رأي

مجرد سؤال؟؟؟

“عادل البلالي” الذي عرفت
 (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)
رقية أبوشوك
عندما توفي محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذهل أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” ولم يصدق إلى أن جاء “أبو بكر الصديق” وأخبر الناس أن محمد رسول الله، قد مات، وتلا قول الله سبحانه وتعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)، فقال عمر لـ”أبي بكر” : هل هذه الآية في كتاب الله ؟ ! فقال “أبو بكر”: نعم، عندئذ سكت
وقال الصديق -أيضاً-: (من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت).
هذا هو موقف الصحابة من موت سيد الخلق أجمعين الذي خيَّره الله بين الموت والحياة ولكن نبي الهدى قال لملك الموت: اقبض روحي فإن الله سبحانه وتعالى وقال: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) …. يا له من تعظيم من رب السموات والأرض لخاتم الأنبياء والمرسلين.
فالموت بيننا يومياً، ولكننا لم نصادقه أو نتأقلم معه وعندما يتم إخطارنا أن (فلان) قد توفي نذهل ونتوتر وكأن الشخص الذي مات هو (البادئ والخاتم) للموت.
فأمير المؤمنين يسأل الصديق عن الآية ويقول له: هل هذه الآية في كتاب الله لأنه لم يصدق وفاة الرسول صلوات الله عليه وسلم.
الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله، ونحن نحتفل بمولدك الذي احتفلت به قبلنا، حين قلت وأنت تصوم يوم الاثنين (إنه الذي ولدت فيه).
نعم، إنه الموت الذي نفر منه (إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ).
رغم إننا نبغض الموت ولكنه في رقابنا.
نسأل الله حسن الخاتمة وأن يوقفنا لعمل الطاعات التي ترضى الله ورسوله.
أقول هذا وفي الخاطر ذهولي وأن أتلقى نبأ رحيل الزميل الخلوق الأستاذ (عادل البلالي) تعرفت به في صحيفة (ألوان)
كان هاشاً باشاً … الابتسامة لا تفارقه حتى عندما لم يبتسم كنا نسأله (الليلة مالك)؟ لأن هنالك أمر جلل قد أخفى الابتسامة …
ظروف كثيرة حالت دون أن نتواصل، ولكن أشياءه الجميلة وذكراه العطرة مازالت بالدواخل.
التقيته آخر مرة في مكتب التسويق والإعلان (بالمجهر)، سألته عن أخباره وأهله وعشيرته … وجدته كما فارقته آخر مرة وقلت في نفسي بعد أن افترقنا (المعدن الأصيل لا يصدأ)
بكيت من الأعماق وقلت وإنا أتلقى الخبر لابد لي أن أخبر الأستاذة “منى أبو العزائم” بخبر وفاته، وعندما أخبرتها أرسلت لي رسالة حيرتني، قالت لي بالحرف الواحد: ( وأنا في أسانسير إحدى العيادات الطبيبة سمعت صوتاً وكأنه صوت “عادل البلالي” اتلفت ولكن لم أجد “عادل البلالي” ) وبعد ذلك بدقائق أخبرتها بالوفاة … قلت لـ”منى” هذا يعني (الخوة النظيفة) التي تجمعنا بالأستاذ الخلوق “البلالي” وزدت (أنتِ زولة صالحة).
فعندما يموت زميل فإن الألم يعتصرك، لأن الزمالة الصحفية تتجسدها علاقات وطيدة تتمثل في الهم العام الوطني المشترك وتدارس الأفكار والاستفادة من أفكار بعضنا البعض للوصول إلى أفكار تكون نفعاً للعباد والبلاد.
فعندما يبعد الموت البعض منا فإننا حتماً سنتذكر مواقفه
فـ”عادل البلالي” كان نعم الأخ والزميل.
غيَّبه الموت عنا، ولكن ذكراه العطرة ستظل خالدة إلى أن نلقى الله ورسوله.
التعازي لكل أهل الصحافة والإعلام في الفقد الجلل، ولكن ما نقول إلا ما يرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية