المشهد السياسي
هل هي العودة إلى (تهتدون)..!
موسى يعقوب
في آخر العام 1696م، كان السيد “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة، قد غادر البلاد ليلحق بالمعارضة الخارجية (التجمع الشعبي الديمقراطي) تحت شعار (تهتدون) وبعد أربعة أعوام تقريباً لم يرق له الأمر سياسياً وعسكرياً هناك، فعاد إلى الداخل عبر اتفاق جيبوتي في العام 2000 وتحت شعار (تكسبون).
الإمام “الصادق” يطلق الشعارات والدعوات والأطروحات إن لم تتسق وما يطمح إليه.. ففي التحاقه بالمعارضة الخارجية لم يجد الموقع الذي يناسبه فيها وهو رئاسة التجمع الموقع الذي كان عليه الزعيم الاتحادي السيد “محمد عثمان الميرغني” فبقى على الهامش أن جاز التعبير – حتى عاد في مشروع المصالحة المنفردة مع النظام الحاكم، وكان اتفاق جيبوتي وشعار (تكسبون).. إلا أن المصالحة والسيد الإمام رئيس الوزراء السوداني السابق وترتيبات الشراكة فيها وحسب مفاوضات وتفاهمات بين الطرفين أعلت من شأن ونصيب السيد “مبارك الفاضل” زعيم الحزب المعروف إذا أصبح مساعداً للسيد رئيس الجمهورية.
وحالة البحث عن الموقع والوضع المناسب لمن لاحقهما منذ ظروف أزمته المختلفة بدأت بالصراع على الفصل بين (السياسة والقداسة) بينه وبين عمه الإمام “الهادي” وما بعد ذلك وصولاً إلى المصالحة مع “النميري” في 1977م.. واتفاق باريس ونداء الوطن في 2014م، والخلافات والتنازعات مع المعارضة بجانبيها السياسي والمتمرد. وقصة الملاسنات هنا طويلة ومعروفة والأسباب – كما قلنا – واضحة.
اليوم (خواتيم العام 2016) م، والسيد الإمام ما يزال في هجرته السياسية الخارجية، ظهر في الأفق وعلى صفحات بعض الصحف إعلان دعوة حزب الأمة القومي برئاسة السيد “الصادق المهدي” إلى عقد مؤتمر خارجي لقوى المعارضة خارج السودان بكافة أطرافها ومسمياتها ورموزها للاتفاق على ترتيبات ما دعاه الحزب بالفترة الانتقالية – أي بعد زوال النظام والمؤتمر الحواري الوطني والسياسي الذي أجمعت على مخرجاته الأغلبية.
إنها مبادرة أشبه بمبادرتي (تهتدون وتكسبون)، وغيرهما من المبادرات التي استبق بها السيد رئيس حزب الأمة القومي غيره وباءت بالفشل.
ومنها – لا ريب – لقاء بورتسودان مع الرئيس “نميري” الذي تنم من وراء ظهر المعارضة الخارجية الشريكة لحزب الأمة في العمل السياسي والعسكري ضد نظام “النميري” وأشهر ذلك هنا ما عرف بـ مايوي (حركة المرتزقة في يوليو 1976.
اليوم، وهذا كله وغيره في البال والخاطر والذاكرة، لا يبدو أن دعوة الحزب المشار إليها ستلقى الترحيب المناسب لتصبح مؤتمر حوار قومي خارجي على رأسه حزب الأمة القومي برعاية السيد “الصادق المهدي” الذي للآخرين تجاربهم معه..!
الدعوة بتقديرنا، والله أعلم، ستزيد من فترة غياب السيد الإمام في الخارج وتزيد من تعقيدات الحزب الداخلية الذي ظهرت عليه كل علامات الفرقة والانقسام والثقة بين الأطراف.