رأي

بعد.. ومسافة

أفيال “أبرهة” الجديدة لهدم الكعبة
مصطفى أبو العزائم
 
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. فقد بلغت الجرأة بمليشيات الحوثي أن تطلق صاروخاً بالستياً مساء (الخميس) الماضي من محافظة “صعدة” اليمنية باتجاه “مكة المكرمة” لتستعيد الذاكرة المسلمة محاولة “أبرهة” الفاشلة لهدم الكعبة المشرفة بجيش تقدمته الأفيال، لكن ولأن للبيت رباً يحميه فإن الطير الأبابيل قطعت الطريق على “أبرهة” وجيشه وأفياله، فهزمته إرادة المولى عزّ وجلّ وانكسر جيشه وضربه الوباء، وظل البيت المشرف قائماً بينما لفظ الواقع “أبرهة” وجيشه ليصبحوا مجرد ذكرى لفعل أثيم لم يكتمل.
الفيل الحوثي البالستي الجديد لم يكن هو الأول الذي استهدف “مكة المكرمة”، إذ سبقه صاروخ بالستي اعترضته قوات التحالف في التاسع عشر من أكتوبر ودمرته أشد تدمير في سماء محافظة الطائف، وقبل ذلك أطلق الحوثيون صواريخ بلغ عددها خمسة وثلاثين صاروخاً باتجاه أراضي المملكة العربية منذ أن بدأت عمليات التحالف العربي في اليمن منذ السادس والعشرين من مارس 2015م.
ما حدث الآن يدق ناقوس الخطر بما يستدعي رفع حالة الحيطة والحذر إلى أعلى درجات، لأن الاستهداف تجاوز ما يحدث في حالة المواجهات العسكرية ليجعل من المقدسات هدفاً حراماً لمليشيات الحوثي، وهو ما سيلحق بها الهزيمة الباكرة النكراء، ويهز ثقة من يناصرون مليشيات الحوثي داخل اليمن رهبة أو رغبة إن كان في القلوب ذرة إيمان بالله العظيم الذي سيرد كيد المعتدين على الحرم الملكي الشريف.
ما حدث الآن من اعتداءات آثمة وغاشمة يستدعي أن تخرج الشعوب العربية والمسلمة من صمتها، ومن بياتها السلبي لتعبر عن رفضها لما تقوم به هذه المليشيات العادية المعتدية على الحرمات التي ترفع شعاراً كاذباً هو (الموت لإسرائيل) بينما صواريخها موجهة نحو “مكة المكرمة” وبيت الله الحرام.
نعم لا بد أن تخرج الشعوب العربية والمسلحة إلى الشوارع في أقوى استعراض رافض للفعل الحوثي البئيس يبين قوة الرافضين للسلوك الرديء، ويبين حجم الغضب الشعبي الإسلامي بسبب التعدي على الأرض المقدسة والمسجد الحرام، وهذه دعوة للفئات والتنظيمات والمنظمات والقوى المجتمعية بعيداً عن السياسة أو تصنيفاتها لتتداعي وتنظم صفوفها في السودان لنكون أول المبادرين بالخروج في أكبر حشد شعبي هادر يعبر عن الرفض المبين للفعل المشين.
موقف السودان واضح منذ البداية حول أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة، موقف عبر عنه السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير” عندما قال أكثر من مرة إن (أمن السعودية خط أحمر)، وهو موقف يجمعنا كلنا في السودان، حاكمين ومحكومين، ومن هم على مقاعد السلطة أو من يقفون في صفوف المعارضة، لذلك أتوقع مبادرة من جمعية الأخوة السودانية السعودية للسير في تنفيذ هذا المقترح الذي أحسب أن مكتب الجمعية قد تداول حوله، لأن علاقة بلادنا بالشقيقة السعودية تقوم على ما هو أكبر من المستوى الرسمي والشعبي وحدهما، فهي تقوم على أنها أرض الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي لآخر رسالات السماء، هي علاقة تكتسب بعداً إيمانياً ووجدانياً عميقاً لتلك الأسباب، لذلك ندعو كل حريص على العلاقة الأخوية القائمة بين البلدين أن يتحرك من أجل إدانة هذا العدوان الحوثي الغاشم الذي يعيد للأذهان محاولات “أبرهة” الفاشلة لهدم الكعبة بالأفيال.. و”أبرهة” الآن قائم في أرض اليمن وأفياله صواريخ بالستية.. علينا أن (نعترض) هذه الصواريخ لترتد إلى نحور مطلقيها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية