(المجهر) تستطلع المواطنين الأمريكيين
الأقليات متخوفة و”واشنطن” مصدومة برؤية وجهها الآخر!!
يبدو أن أمريكا مصدومة برؤية وجهها الآخر الذي رسم ملامحه المخيفة الفوز الساحق للمرشح الجمهوري “دونالد ترامب” على المرشحة الديمقراطية “هيلاري كلينتون”، الأمر الذي جعل المواطنين الأمريكيين المؤمنين بالمفاهيم الديمقراطية وبشعار حملة “هيلاري كلينتون” (أمريكا للجميع)، يخرجون للشارع للاحتجاج على فوز “ترامب” في مشهد غير مألوف في الشارع الأمريكي، يعيد ما حدث عام 2000عندما فاز المرشح الجمهوري “جورج بوش” الابن، الأمر الذي يبدو كمتلازمة تلحق فوز المرشحين الجمهوريين. وبالرغم من أن الشعب الأمريكي يقدس نتائج الانتخابات الرئاسية إلا أن الصدمة لا زالت سيدة الموقف. (المجهر) سألت عدداً من الأمريكيين عبر الانترنت عن أسباب الصدمة وعن سبب خروج الآلاف للشارع في المدن والولايات الأمريكية، بعد نتيجة انتخابات تعبر عن رأي أغلبية لا يستهان بها في الشعب الأمريكي.
إعداد – ميعاد مبارك
الشارع يحتج
ليلتان من المظاهرات التي تطورت لأعمال شغب في العديد من الولايات الأمريكية، شارك فيها آلاف الأمريكيين في العديد من المدن والولايات الأمريكية، احتجاجاً على فوز المرشح الجمهوري “دونالد ترامب”.
وأفادت الشرطة بأن (26) شخصاً على الأقل تم اعتقالهم أثناء المظاهرات في بورتلاند، وعمت المظاهرات عدة ولايات منها مدن الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسها نيويورك وواشنطن، وبالتيمور، وفيلادلفيا، ومدن الساحل الغربي: لوس أنجلس وسان فرانسيسكو وأوكلاند.
وحسب وكالات الأنباء رفع المتظاهرون أمام كل من “برج ترامب” في مدينة نيويورك وفندق لترامب أيضاً، على بعد عدة أحياء من البيت الأبيض، لافتات كتب عليها “ليس رئيسي”، وسط حضور مكثف للشرطة.
كما شارك مئات الطلاب في المظاهرات ورفعوا لافتات كتب عليها (تخلوا عن ترامب) و”الحب ينتصر على الكراهية” ولا سيما في قلعة الديمقراطيين في ولاية كاليفورنيا، وحرم جامعة كاليفورنيا.
وفي مدينة مينابوليس بولاية لوس أنجلس أغلق المتظاهرون إحدى طرقات المدينة، فيما اعتقلت الشرطة متظاهرين في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند، كما رافقت بعض التظاهرات أعمال شغب شملت تحطيم زجاج السيارات وواجهات بعض المحال التجارية.
“ترامب” يغرد
رد “ترامب” على الاحتجاجات عبر حسابه الرسمي في تويتر ووصفها بأنها “غير عادلة”. وقال (إن هؤلاء يخرجون للتظاهر بتحريض من وسائل الإعلام، وأن الانتخابات كانت ناجحة ومهنية).
ولكنه عاد وغرد مساء (الجمعة) محاولاً تطمين الشارع العام المتخوف من موجة العنصرية وغرد قائلاً: (أنا سعيد بالمجموعات التي خرجت للاحتجاج لأنها تحب أمريكا)، ووعد بالحفاظ على وحدة الشارع الأمريكي…فهل تهدئ تغريدته الشارع الأمريكي الخائف خاصة بعد تهنئة عصابات عنصرية لترامب بالفوز، الأمر الذي أثار قلق الكثير من المتخوفين من موجة العنف التي قد يطلقها الرجل الأبيض على الأقليات.
الحزن يسيطر على الأقليات
استطلعت (المجهر) عدداً من المواطنين الأمريكيين عبر الانترنت، عن أسباب الصدمة وعدم التقبل التي تسيطر على الشارع العام الأمريكي.
“إليزابيث” أمريكية من أصول برازيلية، ابتدرت حديثها قائلة (إنها حزينة جداً وأنها سهرت الليل تتابع الانتخابات مع أسرتها وصدموا جداً لأنهم كانوا متأكدين تماماً أن هيلاري ستفوز). وأضاف أن آمالها وأسرتها بدأت تنخفض بعد فوز “ترامب” بولاية فلوريدا لأنها من الولايات المتأرجحة التي تعزز نقاط مرشح على حساب الآخر، والتي لا يمكن التنبؤ إن كانت ستساند الديمقراطيين أو الجمهوريين). وأكملت “إليزابيث” قائلة إنها ليست خائفة على نفسها ولكن حزينة على المهاجرين وكيف سيكون مصيرهم مع سياسات “ترامب” الذي سيناهض بها المهاجرين، مؤكدة أن “ترامب” رجل عنصري وأن ليس كل المهاجرين سيئون، بل أن أغلب المهاجرين يجتهدون في العمل ويلتزمون بدفع الضرائب ويقومون بواجباتهم. وختمت حديثها بالتعبير عن استيائها لأجل المهاجرين، مؤكدة أن “ترامب” فاز بسبب الأمريكيين البيض ووصفتهم بالعنصريين والحاقدين.
“أنيي” أمريكية من أصول هندية
قالت: (لست سعيدة بفوز “ترامب” ولا يعجبني، لكننا سنرى ما سيحدث، ففي النهاية لا بد أن نكون جزءاً من الذي سيحدث أياً كان).
