فوق رأي
ما (تردح) ساي
هناء إبراهيم
ذات خاطرة حين كتبت (سكوتك أزعج الدنيا وكلامك خلى الناس تروق) أخذت حبوبة جيرانا الحديث إلى منحى آخر وسألتني قائلة: إن كان على هذا الشخص أن يعتذر، هل يعتذر عن سكوته أم عن كلامه، عن الإزعاج أم عن الهدوء.
قلت لها إن تربى على الرقي فـ لسوف يعتذر عن الاثنين حتى إن لم يكن مخطئاً، أما لو بالمنطق فـ حقو يعتذر عن (الشقلبة) الحاصلة.
فهناك من يعتذر لأنه متسامح ويعيش في سلام داخلي وبيئة نفسية رايقة
عشان ذوق، ما عشان غلطان.
وثمة من لم يتربَ على ذلك، فيفسر اعتذارك على أنه اعتراف بالخطأ ويقوم (يردح) ليك.
والله جد..
العديد من المحامين في أمريكا الشمالية وبعض الدول وفي سبيل وإطار بحثهم عن أدلة وبراهين تثبت براءة موكلهم يستخدمون واقعة الاعتذار كدليل إدانة للطرف الآخر خصوصاً في حوادث السير.
يقول الواحد منهم (إن هذا الرجل يا سيدي القاضي اعتذر من موكلي وقال له بالإنجليزي السليم (سوري) بشهادة الشهود، وهذا يا حضرات السادة المستشارين دليل على أنه يعلم أنه مخطئ وجاني وأن موكلي برئ والغنماية تأكل بيرقرو)
يعني يا مولانا لو كان الحق معه لما كان أعتذر، والّا كيف؟!
كيف انت دا..
أهل كندا الكنديون الأعزاء اشتهروا بالكثير من السلوكيات الراقية والحركات الذوق، منها كثرة الاعتذار الأمر الذي دفع الجهات المختصة بتمرير قانون اسمه (قانون الاعتذار) الذي تمت إجازته عام 2009 وينص على أن اعتذار طرف للطرف الآخر عند وقوع حادث لا يمكن استخدامه ضده في المحكمة كدليل إقرار بالذنب، فهم يعتذرون كتهذيب وتربية وفهم وهيك.
وحسب فنان العرب “محمد عبده”، هناك أشياء لا تقبل الاعتذار لأسباب منطقية، حيث قال ذات أغنية وبلهجته الخليجية:
ابعتذر عن كل شي
إلا الجراح ما للجراح إلا الصبر
إن ضايقك اني علي بابك أمر
ابعتذر كلي ندم
ابعتذر عن كل شي إلا الهوى
ما للهوى عندي عذر..
يعني يجي يقول ليك معليش والله أنا آسف حبيتك!!
ببساطة لم يختر أن يحبك و(ما أحد يحب اللي يبي)
“محمد عبده” مع إنو ندمان على الحب دا وقال (ليت الهوى وانتي كذب) بس برضو ما عايز يعتذر، فالأمور في المناطق العاطفية دائمة الفوضى والخطر.
والآراء تختلف من قلب لاَخر..
والله جد..
أقول قولي هذا مرفقاً باعتذار لكل الزعلانين
و……..
يا حبي المُر.. العذب