حوارات

نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق "صديق" لـ (المجهر)

الرئيس “البشير” وحده المسؤول عن إنقاذ البلاد من الانهيار
هنالك أشرار من المؤتمر الوطني والمعارضة يهددون استقرار البلاد
المتسلقون كنبات (السلعلع) هم من شققوا الأحزاب في البلاد
الشيوعي والبعث كانا يراهنان على الجبهة الثورية ونحنا أقنعناها
حزب الأمة يدعو إلى الديمقراطية التوافقية وليس ديمقراطية (50+1)
حوار – وليد النور
ظل حزب الأمة القومي منذ خروجه من الحوار الوطني الذي شارك في بداياته، وكان من الداعمين له، ولكن عقب دخول رئيسه إلى السجن وخروجه من البلاد أصبح من الرافضين له، وأصبحوا يدعون إلى حوار آخر في الخارج، وعقب اكتمال الحوار والتوقيع على الوثيقة الوطنية ظل موقف الحزب رافضاً له، واتهم المؤتمر الوطني بالنكوص عن العهود والمواثيق والغدر بمن توافقوا معه. وقال الحزب إن الحوار ومخرجاته سيظلان أسيران لطاولة المؤتمر الوطني مثل سابقاته من اتفاقيات، وقلل من مشاركة الأحزاب والحركات المسلحة التي شاركت فيه باعتبارها لا تمثل وزناً سياسياً، بل هي عبارة أسر وأفراد، وقال نائب رئيس الحزب الفريق “صديق محمد إسماعيل”: إن حزبا الشيوعي والبعث كانا يراهنان على الجبهة الثورية في إسقاط النظام، ولكن حزبه استطاع إقناع الثورية بالحوار والتوقيع على خارطة الطريق الأفريقية.
{ المعارضة منقسمة على نفسها فكيف تستطيع إسقاط النظام ؟
أولاً، الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي يتحدثان عن إسقاط  النظام، ولكن غالبية القوى السياسية الأخرى متفقة معنا على  التغيير عبر وسيلتَيْ الحوار أو الجهاد المدني، وحتى القوى التي تحمل السلاح آمنت بالتغيير وتراجعت عن العنف وقبلت بالحوار ووقعت على خارطة الطريق الأفريقية وإسقاط  النظام يعني المواجهة.
–    الشيوعي يختلف معكم؟.
الشيوعي والبعث كانا يراهنان على الجبهة الثورية، التي استطعنا أن نقنعها بالانحياز إلى الحل عبر الطرق السلمية، والآليات التي يتحدث عنها الشيوعي والبعث لإسقاط النظام لم يفصحا عنها، وهي أبداً لا تعبِّر عن  الوسائل السلمية، لأنهم يتحدثون عن قلع وإقصاء، وهي وسائل أخرى غير الطرق السلمية، ولكن من حقهما اختيار الوسيلة التي تحقق مطلبهما، ولكن إرادة الشعب السوداني هي الغالبة، وقد انحازت لمسألة الاعتصام وخطوات الجهاد المدني المعلنة.
–    دعا رئيس حزب الأمة القومي إلى إعادة تقسيم الأحزاب السياسية إلى ثلاثة أحزاب فقط؟.
ما قاله السيد الإمام يسأل عنه وإذا عرض على مؤسسات الحزب سنقول رأينا فيه.
–    ما هي نظرتك للأحزاب السياسية في البلاد في ظل الوضع السياسي الراهن؟.
 أولاً، الوضع السياسي من حيث المؤسسات السياسية هنالك ترهل وسيولة مؤسسية لم يشهدها السودان من قبل، الآن هنالك أكثر من (200) مؤسسة سياسية، وهناك من يرغب في تأسيس أحزاب جديدة مثل: موسى هلال وجماعات أخرى بهذه اللغة وهو ما يهدد الوضع السياسي الذي يعاني من سيولة في البناء السياسي والتنظيمي، ولابد من إعادة  تنظيمها، لأنها مدعاة  للفوضى والتسيُّب السياسي الذي يصاحب الديمقراطية التي نسعى لها، ومن الأفضل للسودانيين أن يتوافقوا على آلية تؤدي إلى بناء قوى سياسية قوية توطن للديمقراطية، وتحقق الديمقراطية الأخرى وتعمل على حماية الديمقراطية، ويمكن أن تتحوَّل إلى مسارات اليمين واليسار والوسط.
