الحاسة السادسة
رشان أوشي
جاء يكحلها عماها!!
إن بومة منيرفا لا تبدأ في الطيران إلا بعد أن يرخي الليل سدوله.
“هيغل” فلسفة الحق.
قال مسؤول رفيع بالحزب الحاكم: “إن من أهم ملامح حكومة الحوار الوطني زيادة الهيئة التشريعية بحوالي (110) أعضاء جدد، عشرة منهم لمجلس الولايات، ومائة للمجلس الوطني”، موضحاً أن الأعضاء الجدد سيكونون ممثلي أحزاب الحوار الوطني.
يبدو أن بومة منيرفا قد طارت علينا ليل طالب المحاورون بحكومة ما بعد الحوار، واتضحت فلسفة الحزب الحاكم التي لا ولن تتغير، وتتعلق بأن حل أزمات البلد تكمن في توفير مقاعد وثيرة في المواقع الدستورية بالدولة للمعارضين، باعتبار أن قضية هؤلاء تتلخص في ماهية البحث عن منصب حكومي، بعيداً عن القضية الوطنية، حسناً لماذا كبّدتمونا عناء متابعة جلسات الشهور الطويلة للتداول بشأن الحوار الوطني، كان عليكم اختصار الطريق منذ البداية والمطالبة بمواقع دستورية فحسب، (ثمن السندوتشات التي التهمها المتحاورون في قاعة الصداقة لعام ونيف، كافٍ لدعم الدواء).
حسناً.. إن كانت مخرجات الحوار زيادة البرلمان ومجلس الولايات بـ(110) أعضاء جدد، فعلينا إطلاق العنان لمخيلتنا كم عدد الوزراء القادمين من رحم الحوار، وفي ذات الوقت تعلن الدولة سياسة تقشف يتحملها المواطن ويستمتع بها هؤلاء، أي بؤس هذا؟؟
ما فائدة (110) برلمانيين جدد مضافين لرفاقهم الموجودين حالياً تحت القبة، إن كان البرلمان عاجزاً عن مجرد رفض قرارات الجهاز التنفيذي الاقتصادية التي أرهقت كاهل المواطن مؤخراً، وعاجزاً عن مجرد استدعاء وزير واستجوابه بشكل جاد وصادق بعيداً عن “كسير التلج”، والتصفيق.
ففي الوقت الذي يئن المواطن البسيط من زيادة أسعار الكهرباء والوقود والمواصلات وجميع السلع الرئيسية، يعلو شخير أعضاء البرلمان الحاليين تحت هدير مكيفات القاعة في المبنى الروماني قبالة النيل.
اتضح أن الحوار الوطني يمضي في الطريق الذي توقعناه ولم يخيب هؤلاء ظننا.