عز الكلام
للأسف ما زال العرض مستمراً!!
ام وضاح
ما ينبغي أن يمر حادث اغتيال الدكتور “مبارك آدم” اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية بسنار، ما ينبغي أن يمر مرور الكرام ويقفل الملف بالقبض على الجاني أو حتى الحكم عليه بالإعدام، لأن الحادثة برمتها تعكس تحولاً خطيراً في تركيبة البني آدم السوداني وتقبله ونظرته للأشياء إن كانت مقصودة أو قدرية، ولأن الأطباء قدرهم أن يكونوا في خط المواجهة الأول مع أقدار الناس، ألمهم وعافيتهم ومشاركتهم لهم لحظات استقبالهم لصرخات الميلاد الأولى أو لحظات الفراق لأعزاء أو أقرباء، فهم غالباً إن لم يكن دائماً يتعرضون لصدمة المشاعر الأولى والتي تتفاوت بين شخص وآخر، لكن أن يصل الحال إلى الاغتيال غدراً، فهو ما يجب أن ندق له ناقوس الخطر، وهذه الفئة من المهن الإنسانية تفترض دائماً حسن الظن بالآخر، فلا يحتاطون لأنفسهم بحماية ولا يتخذون وسائل دفاع عن النفس إن تعرضوا لمحنة كالتي تعرض لها الطبيب المغدور، وبصراحة لا أريد أن أستبق الأحكام على الشخص الذي اعتدى على اختصاصي سنار لكنه لا يجد عندي أدنى تعاطف مهما بذل من المبررات ومن الأسباب ليقوم بهذه الفعلة مع كامل الإصرار والترصد، لأنه حتى لو سلمنا بفرضية حدوث خطأ طبي ما فرد الفعل ما كان ينبغي أن يكون بهذا الشكل المأساوي، لا سيما وأن كثيرين ممن تعرضوا لأخطاء طبية سلكوا الطرق القانونية بشكل حضاري، صحيح الذي انكسر لن ينصلح لكن ترسيخ مبدأ العقاب هو أمر ضروري حتى لا يتكرر في شخص آخر ويشرب من ذات الكأس لكن العظة والدرس الحقيقي الذي يجب أن نخرج به من حادثة سنار هو محاولة تحليل شكل العلاقة بين الطبيب والمريض في الفترة الأخيرة، والتي دائماً ما كانت علاقة ود وثقة واحترام، فمن المسؤول عن اهتزاز أركان هذه العلاقة، هل فعلاً وصل بعض المرضى إلى قناعة بأن الخطأ الطبي بالنسبة لهم ثأر شخصي لا تجدي فيه مرافعات دفاع أو اتهام، وبالتالي ينصِّب المريض نفسه قاضياً ومنفذاً للحكم!!.. هل نحن بالفعل نعيش واقعاً طبياً تعيساً بتكرار أخطاء التشخيص والتحليل ووصف العلاج؟!.. هل سيضطر الطبيب بعد الآن إلى إدخال عسكري معه خلف الستارة، حتى وهو يقوم بالكشف على مرضاه؟!
أعتقد أن علينا أن نأخذ الأمر بكثير من الجدية، لأن الاعتداء هذه المرة ليس كما نسمع في كل مرة عن انفعال ذوي مريض لحظة وفاته فيتهموا الأطباء إما بارتكاب أخطاء أو إهمال (فيفشوا) غبنهم في أجهزة المستشفى (ويدغدغوها)، هذه المرة الحادثة مختلفة تماماً ومريض يدخل بكامل هدوئه إلى عيادة يجلس فيها الطبيب أعزل لا يتوقع غدراً أو خيانة ليكون السيناريو مختلفاً لكنه أسود وبغيض لا يستحق السرد ولا حتى المشاهدة لكنه بالتأكيد يستحق البحث والتحليل والدراسة وإلا سيضطر كل طبيب أن يجعل من استقبال عيادته غرفة زي بتاعة الجوازات ما قبل الصعود للطائرة تقلع الحزام والحذاء وتفتش ذاتياً ثم يسمح لك بعدها بالدخول لمقصورة الكابتن أقصد عيادة الدكتور!!
*كلمة عزيزة
بعد أول وآخر مؤتمر صحفي ظهر فيه الدكتور “نضال عبد العزيز” عند توليه مهام منصبه كمدير للهيئة القومية لتلفزيون وإذاعة الخرطوم، توقعت أن يظل الرجل مرة أخرى ليقدم ولو جرد حساب مبسط لما تم خلال الفترة الماضية أو ما سيتم في فضائية الخرطوم التي لم تبارح للأسف دائرة الملل والرتابة البرامجية والتأخر الإخباري والتخلف التقني والهندسي، وبدلاً من أن يفعل ذلك فاجأني بإشادتين شخصيتين لمذيعين بالقناة لم يقدما للأسف برامج حصدت نجومية البرامج داخلياً أو خارجياً، ولكنهما قاما بربط فقرات مهرجان أو فعالية اعتمدا خلالها على خلفية شعرية وملكات إبداعية شخصية لا أدري ما هي علاقة قناة الخرطوم ومديرها كمؤسسة بذلك؟!
أخي نضال بدلاً من التغزل والإشادة بإمكانات “عبد الله” و”عفراء”، أرجو أن تهتم برفع مستوى كوادر القناة لتأتيك الإشادة من المشاهد وأمامك تحدي الخارطة البرامجية لرمضان، هذا إذا كنا لا زلنا نبحث لك عن عذر ونقول لسه جديد!!
كلمة أعز
واحدة من مشاكل الساسة عندنا أنهم يقولون شعراً في الديمقراطية وهم جالسون في مقاعد المعارضة، لكنهم يسقطون في أول امتحان بصدق هذه المبادئ، السيد الإمام “الصادق المهدي” تحدث عن اعتزاله للسياسة وزعامة حزب الأمة، ده الامتحان وسنظل نترقب النتيجة!!