فوق رأي
حالات وحاجات
هناء إبراهيم
(1)
حالة إحالة الفرح إلى عزاء بتوقيع طلق ناري من يد أحد الأصدقاء بنية الاحتفاء.
حالة تحويل الفرح إلى مأتم في كسر من الثانية..
حالة اختلاط الحناء بالدماء.. بالوجعة.. بالصدمة.. بي مساخة الدنيا..
ما بعرف ليه رغم كل هذه الحوادث لا زالت هذه الحركة موجودة؟!
لماذا نجازف بالأرواح.. وما الممتع في صوت الرصاص؟!
هو في الأصل أداة فاجعة..
والله جد..
الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع فقط، طالعت أخبار عن سبع حالات حدثت بهذا الشكل منها رحيل العريس دكتور “نهشل”، وفي فرح (وجع) آخر رحلت أخت العروس..
كمية حوادث بهذا الشكل في السعودية والسودان..
أقسم بالله العظيم الفرح بستقيم بدون رصاص..
(2)
حالة إصرار وشغف وحياة.. تلك التي رسمها الدكتور الراحل “مجاهد محمد عبد الله” (ربنا يرحمو)..
تحدٍ من نوع نادر.. إيمان وصبر ويقين ما عادي..
دكتور “مجاهد” كان يعمل في مدينة الملك سعود الطبية ثم أصيب بسرطان الرئة المتقدم ليرقد بالعناية المركزة بذات المدينة.. فقرر أن يواصل طموحاته مع كل هذا الألم ومع تدهور صحته والجرعات.. فواصل دراسته من داخل غرفة العناية حتى حصل على شهادة الزمالة.
خلق لنفسو فرح في ذلك الجو.. فرح ابن صبر.. عمل للناس سعادة وهو قاعد في سريرو..
ياخ في ناس بتحب تقول كلمتها قبل الرحيل.. بتعمل حاجة عشان تدي الناس طاقة إيجابية..
ربنا يرحمو ويرزقو الجنة..
(3)
في حالة تأمل نعم الله علينا.. أعلنوا أن هناك فيلماً مدته (10) دقائق فاز بلقب أحسن فيلم قصير.. فتقرر عرض هذا الفيلم في السينما واحتشد الجمهور لحضوره ومشاهدته..
بدأ الفيلم بتصوير لسقف غرفة ما.. ومضت (6) دقائق بنفس المشهد.. نفس الغرفة.. نفس السقف دون تغيير..
بدأ المشاهدون بالتذمر واعترضوا على ضياع وقتهم ثم هم أغلبهم بالانصراف ومغادرة صالة العرض..
وفجأة تحركت العدسة للأسفل نحو الأرض وظهر مشهد طفل (معاق كلياً) بسبب انقطاع الحبل الشوكي… كان ممدداً على سريره وفي النهاية كتب صناع الفيلم (لقد عرضنا لكم 8 دقائق فقط من المنظر الذي يشاهده هذا الطفل في جميع ساعات حياته.. وأنتم تذمرتم ولم تتحملوا مشاهدته)..
قرأت حالة هذا الفيلم وعملت (شير) هنا..
اللهم لك الحمد ولك الشكر يا رحمن يا رحيم.