–     ما هو السبب في تشظي القوى السياسية ؟.
–    السبب هو المؤتمر الوطني فاعل هذه الفعلة السوداء، التي مزقت القوى السياسية وخلقت جواً مليئاً بالأتربة ومشبَّع بالسموم، وكل ما يفسد الحياة السياسية بإنشاء أجسام متعددة ليدَّعي أن كل أهل السودان معه، ولكن هذه القوى ليست مؤثرة، وتجد كل القوى التي أنشأها المؤتمر الوطني، هي أما أسرة أو أفراد كل منهم يشكل حزباً سياسياً، وهذا المناخ القاتم، وهذا الجو غير الصحي سببه المؤتمر الوطني وبعض المتطلعين لشغل المناصب السياسية والدستورية بغير سند جماهيري، وإنما تسلقوا على أكتاف المؤتمر الوطني كـ(نبات) “السلعلع” الذي لا يعيش إلا وسط الأشجار الكبيرة ومثل هذه الأجواء.
{ولكن انقسام الوطني الاتحادي والأمة القومي في الستينات لم يكن المؤتمر الوطني موجوداً آنذاك؟.
صحيح، كان هنالك صراع،  والصراع السياسي موجود، والاتحادي خرج منه الشعب الديمقراطي بزعامة “إسماعيل الأزهري”، فلا يستطيع أحد أن يقول إن السيد “إسماعيل الأزهري” كان يمثل نفسه، ولا مولانا “الميرغني”، وإنما يمثل جماعة لها وزنها، ولكن الآن كل القوى السياسية التي خرجت من الأحزاب عبارة (فقاقيع سياسية وبثور غرست في الجسم السوداني ولابد من معالجتها.
{ ولكنها أثرت في الأحزاب بلا شك؟.
لا، بل هي أفسدت المناخ السياسي العام، ولكن أحدثت خللاً في العلاقة بين القوى السياسية التي تعمل لمصلحة البلاد.
–    كيف يمكن أن تتحول القوى السياسية إلى ثلاثة أحزاب ؟.
أنا أتحدث عن التحول إلى ثلاث كتل، وهذه المجموعات تتكوَّن من خلال البرامج المتشابهة، ومن خلال القناعات رغم أنهم لم يتعايشوا مع بعض.
–    أين يقف حزبكم من هذه المجموعات ؟.
حزبنا داعي للوسطية وداعم  الديمقراطية التوافقية، وليست ديمقراطية (50+1)، وهي أن يتوافق الناس على أمرٍ، بدلاً أن يتنازعوا فيه.
–    أنتم دعاة وفاق ولكنكم لستم جزءاً من الحوار الوطني الذي أفضى لحكومة وفاق؟.
نريد أن تكون هناك حكومة وفاق، اسم على مسمى، ولا نريد شعارات، وتأتي أشياء أخرى، وشعار الوفاق لم يتحقق حتى الآن، بدليل أن هناك قوة سياسية حقيقية فاعلة منذ 1989م، لم تشارك فيه، وهنالك جماهير كبيرة جداً لم تشارك فيه حتى الآن، وبالتالي تشكيل حكومة وفاق جسم لم تتحقق له معاني الوفاق، إنما حكومة من تراضوا على الوثيقة التي أخرجها حوار الوثبة.
–    ولكنكم لم تمثلوا كل القوى المعارضة؟.
