عاصفة "بابكر عبد الرحمن" مراقب عام الاتحادي (الأصل)!!
بقلم – عادل عبده
عاصفة عاتية من العيار الثقيل كسرت النصال والسياج انطلقت من كنانة المحامي “بابكر عبد الرحمن” مراقب عام الاتحادي (الأصل)، قضت على تنامي الشائعات التي انطلقت حول إمكانية قيام تعاون سياسي بين “الحسن الميرغني” والمناوئين له في الحزب.. عاصفة “بابكر عبد الرحمن” لم تكن هدامة ولا احتراقية بل كانت خطوة ذكية ومدروسة مبنية على وضع اللقاء الذي تم بين “الحسن” و”علي السيد” في الأسبوع المنصرم، على القالب الصحيح حتى لا تكسوه الإشارات المغلوطة على الأفواه!
بصورة أوضح رؤية المحامي “بابكر” مفادها أن ما بين “الحسن” ومجموعة أمبدة في الاتحادي (الأصل) صارت فراقاً قاطعاً كضربة سيف لا يحتمل التسوية والمصالحة، بناءً على الحاجز النفسي الذي تولد من طبيعة الخلاف وتضاريسه القاسية التي حملت في ثناياها التجريح والسباب والإسفاف والكيد والتآمر، فضلاً عن التصادم الإستراتيجي في المنهج الذي لا يسمح بالتقارب بين أمبدة و”الحسن الميرغني”!
استحوذ “بابكر” على تأييد منقطع النظير من جميع رموز الحزب في الضفة المعادية للحسن برفض إمكانية حدوث مصالحة سياسية معه، انطلاقاً من حسابات دقيقة تميل إلى تفعيل وتطوير مؤسسات الحزب ودلق رياح جديدة في هياكله وخلق الروح الواحدة في أوصاله. ويرى هؤلاء بأن تلك المعطيات والأمنيات قد لا تتأتى في ظل التعامل مع “الحسن” الذي يختلف معهم في الطباع والتفكير والمزاج والأهداف.
الشاهد أن “بابكر” لا يحمل ضغينة شخصية للحسن وأنه ينظر إلى الأشياء بمنظار مختلف لا يعرف المجاملة والتدليس، لكنه يعتقد بأن دولاب الاتحادي (الأصل) يحتاج إلى قيادة جديدة من أشقاء “الحسن” في البيت “الميرغني” الكريم، وأن الحزب موعود بإصلاحات جذرية لمقابلة تحديات المرحلة المقبلة في إطار بيان مولانا “محمد عثمان الميرغني” الأخير الذي صدر من “القاهرة”.
في الصورة المقطعية يصنف المحامي “بابكر عبد الرحمن” من الصقور الرافضين التعامل مع “الحسن” وقد يتطابق في هذا المسلك مع القيادي الاتحادي المهندس “محمد فائق” الذي يعتقد، بأن الموقف من “الحسن” يجب أن يأخذ مأخذ الجدية والالتزام الحازم. وفي السياق يرى المحامي “موسى الحسين” عن صديقه الأثير “بابكر”، بأن مولانا “محمد عثمان الميرغني”، يحب “بابكر” في الله ويكن له الوجد المبجل. ويؤكد “موسى الحسين” بأن “بابكر” مؤتمن على أسرار السادة المراغنة ومصدر ثقتهم بلا حدود.
لعب “بابكر عبد الرحمن” دوراً متعاظماً في محطات هامة داخل الحزب، فقد صحب الدكتور “علي السيد” بمشاركة “موسى الحسين” إلى السيد “محمد عثمان الميرغني”، حتى تسنى له الدخول في دهاليز الحزب فضلاً عن دور “بابكر” في فتح الطريق أمام الأستاذ “طه علي البشير” في ممارسة نشاطه الحزبي بعد مؤتمر المرجعيات عام 2004م، علاوة على ذلك فقد تعرف “الحسن الميرغني” على عضوية الحزب ورموزه من مكتب “بابكر عبد الرحمن. ومن الصفات الواضحة في “بابكر” العمل في الخفاء والابتعاد عن المظاهر والضوضاء ويمكنك جر الجبل، لكن لا يمكنك إقناع “بابكر عبد الرحمن” بالتعامل مع الكاميرات الساطعة والوسائط الإعلامية.
من الواضح أن لقاء “الحسن” و”علي السيد” لا يريد له رجال أمبدة أن يسري على باحة الحزب كالنار في الهشيم، سيما وأن ما قيل عن هذه المصالحة يهزم بعضه بعضاً على أساس أن الفكرة تهزم الواقع، وأن “علي السيد” ذكر بأن اللقاء كان مجرد خطوة استكشافية.. قد تكون عاصفة “بابكر” موجعة للتفاؤل الذي انبرى من البعض، لكن المنطق يؤكد بأن التفاؤل الصحيح يجب أن يمشي على قدمين!!