ربع مقال
بلاغ إلى مدير شرطة مرور الخرطوم..!!
خالد حسن لقمان
.. وهذا يوم آخر من أيام بلادي متفرد بذاته وصفاته وأحداثه. .. يوم تقوم فيه الأنفاس وتهبط و(تتبهدل فيه قامات الرجال والنساء معاً)، كما وتضيع فيه الأوقات والأزمان وتتغيَّر فيه طباع البرية من لطف إلى فظاظة قول وفعل وأصواتها من همس حديث إلى زجر قول وصراخ تأديب.. وكيف لا وفي هذا اليوم. المسمى (يوم الترخيص) يحتاج من يريد ترخيص سيارته إلى يوم كامل (يفرغه تماماً لهذا الغرض) فهو مطالب بالمرور على (13) إجراءً أو أكثر حتى يكمل إجراءاته المطلوبة.. والغريب أن هذه الإجراءات مبعثرة بمكاتبها وشخوصها المسؤولين عنها على صورة مدهشة فكل مكتب في مكان بعيد عن الآخر وكل جهة تورد لها المبالغ المطلوبة تجدها في انتظارك بدفاترها كأنها تريد أن تفترسك وهي بالفعل تفعل ذلك، فبعد أن يتم الأمر سيكتشف المرء أن أحداً ما، قد أفرغ (جيوبه) تماماً.. معقول أيها السادة أن يكون العالم من حولنا قد أوفى الآن بكل متطلبات الحكومة الإلكترونية ونحن نبحث عن أفراد في العراء ليوقعوا لنا أوراقنا وليضعوا عليها أختامهم؟.. من يصدق هذا.. أخي مدير مرور ولاية الخرطوم.. أن ما يلقاه الناس داخل مراكز التراخيص أمر لا يرضي الله ولا يرضي رسوله.