عز الكلام
ما بعد العملية !!
أم وضاح
حتى لو اضطرت الحالة أو الظرف الاستثنائي الذي تجرى فيه العملية الجراحية أن تتم على ضوء الشموع وبدون بنج طالما أن هناك بصيص أمل في أن تنقذ صاحبها من الموت المحقق، فلا بأس من المخاطرة والقيام بها، وهكذا هي الآن العملية الاقتصادية الكبرى التي تجري على جسد الاقتصاد السوداني بعد حزمة القرارات الاقتصادية الأخيرة التي أعلنها وزير المالية أمس الأول، وشملت زيادة في أسعار الكهرباء والمحروقات، وليس أمامنا إلا أن ننتظر نتيجة هذه العملية حتى ينجو الاقتصاد من أي مضاعفات ما بعد العملية أو الدخول لا سمح الله في غيبوبة تكون هي بداية الكارثة والمأساة، وخلوني أقول إن حالة التخبط التي لازمت قرارات الفريق الاقتصادي تجعل هذه الحزمة من الزيادات هي بمثابة الفرصة الأخيرة لهم لتصحيح وإصلاح ما يمكن إصلاحه لا سيما وأن المواطن السوداني دفع ضريبة حرصه على استقرار البلد تحملاً وصمتاً وإجماعا سكوتيا على قرارات وزارة المالية المتتابعة في انتظار أن تصدق توقعات مجلس الوزراء الذي أجاز هذه الحزمة بأن تسهم في الاستقرار الاقتصادي وتحسين أحوال الفئات المستفيدة من الدعم الاجتماعي من خلال إعادة هيكلة الدعم، وفي هذا الجانب تحتاج الحكومة أن تفعل الجهات التي تستنزل هذا الانحياز للفئات الضعيفة إلى أرض الواقع مع الاهتمام بجانب الرصد والتحليل الذي يقيم التجربة بالحقائق والأرقام، ولعله قد لفت نظري في حديث وزير المالية أنه قد تم منع استيراد بعض السلع لمعالجة مشكلة النقد الأجنبي كاستيراد اللحوم والأسماك وزهور الزينة والحيوانات، وهو حديث يفترض أن يجعل مؤسسة الرئاسة أن تفتح هذا الملف وتحاسب الذين أجازوا وسمحوا بهذه المهزلة في الماضي بفتح الاعتماد لاستيراد كماليات تدخل في باب الرفاهية إن لم يكن السفه وبلاد يبحث فيها الغلابى عن دواء منقذ للحياة ولا يجدونه، في حين أن بنك السودان ووزارات المالية تسمح باستيراد زهور الزينة والأسماك الملوَّنة وكلاب الصيد، وقائمة الحظر برأيي ينبغي أن تشمل سلعا أخرى ينطبق عليها ذات معيار الدعم المرفوع عن الكهرباء لمن يستهلك أكثر من (400) كيلو واط، والعايز يدلع نفسه وياكل بوظة.. أو شكلت كيك، فلينتظر حتى نخرج من عنق الزجاجة ونتجاوز الأزمة وبعدها تعرف طريقها إلى أرفف البقالات والمحلات الكبيرة.
في العموم لا أظن أن هناك أقسى من العملية التي ستجريها وزارة المالية، وأعلنت عنها أمس، ونرجو أن تكون قد أجرت لها التحاليل اللازمة قبل وبعد واستعدت بالمضادات الحيوية وإلا أصاب الاقتصاد التسمم الدموي ورحنا جميعاً في ستين داهية وربنا يعوِّض صبرنا!!.
{ كلمة عزيزة
بالمناسبة ما قادرة أفوت حكاية كنا بنستورد لحوم وأسماك دي، كيف يحدث هذا في بلد ثروته الحيوانية مضرب الأمثال وبه من الأنهار ما يسد حاجتنا والآخرين من الثروة السمكية، ياتو بلد وياتو ناس أغنى منا وأوفر ثروة حتى نستورد منهم وبالعملة الصعبة سلع هي أصلاً متوفرة هبة من السماء، هذه المعلومة تتجاوز مصطلح الفضيحة إلى مصطلح الوكسة والنكسة، وهي دائرة لن تخرج منها ما لم تضع الحكومة سياسات حقيقية للصناعة السودانية، ونعمل على تذليل كل العقبات أمام رؤوس الأموال السودانية التي تستثمر لتغطي حاجة السوق الداخلي وبعدها نصدِّر للخارج، خلونا وحتى نخرج من هذه الضائقة أن نعود إلى ونعيد شعار (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع)، الشعار الذي كانت الإنقاذ أول من رفعته، وللأسف الشديد أول من خذلته وخذلتنا معه.
{ كلمة أعز
عيب كبير وجريمة بكل المقاييس حديث نائبة البرلمان العضو “عائشة” في حق مهنة من أشرف المهن هي من الرسالات التي تجد عند المجتمع السوداني كل التقدير والاحترام، وهي مهنة المعلم، والمصيبة أن الحديث لم يصدر من عضو في البرلمان هي ممثلة الشعب فقط، ولكن السيدة هي أيضاً معلمة أساءت للمهنة التي تنتمي إليها وبصقت في الماعون الذي أكلت منه، وبالتالي على البرلمان الذي لازال يعرض خارج زفة الوطن والمواطن أن يلجم انفلات بعض أعضائه الذين لا يحسنون الصمت ولا حتى الكلام!!.