 لسنا كذلك والآن معنا “غازي صلاح الدين” رئيس تحالف قوى المستقبل للتغيير ومجموعات الاتحادي الديمقراطي. وحزب الأمة القومي خارج هذا الإطار،  والحركات الحاملة للسلاح، وما حدث خطوة من خطوات في اتجاه السير إلى  الوفاق.
{الرئيس في خطاب الاستقلال قال إن الوثيقة لازالت مفتوحة لمن رغب في التوقيع ؟.
الوثيقة تعني الذين صاغوها وليس الذين لم يشاركوا فيها، وهي نتيجة لعمل به أكثر من (983) توصية، أخرجت هذه الوثيقة قناعات من كتبوها، وبالتالي إذا الرئيس أراد مشاركة الآخرين عليه أن يطرحها في منبر حر، كما ندعو نحن عبر خارطة الطريق التي  عبَّر عنها المجتمع الدولي ويجب طرحها.
{ولكن حزبكم أيد مخرجات الحوار الوطني؟.
نحن أيَّدنا (500) توصية تتفق معانيها مع مطالب ورغبة المعارضة، وقلنا بعضها يحتاج إلى مراجعة، وهنالك (400) توصية، مرفوضة، وبالتالي نحن لم نوافق، ولكننا باركنا جهداً بذله بعض من أهل السودان في إطار تكامل الصورة وتبني الآليات التي تتكامل فيها الرؤى.
{ “المهدي” قال لن يعود إلا مع الجبهة الثورية ولكنه حدد 26 يناير للعودة؟.
عودة رئيس الحزب إلى الداخل ربطها بتوافق بين مكونات التواصل التنظيمي، سواء أكان مع مؤسسات الحزب في الداخل أو الخارج وبالتنسيق مع شركاء آخرين يمثلون موقف داعمة لحزب الأمة،  منهم معارضة مسلحة وآخرون، وبالتالي إذا تكاملت هذه الآراء تبلورت رؤية متوافقة للعودة، التي نتطلع ونحلم أن تكون واسعة وشاملة تصطحب معها إرادة القوى المعارضة في رغبتها ومربوطة بالاستعداد الداخلي لإحداث تغيير في السياسات الكلية لنؤسس لعمل ديمقراطي.
{اختلاف المتحاورين مع الحكومة في الحريات العامة ؟.
طبعاً، نحن بالرغم من موقفنا المعلن من حوار الوثبة، بحيث أننا تهمنا مخرجاته ولا تعنينا خطواته ومسيرته، ولكننا كنا ننبِّه إلى أن المؤتمر الوطني لم يف بما عليه من التزامات، بالرغم من أن الرئيس ظل يتحدث في كل منبر عن الالتزام بتنفيذ مخرجات الحوار، حتى الآن مكونات الحوار تشكو من خروج المؤتمر الوطني على ما تم الاتفاق والتراجع عن الالتزام الذي لم يحدد حتى نهاية رأس السنة، وكان الرئيس يتحدث عن هذه المعاني، ولكننا نؤكد أن الإرادة السياسية للمؤتمر الوطني كمؤسسة لم تتبلور ولم تكتمل،  وبالتالي مخرجات الحوار ستظل موضوعة في الرف كسابقاتها، مثل كثير من المواثيق والاتفاقيات التي وقعت مثل: نيفاشا التي أفرزت هذه المرارات الموجودة، وستظل أسيرة لرؤية المؤتمر الوطني والذين لا يريدون الخروج من دائرة الاستقطاب والاستقطاب المضاد إلى فضاء الوفاق  الوطني.
{ إذن ما هو الحل لديكم ؟.
