ربع مقال
لا للإشاعات والبذاءات
خالد حسن لقمان
.. قبل أن يفلح الإعلام الجديد بوسائطه ومواقعه في تجاوز الإعلام التقليدي كانت مسؤولية ما ترشح به الساحة الإعلامية وخاصة الخبرية منها ملقاة وبالكامل على المؤسسة الإعلامية بحيث تكون وبمن يمثلها من رؤساء تحرير ومديري محطات ووكالات هي صاحبة المسؤولية تجاه ما يخرج منها وهو الوضع الذي تشكل عليه الصراع بين هذه المؤسسات، وخاصة الصحفية منها والسلطة التي تضع دوماً محدداتها لمستوى الحرية وسقفها وفي الحالات الطبيعية والمقبولة للمراقبين تكون هذه المحددات داخل مربع ما يسمى المسؤولية الاجتماعية التي تحمي المجتمع وقيمه وسلامته، وبالطبع تحاول السلطة في أحايين أكثر في الحد من حريات هذه الأجهزة فترسم لها خطوطاً حمراء، وهذا كله يعبِّر عنه هذا الصراع التاريخي السرمدي بين السلطة والصحافة والإعلام بوجه عام.. المثير الآن أن هذا الإعلام الجديد قد ألقي بمسؤولية المحتوي الإلكتروني على الأفراد الذين تحول كلاً منهم إلى مؤسسة بذاته، فالفرد الآن يأتي بالخبر ويحرره، بل ويخرجه ثم يقوم ببثه ونشره على من يريد أو في أحيان أخرى يقوم بتمريره كما جاء إليه.. هنا تتحدث المسؤولية الفردية عن ذاتها وتلزم صاحبها المبادئ والأخلاق كي لا يكون ضمن من ينشرون ما يقع تحت مسميات عديدة أهمها الكذب والإشاعات والبذاءات التي انتشرت أخيراً على نحو مزعج وضار، وهذه هي مسؤولية الفرد الآن تجاه نفسه ومجتمعه.