"المهدي" عودة صنعت الحدث.. ثلاث ساعات بين مطار القاهرة والخرطوم!!
الخرطوم ــ محمد جمال قندول
عودة الإمام “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة القومي، كانت الحدث السياسي الأهم الذي انتظره المراقبون لشهور طويلة، مع العلم بأن عودة الإمام تعذرت في أكثر من سانحة، أبرزها تاريخه المشهود في (19) ديسمبر الماضي، حينما تضارب ذلك الموعد مع العصيان المدني الذي دعا له ناشطون في الأسافير.
وبالأمس السادس والعشرين من يناير 2017 وبعد غياب دام (3) سنوات، وبالتزامن مع ذكرى تحرير الخرطوم الذي تم على يد جده “المهدي”، كان الموعد المزعوم لعودة إمام الأنصار الذي شغل أمر عودته الكثيرين طيلة الفترات الماضية خاصة وأن البعض ينتظرون بشغف ما بعد عودة الرجل الذي قطعاً سيأتي إلى الخرطوم وسيحاول أن يصنع الأحداث التي كان في كثير من الأحيان جزءاً من تركيبتها السياسية.
(1)
ولأنه شخصية تمهر دائماً في صنع الأحداث، فإنه شغل الأوساط السياسية والاجتماعية طيلة يوم أمس، خاصة بين حضوره لمطار القاهرة وحتى وصوله مطار الخرطوم، التي استمرت لـ(3) ساعات ظلت قروبات الواتس ومواقع التواصل الاجتماعي تشتعل على وقع صورة.
في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت الخرطوم، حزم “المهدي” حقائبه وسط حشد من مودعيه بشقته الفسيحة بمدينة النصر ليستقل عربته بالتأكيد بمعية نجله “بشرى” الذي ظل لصيقاً به في حله وترحاله.
وهو يهم بالخروج من المطار حرص “الإمام” على أخذ صورة تذكارية مع طاقم طائرة تاركو ووجدت الصورة رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الواحدة ظهراً وصل “الإمام” مطار القاهرة التي لطالما غادرها كثيراً خلال السنوات الماضية الثلاث ولكن ليس للخرطوم، وإنما لاجتماعات نداء السودان ومهام سياسية أخرى ما بين أديس ومدريد وباريس وغيرها من بقاع الأرض.
سفير السودان بالقاهرة “عبد المحمود عبد الحليم” حرص على أن يشكل حضوراً وهو يودع “الإمام” في المطار، وكما يظهر في الصورة أخذا قسطاً من الزمن وتناقشا في الكثير من الأمور وبالطبع سيكون الحوار الوطني جزءاً منها.
(2)
في الواحدة والنصف أقلعت طائرة “الإمام” من مطار القاهرة الدولي لتمكث في الجو ساعتين ويزيد وتهبط بمطار الخرطوم الذي اشتعل منذ الصباح الباكر، حيث بدا واضحاً أن الأنصار حرصوا على الحضور بأعلامهم، ورغم أن أعدادهم لم تكن بالكثيرة، إلا أنها تعبر عن احتفاء الأنصار بمقدم زعيمهم بعد غياب دام (3) سنوات.
وقضى “الإمام” الأيام القليلة الماضية في توديع وفود السودانيين بالقاهرة، ومنهم قيادات من الحركة الشعبية قطاع الشمال الذين حضروا لوداع الرجل بشقته، وذلك بحسب الصور المنشورة للناطق الرسمي باسم الحركة “مبارك أردول” على صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وعدد من قروبات الواتس.
(3)
“الصادق” وصل المطار في الثالثة والثلث وكان في استقباله قيادات الحزب وفي مقدمتهم نجله مساعد رئيس الجمهورية “عبد الرحمن الصادق” ونائباه اللواء (م) “فضل الله برمة”و “مريم الصادق المهدي”، بجانب ممثلي الأحزاب، منها مكونات تحالف قوى نداء السودان، بجانب ممثل الحكومة ووزير الحكم المحلي “فيصل حسن إبراهيم”.
“الصادق المهدي” عبّر في تصريحات صحفية فور وصوله اقتصرت على التلفزيون القومي، بأنه قادم مع مجموعة تختلف في الرؤية والرأي حول القضايا الوطنية، وأشار إلى أنه سعيد وهو يسمع استعداداً من الحكومة للانطلاق من زاوية أخرى والتطلع لحزب السودان الذي يجمع أهل السودان ليعملوا على حل قضاياهم.
من جهته رحب ممثل الحكومة ووزير الحكم المحلي “فيصل حسن إبراهيم” بمقدم “الإمام”، لأن الحكومة تعلم بأنه يتطلع للحلول القومية للقضايا الوطنية، مشيراً إلى أنهم يتفقون مع “المهدي” في ضرورة الوصول لهذه الحلول عبر الحوار الوطني.
وعقب التصريحات خرج “المهدي” برفقة الحضور وسط هتاف أنصاره في موكب عبر شارع المك نمر إلى ساحة الاستقبال بمسجد السيد عبد الرحمن بحي ود نوباوي.