الحل أن تكون هنالك مساعٍ لحوار وطني جاد، نحن لا نرفض الحوار كمبدأ، ولكن نرفض الحوار (الاستهبالي، طق الحنك)، ولكننا نسعى لحوار تتساوى فيه الأكتاف وتتوحد فيه الرؤى وتجدد فيه الرغبة، ولتحقيق تطلعات الشعب نحو سلام شامل دون إقصاء أو عزل أو سيطرة من أحد. والخيار الثاني أن تكون هنالك انتفاضة شعبية بالوسائل السليمة عبر آلية الجهاد المدني لتحقق ما نتطلع إليه، من تحول ديمقراطي وحوار وطني، وفي الحالتين سيحدث تغيير شامل في  السياسات الكلية للدولة وفي الهياكل والمؤسسات التي تنفذها الآلية بما يتفق مع تطلعات الشعب السوداني ورغبته في الخروج من حالة الذعر الذي يهدد البلاد من الانهيار وتلوح ملامحه في الأفق، ولكن نتمنى من الله أن ينقذ البلاد.
{هنالك أحزاب ترى أن خروج المؤتمر الوطني يعرِّض البلاد إلى الانهيار؟.
المؤتمر الوطني هو مهدد حقيقي للبلاد عبر آلياته بشخصياته التي تريد أن تفرض هيمنة ووصايا على الشعب السوداني، تجاوزت العقدين من الزمان ودخلت في العقد الثالث، وهذه الآليات والأشخاص لن تحققوا للسودان خيراً، وتسعوا لتدميره، وكذلك بعض القوى السياسية المعارضة، المدنية والمسلحة، لها الأطروحات  ما يهدم السودان، ولكن العقلاء من هؤلاء وأولئك يمكن أن ينقذوا البلاد.
و أقول أن الرئيس “البشير” هو المسؤول عن بقاء السودان وإنقاذه من الانهيار، حتى أطرافه المحترقة، وليس المؤتمر الوطني.
–    أنت قسَّمت المعارضة إلى جزأين ما هما ؟.
المؤتمر الوطني به من يريدون  الإصلاح، وهنالك من لا يريدون، وهؤلاء أسميهم أشرار، وكذلك المعارضة بها من يتخذون مواقف ستدمر السودان وأسميهما أشرار الحكومة والمعارضة، الذين تيخذون مواقف متشددة تؤدي في نهايتها إلى ضياع السودان.
–    المعارضة فشلت في نجاح
العصيان المدني؟.
الاعتصام هو رسالة وإشارة وعلامة من التحول في آلية التغيير، وحقق مقاصد القوى السياسية وأعطى إشارة للمجتمع الدولي عن إمكانية التغيير عبر الطرق السلمية بوسائل سلمية، والاعتصام أربك النظام لأنه لم يكن في حسابه أن تتخذ المعارضة وسيلة جديدة ويتفاعل معها المجتمع المؤتمر الدولي بجدية، وأعطى الشعب أملاً في الخروج من الخوف الذي كان سائداً.
{ولكن المعارضة تتحدث عن تاريخ لثورتين في التاريخ ؟.
أنت لا تستطيع القول أن هنالك عزلة للأحزاب، وهؤلاء الشباب هم أذرع الأحزاب السياسية، وكل الأسافير أكدت أن هنالك شباب كذا وكذا، وهذا الإدعاء أن شباباً جاءوا من كوكب آخر هي فرية. السودان كلوا مصنف في أحزاب سياسية، وحتى هؤلاء الشباب يمثلون أذرع لقوة سياسية موجودة في المسرح السياسي وتقود نشاطها بالوسائل السلمية. وحتى العصيان المدني أكثر وسيلة جاءت في أطروحات القوى السياسية، ومعروفة بالجهاد المدني، وهم لم يأتوا بشيء جديد، ولكنه كان مسنوداً بطريقة غير واضحة. إن الحديث عن ثورة أكتوبر وأبريل والوسائل التي استخدمت غير موجودة، ما عادت متوفرة، لأن النظام كان جزءاً منها وكسَّرها وحطَّمها لتأمين النظام، ولم يعتقد أن القوى السياسية تستطيع إحداث وسائل جديدة. الآن نحن في مرحلة جديدة وهي إحداث تحول ديمقراطي،  والحرب السياسية سجال، ستنتصر فيها المعارضة على التغيير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية