد ظل الإعلام يشكِّل حلقة بالغة الأهمية في حياة الشعوب وتواريخ الدول الكبرى. ومع اتساع رقعة العولمة والتكنولوجيا ازدادت أهمية الإعلام بأفرعه المعروفة الإذاعة والصحف والتلفزيون، بالإضافة إلى ظهور الإعلام الرقمي أو الإلكتروني، والذي ظل يشكل الأحداث طيلة الفترة الأخيرة. لكل ذلك  التأم يوم (الخميس) الماضي ملتقى أمناء الإعلام بالمؤتمر الوطني بتشريف مساعد رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الحزب “إبراهيم محمود”، وجمع من قيادات الدولة التنفيذية.
وبات الحزب الحاكم يضع اهتماماً على ملف الإعلام بصفة خاصة، بعد أن واجه العديد من المعتركات السياسية خلال العام 2016 المنصرم. فالوطني واجه صعوبات شديدة في التعامل فيما يسمى بالإعلام الحديث، والذي صنع الأحداث وشكَّل اختبارات حقيقية له، خاصة، الدعوة للعصيان المدني التي بادر بها  ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مرتين في نوفمبر وديسمبر. ورغم فشل الأخير بصورة بائنة إلا أنه أثار  حينها العديد من الاستفهامات حول مدى إمكانية مجابهة هذا النوع من الإعلام، الذي قد يشكِّل تهديداً جدياً للنظام حال لم يتم التعامل معه، بصورة أكثر عقلانية وموضوعية وفاعلة.
رفع العقوبات
وناقش الملتقى الذي بدأ في التاسعة من صباح (الخميس) بصالة “مبارك قسم الله” واختتم في أمسية ذات اليوم، بمخاطبة “إبراهيم محمود”، العديد من الملفات بجانب قضايا الإعلام، ودور الحزب في مواجهة الدعوة للعصيان ورفع العقوبات، وتشكيل الحكومة المرتقبة، ودور الإعلام في المرحلة المقبلة، بصورة أكثر شفافية بجانب التركيز على المؤتمرات التنشيطية التي بدأت مع مطلع  يناير الجاري. وتم ربط دور الإعلام بكيفية إنجاح هذه المؤتمرات التي ستكون وقفة للوطني لجرد حساب، على حد تعبير “إبراهيم محمود”، خلال مخاطبته للجلسة الختامية، ويعد الملتقى هو الثالث الذي ينعقد بالخرطوم بعد نجاح النسختين الأخيرتين،  ويهدف بصورة رئيسة، للتنسيق ما بين أمانات الإعلام.
وأكد أمين أمانة الإعلام ووزير الدولة بالإعلام “ياسر يوسف” خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحية صباح أمس الأول (الخميس)، بأن الملتقى يتلمس قضايا الإعلام بشكل مباشر، وأن الملتقى السنوي يضع ملامح خطط الولايات والمركز والتجهيز المبكر لانعقاد المؤتمر العام للحزب بنهاية شهر مارس المقبل،  حتى يخرج المؤتمر العام بصورة موفقة، وأكد “يوسف” على دور الإعلام في المرحلة المقبلة، مؤكداً على ضرورة مشاركة الإعلام في عملية السلام، خاصة وأن البلاد تشهد بوادر عام حافل بالبشريات، بدءاً من رفع العقوبات الاقتصادية وإنجاز عملية الحوار الوطني، مشيراً إلى أنهم أفردوا مساحات واسعة للإعلام الإلكتروني، إيماناً منهم بأهميته وانتشاره في كل الأوساط .
فيما أكد أمين أمانة الولايات، “الفاضل يحيى إدريس”، على نجاح الملتقى في نسخته الثالثة. وقال بأنه ناقش باستفاضة قضايا الإعلام وأفرد مساحة مقدرة للتركيز على الإعلام الاجتماعي والإلكتروني، مؤكداً على أن الملتقى أمَّن على أهمية هذا النوع الجديد من الإعلام، وأشار “الفاضل” إلى العزم بإقامة الملتقى الرابع بإحدى ولايات السودان، بعد أن استضافت الخرطوم (3) نسخ منه.
الإنتاج والإنتاجية
  وقد عبَّر مساعد رئيس الجمهورية “إبراهيم محمود” عن سعادته البالغة بتشريف الملتقى وأمَّن “محمود” خلال مخاطبته الحضور في الجلسة الختامية بقاعة الشهيد “الزبير” على ضرورة الإعلام ودوره الرائد في المجتمع وتشكيل الساحة السياسية. ودعا “محمود” إلى التأهيل واختيار القيادات بمعايير الكفاءة خلال المرحلة المقبلة، موصداً الباب أمام المحاصصات الجهوية والقبلية والحزبية.