صدقنا ما قالته القنوات
“مروة صديق” أمريكية من أصول سودانية عبرت عن حزنها وإحباطها من فوز “ترامب”. وقالت لـ(المجهر) لم أكن أتوقع أن يفوز صراحة، كنت أتابع قناة CNN كنت متوقعة أن “هيلاري” ستفوز، لأن القناة كانت تبث أخباراً تحمل هذا الإيحاء ولم أتوقع أبداً أن يفوز رجل كهذا). وأضافت (لست مصدومة من أنه أصبح الرئيس ولكن مصدومة من فوزه، كيف فاز؟! ..إن هذا حقاً شيء مرعب للكثيرين لأنه يخبرنا بأن معظم الأمريكيين يفكرون بالطريقة ذاتها ويوافق “ترامب” على توجهاته). وأكملت قائلة: (أنا صراحة دعمت “هيلاري كلينتون”، لأنها محترمه وسيدة جيدة ومشروعها الانتخابي سيساعد النساء والأطفال، وستواصل ما فعله “باراك أوباما” بالرغم من أن هنالك الكثيرين الذين يرون أن المرشحة الديمقراطية و”ترامب” سيئان، مثل والدي الذي يرى أنه كمسلم أمريكي غير مهتم بكليهما ولا فرق لديه على عكسي أنا تمنيت أن تفوز “كلينتون”.
وقالت “مروة” إن الآلاف خرجوا للاحتجاج على فوز “ترامب” وبدأوا بتكسير السيارات قائلين إن “ترامب” ليس رئيسهم، ولكنها لم تخرج لأنها تؤمن بالديمقراطية وأن هذه هي أمريكا وأن هذه هي الديمقراطية. وأضافت (ترامب فاز وهو رئيسنا الآن وهذه هي بداية فترته الرئاسية، وسنرى ماذا سيفعل ربما لو قام بشيء سيء، بعدها سيكون من حقنا التظاهر أما الآن فلا، وهؤلاء المتظاهرون تأخروا كثيراً).
من صوتوا لـ”ترامب” جاهلون
“كارول” أمريكية من أصول اسبانية فترى أن الذين صوتوا لترامب جاهلون وأن الأمريكيين البيض جاهلون وغير متعلمين وليست لديهم درجة الفهم المطلوبة. وقالت إن “هيلاري كلينتون” خسرت أمامه لأنه رجل غني واستطاع أن يصل للناس الذين صدقوا وعوده). وأكدت “كارول” أن “ترامب” قام باستغلال غضب الناس من أجل داعش والمسلمين حتى يفوز بالانتخابات، بعد تأكيده أنه سيمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. واسترجعت “كارول” ما قاله الرئيس المنتخب عن أن الاسبانيين يحضرون المخدرات لأمريكا ويضرون بالمجتمع الأمريكي، مشيرة إلى أن الشارع صدقه لأنه رجل يمتهن الاستعراض ومتمرس على ذلك.
*لست مبالية بالسياسة ولكن لا يعجبني “ترامب”
“ناتالي” طبيبة أمريكية من البيض أوضحت أنها لم تقم بالتصويت لأي من المرشحين لأن بطاقة التصويت الخاصة بها كانت غير مفعلة، ووصفت ذلك بالأمر الجيد، لأنه ليس لديها أي فكرة عن لمن ستصوت ولأنها ليست من الأشخاص الذين يتابعون السياسيين والسياسة. وأضافت د. “ناتالي” (لم أكن متابعة لما يجري في الانتخابات ولكن علمت من الآخرين بفوز “ترامب”، لكن حقيقة لم أكن أتابع ما يتواتر وعن ما يقوله “ترامب” ولا طريقة حديثه، وعن أنه سيصلح أخطاء سابقيه وأنه أفضل من “هيلاري”، وأنه سيقوم بحبسها عندما يفوز، لم يكن يبدو أن لديه شيئاً جيداً يقدمه وأنه سيكون جيداً كرئيس). وأكملت متعجبة (ولكن يبدو أن هنالك من يفكرون مثله ولا أعرف ماذا رأى فيه الآخرون ليصوتوا له وأنا لم أره؟). وأضافت المتحدثة (أما بالنسبة لهيلاري لم أكن متأكدة أيضاً من أنها ستكون قائدة جيدة فهنالك الكثير من الشائعات السيئة عنها، بالإضافة إلى الأكاذيب التي كانت جزءاً منها التي تم نشرها إعلامياً، ولكن أكرر أنا لم أتابع جيداً لأعرف كفاية ما الجيد حقاً، ولكن “هيلاري” لديها كارهين خاصة بعد فضيحة الايميلات المسربة واستخدامها بريدها الشخصي، والمكتب الديمقراطي على ما يبدو لم يجتهد كفاية وكان يلهو).
*مندهشة لأن أمي صوتت لـ”ترامب”
وعبرت شابة أمريكية من أصول كوبية عن دهشتها من تصويت والدتها التي قدمت كمهاجرة للولايات المتحدة في العشرينيات من عمرها، لتحمل الجنسية الأمريكية وتصبح مواطنة أمريكية بعدها. وقالت إن والدتها سعيدة بفوز “ترامب” وقامت بالتصويت له لأنها ترى أن أمريكا يجب أن تكون للأمريكيين الآن، وطالبت بأن يبني حائطاً مع كوبا حتى لا يدخل الكوبيون لأمريكا بالرغم من أنها مهاجرة كوبية. وأقرت المتحدثة بأن الكثيرين من اللاتينيين صوتوا له وأحبوا أفكاره باعتبار أنهم أمريكيون الآن وليسوا مهاجرين.