فوق رأي
نظافة بشكل متسخ
هناء إبراهيم
ضمن فعاليات العلاج بالإهانة، استطاعت العديد من المدارس بولايات البلاد القضاء على منظر (التلميذ الوسخان)، وذلك بإهداء صابونة لكل تلميذ يتم العثور على رائحته أو أي من أدلة اتساخه أثناء التفتيش الصباحي أمام كافة المخلوقات المدرسية..
حيث تحمل أخبار الحلة أن ست البنات ابنها اليوم طلعوه مع الوسخانين في الطابور وتم منحه صابونة ليستحم ويغسل ملابسه، وأن والده إن سمع هذا الخبر (بتجيهو سكتة في الخليج العربي)..
ست البنات تفور وتجوط وتقول (مالنا ما عندنا صابون والّا ما عندنا صابون، شايفننا محتاجين ليهم)؟!
عندكم صابون لكن ما عندكم نظافة.
ما عندك اهتمام بالنظافة الشخصية.
فـإذا كانت النظافة الشخصية هي مجموعة العادات والممارسات التي يفعلها الإنسان للحفاظ على صحته ورائحته، فإنك بذلك قد حرمتي أطفالك تلك العادات بمحض إهمالك..
قبل فترة أطلق مجموعة من أهل مصر مبادرة (استحموا) فـ شعر البعض بالإهانة تحت تعبير (مين قالك عننا وسخانين) وقد نالت المبادرة هجوماً عنيفاً وقتها..
هي دعوة للنظافة لكن بعضم يفهم الأمور بشكل متسخ..
والله جد..
من جهة عملية، وفي سان فرانسيسكو قامت مؤسسة (لافا ماي) الخيرية بتوفير حافلات بها أماكن للاستحمام وماء نظيف، هذه الحافلات تتجول وتبحث عن المشردين الذين لا يمتلكون منازل وتوفر لهم استحماماً مجانياً حتى لا يبتعد عنهم الناس أو يشعروا بالقرف، كذلك لحمايتهم من الأمراض بما أن الأوساخ هي الناقل الرسمي والوكيل شبه الحصري لأغلب الأمراض..
فإن كنت متنازلاً عن حقك في الصحة والإنعاش فاعلم أن نظافتك من حق الآخرين عليك..
من حق الناس الحواليك إنك تكون نظيف بقدر استطاعتك..
الـ بني آدم القاعد جنبك في المواصلات دا، يتلب بالشباك مثلاً..
جارك الفي القاعة دا، يترك المحاضرات مثلاً..
هؤلاء يكفيهم تحمل الاتساخ النفسي والاتساخ الثقافي والفكري والـ شنو وشنو..
يعني ما ناقصين وحياتك..
الوعي يقضي على (100%) من الجراثيم..
حتى تلك الـ(1) من عشرة التي يتركها الديتول كما في الإعلان..
الوعي بإمكانه أن يوفر لنا احترام الذات واحترام الناس أجمعين..
والنظافة الشخصية أفخم أنواع الوعي..
حافلات استحمام للمشردين، تأمل يا عزيزي وأدرس الفرق، وأعمل لي معاك عصير ليمون عليك الله..
ما دايرة شاي..
و……
علموه الانفعال