وناشد “محمود” الإعلام بضرورة العمل على التبشير بالسلام، بجانب التركيز على رفع العقوبات، والعمل وفق  طرح موضوعي لكل ما يتعلق بقضايا الاقتصاد ونشر الهمة وسط الشعب لأجل رفع  الإنتاج والإنتاجية، مؤكداً أن البلاد تشهد مرحلة تاريخية بإنجاز أكبر مشروع وطني، وهو الحوار الوطني، حيث يجري على هدى مخرجاته العمل على تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وأشار “محمود” إلى ضرورة نزول أعضاء الحزب إلى القواعد ومخاطبة الناس، وأن يعمل الإعلام على تسليط الضوء على قضايا وهموم الناس. وأكد “محمود” اهتمام الدولة في أعلى مستوياتها بملف الإعلام،
وأشار إلى أن المؤتمرات التنشيطية التي تجري حالياً بجانب الدورة نصف التنشيطية ستكون دورة للوقفة ومراجعة ما أنجز وتحليل ما جرى من أحداث خاصة، وأنها تأتي في ظل ظروف عالمية معقدة، تشهد تبلور ونشوب أزمات بالعديد من الدول المحيطة بالسودان، خاصة الأزمة المالية، وانفراط الحزام الأمني بكثير من دول الجوار، التي باتت مضطربة. ويأتي أيضاً بعد برامج مهمة جداً على مستوى الدولة متمثلة بالانتخابات واستفتاء دارفور والحوار الوطني، أهم مشروع سياسي في تاريخ السودان، مما سيجعلها دورة حافلة بنقاش قضايا رئيسة على المستوى العالمي والإقليمي والداخلي، مما جعلهم يستعدون مبكراً لهذه الدورة بشعار الإصلاح واستكمال النهضة وبالإنتاج نقود البلاد .
وأكد “محمود” على أهمية هذه الدورة للمؤتمر العام، خاصة وأنها تحفل بقضايا مهمة للبلاد مثل الأزمة الاقتصادية ومعالجة قضايا الاقتصاد، كأهم القضايا على المستوى العالمي والإقليمي والسوداني، بجانب القضية الثانية والمتمثلة في مناقشة البرنامج الانتخابي للسيد رئيس الجمهورية، والذي وعد به الشعب، وهي فرصة لمراجعة ما تم تنفيذه  وما سيتم تنفيذه خلال الثلاث السنوات المقبلة، وهي فرصة أيضاً للنقاش واستعراض قضايا الحوار الوطني وتنفيذ مخرجاته وتعبئة جماهير الحزب للمضي قدماً في تنفيذ هذا المشروع التاريخي، لأنه أساس الاستقرار السياسي للبلاد بجانب أنها فرصة لتواصل الحزب مع المجتمع، بوحدات الأساس والمناطق والمحليات. بجانب التداول حول قضايا السلام مع التأكيد على التزام الوطني بالسلام الشامل والعادل ورفضه  للحرب، مع التمنيات بأن يقتنع الطرف الآخر الذي  أشعل الحرب منذ العام 1983م، مشيراً إلى وجود فرص كبيرة للوصول إلى السلام، خاصة مع توقيع خارطة الطريق والتي لم تترك خياراً للحركات سوى الإتيان ببعض التكتيكات لإطالة الحرب، بجانب توجيه الحزب لخطابه وموجهاته للشعب السوداني، مع تقديم الشكر الجزيل له على ما قدمه وحرصه على السلام بجانب مخاطبة القوى السياسية المتحاورة والمختلفة معنا.
واعتبر “إبراهيم محمود” أن هذه المؤتمرات فرصة للمراجعة في نصف الدورة، وتجويد العمل، كاشفاً عن خطة   انعقاد مؤتمرات الأساس التي ستبلغ (27) ألف مؤتمر، باستهداف (1340) منطقة وبجانب عقد المحليات (189) مؤتمراً و(18) مؤتمر بالولايات، بجانب المؤتمرات الوظيفية التي تجمع كل الوظائف على مستوى الولايات والمركز،  مع التوقعات بمشاركة عالية فضلاً عن  مشاركة (6) آلاف عضو بالمؤتمر العام، وهو حراك يستهدف (6) ملايين من أعضاء الوطني بالسودان والساحة السياسية بشكل عام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية