مسألة مستعجلة
جدل مشاركة الشعبي!
نجل الدين ادم
بدا واضحاً من خلال إفادات القيادي البارز بحزب المؤتمر الشعبي “بشير آدم رحمة” في حواره الذي أجرته معه الزميلة بالصحيفة “فاطمة مبارك” أن هناك خلافاً حول مشاركة (الشعبي) في حكومة الوفاق الوطني المرتقبة في أعقاب إجازة مقررات الحوار الوطني. “بشير” رغم التصريحات السابقة للأمين العام للمؤتمر الشعبي الشيخ “إبراهيم السنوسي” وقيادات أخرى القائلة إنهم لم يشاركوا في الحكومة القادمة، إلا أنه لم يخف وجود تيار من عضوية الحزب تدعم خيار المشاركة في الحكومة بقوة، لاعتبارات أن حزبهم كان جزءاً أصيلاً من عملية الحوار التي أفضت إلى تشكيل حكومة انتقالية تؤسس للحكومة المنتخبة القادمة.. الرافضون يرون أن الأفيد أن يتم التفرغ من الان للانتخابات القادمة.
المؤتمر الشعبي يظل الدافع الأول لعملية الحوار التي أفضت إلى ما نحن أمامه الآن. أذكر أنه وفي العام 2005 تدافعت الأحزاب كافة للمشاركة في الحكومة الانتقالية بموجب اتفاقية السلام الشامل باعتبارها عام أساس لفترة الانتخابات العامة وشكلت القوى السياسية مشاركة حقيقية في البرلمان، بما في ذلك المعارضة ومن بينها الحزب الشيوعي الذي اختار أن يشارك في البرلمان رغم تعنته دوننا عن الجهاز التنفيذي، وكان ذلك تحت راية التجمع الديمقراطي، بجانب قلة من الأحزاب الرافضة من بينها الأمة القومي والشعبي.
عندما انتهت الفترة الانتقالية كانت درجة التفاعل أكبر، وقد دخلت الكثير من الأحزاب التي تمنعت عن المشاركة في الحكومة الانتقالية ماراثون العملية الانتخابية وعلى رأسها حزب الأمة القومي والمؤتمر الشعبي نفسه، الذي رفض أن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية.
لا شيء دفع هذه الأحزاب المؤثرة أن تشارك في الحكومة الانتقالية وفي الانتخابات العامة التي جرت في العام 2010، سوى الإحساس بأن هناك أملاً في حدوث تغيير جذري يصلح كل ما اعوج وكل ما حملت الحركات المسلحة من أجله السلاح.
والمؤتمر الشعبي كان وقتها جزءاً من إحدى حلقات هذا التغيير وهو يشارك في الانتخابات الرئاسية ويدفع بـ”عبد الله دينق نيال” مرشحاً للرئاسة والحركة الشعبية تدفع بـ”ياسر عرمان”، الأمة القومي برئيس الحزب الإمام السيد بـ”الصادق المهدي” والاتحادي الديمقراطي الأصل بـ”حاتم السر” بجانب السيد “مبارك الفاضل”.. اليوم نهاية عملية الحوار تعيدنا لذات الأجواء التفاعلية بحدوث تغييرات جذرية تساهم في حل مشاكل السودان المتشعبة.
المؤتمر الشعبي وبما قام به من دور مؤثر وما يملكه من قدرات عالية ينبغي أن يكون حاضراً في الحكومة المرتقبة حتى يكون صمام أمن كما حدث في الحوار الوطني.. (الشعبي) يحتاج أن يغلق صفحة الخلاف ويمضي في اتجاه ما صوب عليه الشيح “الترابي” قبل رحيله.. والله المستعان.